رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬137   مشاهدة  

“القرية الظالم أهلها” .. كيف ستُذكر شبرا البهو على مدار التاريخ ؟

شبرا البهو
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قصة شبرا البهو

الشراقوة فطّروا القطر” .. شرف معنوي كبير يحمله كل شرقاوي على كتفيه ، (لوجو) اعتمده الشعب لكل ما هو شرقاوي ، سيعيش بين أبناء المحافظة وأحفادها ربما مئات السنين، صفة الكرم والشهامة والذوق أصبح الشراقوة روّادها بالضرورة بعد موقف واحد ، لكنه موقف كبير ، لا يفعله إلا كل ما هو كبير ، بينما كانت مصر في الحقبة الملكية  ، حينما توجه قطار يحمل مختلف الجنسيات  إلى الشام، وتوقف فجأة في الشرقية ، فقرر أحد أبناء القرية أن القطر طالما دخل القرية فإنه (يخصنا) ، وخرجت النساء  بالطعام القليل من البيوت ، ليأكل الضيوف ثم يتولى أهل البيت أمور نفسهم فيما بعد .. ومن هنا كُتب التاريخ

واليوم .. إذا فتحنا كتابنا التاريخي لنخط به سطرين ليعرفهم أبنائنا وأحفادنا من بعدنا ، فسنفتح صفحة جديدة ونكتب عنوان : “العار”

إنه في يوم الحادي عشر من إبريل، خرج أبناء قرية شبرا البهو في محافظة الدقهلية ، لا لطرد الإنجليز كما حدث في الماضي ، لا للدفاع عن الشرف كما حدث في أيام دنشواي ، وإنما تجمهر الرجال والنساء والأطفال والشيوخ كي يطردون جسمانًا كائنًا في سيارة إسعاف ، مغلفًا في مواد العزل بعد أن كانت صاحبته طبيبه لم تعود إلى بيتها منذ أن دخل فيروس كورونا البلاد ، واقفة على قدميها التي تشققت من طول الوقفة لتتابع حالات اشتباه على مدار اليوم ، ربما تكون بعض من هذه الحالات من الواقفين أمام سيارة الإسعاف كان تحت يد الطبيبة التى هي الآن في سيارة الإسعاف ، ربما تكون قد طالتها العدوى من أحد أبناء القرية أثناء الفحص ، ربما كانت قد ساهمت في علاج أحد القادمين إلى القرية بالصدفة من الكورونا قبل أن يأتي إلى القرية لينقل إليها العدوى، امرأة شريفة وقفت في صف مجتمعها وشعبها ومهنتها ودولتها ، ليرفض الجهلاء دفنها بجوار قريتهم ، هؤلاء بالمناسبة من يتشدقون على فيس بوك بهاشتاجات #جيش_مصر_ الأبيض، وإذا ما اقتربت المسئولية منهم ألقوا بالمبادئ والإنسانية في أقرب سلة قمامة ، هؤلاء الذين يبكون ليل نهار ويبتزون الدولة والعقلاء من الشعب بغلق المساجد ، المساجد والإسلام والذي يصب في النهاية بصالح الإنسانية، يرفضون أن تدفن جثة طبيبة واقفة على جبهة القتال ضد هذا العدو الخفي الشرس الذي يفتك بالبشر فتكًا ، لا يرحم كبير من صغير ، لا يوقفه دبابة ولا طائرة ولكنها وقفت بالقفاز والكمامة والقلب الرحيم ، تاركة حياتها الشخصية وواهبة الأمل للغلابة من الناس.

YouTube player

وأكثر ما يستفزك بعد مثل هذه الأخبار ، هؤلاء المتحزلقون الذين يرجئون الأمر لقلة الثقافة منذ عهود ، وهؤلاء الذين يتحدثون عن قلة الإيمان ، وهؤلاء الذين يستزفوننا في الحديث عن دوافع هؤلاء في فعل ذلك، وكأن كل هذه مجرد مبررات لهذه الجريمة الشنعاء التي لابد أن يتعامل معها الجميع باحتقار أكثر من محاولة التحليل ، لأن في التحليل مخارج وتشعبات تبعدنا عن اللقطة المهمة ، وإذا أخبرتني : أرجوك يا فولان ، لابد أن تكون موضوعيًا ، لا تعمم ما حدث على جميع أبناء القرية

أقول لك بقلب مستريح :  كثيرون من أبناء القرية كانوا واقفين أمام سيارة الإسعاف ليبعدوها ظنًا منهم (جهلًا) أن الكورونا ستخرج لهم من تحت الأرض وتتسحب إلى أن تصل إلى سرائرهم وهم نيام، ولم يحاول إيقافهم رجل واحد ، أو امرأة واحدة قالت لهم : اختشي على دمك !

 

نحن أمام تاريخ نسطره جميعًا في ذاكرتنا ، قرية شبرا البهو التي ارتكبت الإثم ، والتي سيلاحقها العار مهما أبدوا من اعتذارات على الكلام الفاضي الذي يدعى “فيس بوك” ، وقد كان قرار الدولة سديدًا بإطلاق اسم الطبيبة “سونيا” على مدرسة القرية .. لكن أرجو من شباب القرية الروشين الجامدين للغاية الذين تهجموا على سيارة الإسعاف ألا يزوروا الحقيقة ، حينما يسألهم أبنائهم عن سبب إطلاق هذا الاسم على هذه المدرسة !

إقرأ أيضا
الحرس الوطني

 

الكاتب

  • شبرا البهو محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
10
أحزنني
13
أعجبني
17
أغضبني
3
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان