رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
794   مشاهدة  

اختبأ أحدهم في بيت مطربة.. الموسيقى والغناء في عهد السلاطين

السلاطين


كان سلاطين المماليك يقبلون على الاستمتاع بالحياة، وخصوصا أن مصر بغناها وثروتها جعلت نفسهم تميل نحو الابتهاج بالحياة لذلك اقبلوا على الملاهي وأحاطوا أنفسهم بأربابها، فكان بعض السلاطين يميلون إلى سماع الموسيقى والغناء، وأقاموا لذلك المجالس الحافلة والليالي الملوكية النادرة.

وكما شغف السلاطين المماليك، شغف أيضا الناس في ذلك العصر بسماع الموسيقى والغناء، ومما جعل للموسيقى والغناء أهمية كبيرة في ذلك العصر، تشجيع السلاطين وإغداقهم على المغنين والمغنيات، ثم انتقال الأغاني إلى الناس عن طريق السماع ومع ذلك كان هناك من ينفر من الغناء ولا يحضر مجلسه.

السلاطين

حتى أن الظاهر بيبرس أمر سنة 1266 بإغلاق الحانات، ولا سيما ما كان منها منتشرا بالإسكندرية، وكذا أصحاب الملاهي والخلاعة والمجون، حتى ضاقت بهم السبل العيش، في عهده وقل عددهم.

ورغم إظهار بعض السلاطين الاضطهاد للغناء وأربابه، فإن الناس ظلوا على شغفهم بالطرب والغناء، حتى بعض الفقهاء ورجال العلم لم يخفوا ميلهم لتلك الفنون، فأحد المتصوفة وهو الشيخ عبد الله بن كتيلة وهو من شيوخ العراق كان يترنم ويغني لنفسه في بعض الأوقات.

حتى أن بعضهم أوصى أن تخرج جنازته بالدفوف، وتمنع النائحات والباكيات عليه.

السلاطين

وشارك العامة في الغناء في مناسبات كثيرة، منا ما حدث عندما رسم السلطان المظفر بيبرس إلى شنكير بفتح السد من غير وفاء، وقد نقص عن الوفاء ثلاثة أصابع، فغنى العامة كلاما ولحنوه في أماكن المتفرجات وغيرها وهم يسخرون من السلطان.

ولما سمع السلطان بذلك، أمر الوالي بالقبض على جماعة من العامة، فضرب بعضهم بالمقارع وأشهرهم في القاهرة على جمال، كما أمر بقطع ألسنة بعضهم.

وهو ما يشير إلى أن العامة في العصر المملوكي عبروا عن سخريتهم وسخطهم عن طريق الغناء التلقائي الذي انتقدوا فيه أوضاع الدولة.

وفرضت الدولة على المغنيين والمغنيات في ذلك العصر ضريبة عرفت باسم “ضمان المغاني” ويذكر ابن إياس أن السلطان محمد بن قلاوون قد أبطل ضمان المغاني وكان عبارة عن أخذ مال من النساء البغايا، وذلك لو خرجت امرأة من نساء القاهرة تقصد البغاء ونزلت اسمها عند امرأة تسمى “الضامنة” وقامت بما يلزمها من القدر الذي يتعين عليها، فما قدر أكبر من في الحكام بمنعها عن البغاء، وكان ضمان المغاني يمثل مصدرا كبيرا للأموال بالنسبة للدولة.

السلاطين

ويبدو أن ابطال ضمان المغاني في عهد السلطان “قلاوون” قد ارتبط بابطال البغاء فيقول ابن إياس “فأبطل هذه الفاحشة العظيمة من مصر”.

إقرأ أيضا
علي الألفي

وقد كان لبعض المغنيات دور كبير في حياة بعض السلاطين فالسلطان الأشرف شعبان وقت صراعه مع كبار الأمراء قد اختفى في بيت إحدى المغنيات وهي المغنية آمنة بنت عبد الله امرأة ابن المتولي، بحارة الجودية، وكان يعرفها الملك.

وكان في عصر المماليك لون من الغناء الجماعي الذي تمثل في أغاني العمل، مثلما حدث في حفر البحر المعروف بالطيرية في عهد السلطان المنصور قلاوون.

السلاطين

كما استخدمت الأغاني في التشهير والتجريس، فحدثت واقعة سرقة ابن القماح وهو أحد التجار، قبض عليه وعلى والده وحمل المال المسروق على عدة حمالين، وسار بهم والمغاني تزفهم إلى الأمير الكبير، والعملة من ورائهم على رؤوس الحمالين والمغاني تزفهم في شوارع القاهرة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان