همتك نعدل الكفة
635   مشاهدة  

أب وأولاده ينامون على صالون قديم في الشارع بعدما هجرتهم الأم .. أين أنتم يا رجال الخير

الأب
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لم تكن نكبة تلك الأسرة وهذا الأب البسيط الذي كان يعمل “قهوجيا” في أحد المقاهي الشعبية في اغلاق المقاهي فقط ابان المرحلة الأولى من الفيروس في مارس ٢٠٢٠ لكن كانت النكبة هي رحيل الأم وهجرجها المنزل بعدما ضاق الحال وفشل الأب في توفير أي مصدر للرزق.

كانت الأسرة المكونة من الاب والأم والأطفال الثالثة تسكن بدروم للإيجار في حي شبرا بـ ٧٠٠ جنيه شهريا، لكن الراتب مع البقشيش سمحا لحياة الأسرة أن تمر يوما بعد يوم بعيدا عن الحاجة والفقر وكذلك بعيدا عن الرفاهية والتوفير، وبعد حدوث الأزمة اضطرت الأسرة للرحيل عن البدروم تجاه شقة وفرها “أبناء الحلال” دون إيجار لكن سقفها انهار بعد شهر واحد فوق رؤوسهم فهجرت الأم زوجها وأولادها واضطر هو إلى اللجوء إلى الشارع بصحبة ابنته وولديه وصالون قديم ربما وجدها عزاء عن عدم الحاجة مسبقا، لم يجد غيره مستقرا في الوجود في الشارع.

الأب

يحكي “أحمد”، أنه بسبب الظروف المادية الصعبة التي عاشها بعد فصله من عمله، وتخلي زوجته عنه كما تخلت عن أبنائها بسبب عدم قدرتها على تحمل هذه الظروف المأساوية التي مرت بها الأسرة : “كدبت على ولادي التلاتة وقلت لهم أمكم ماتت، عشان محدش يكرهها، وخدت الصدمة في قلبي وسكت”.
قالها “أحمد” مؤكداً أنه كان يبكي ويداري دموعه عن أولاده: “أنا خايف على ولادي، وهى ولا حاسة بيهم أبداً، ولا ببنتها أمنية اللي عندها ١٣ سنة وكبرت بقت عروسة، ولا بالولدين يوسف ومصطفى الصغيرين اللي محتاجين رعاية، بس أنا هفضل مع ولادي لآخر نفس، وربنا يقدرني وأقدر أوفر لهم عيشة كويسة”.
في النهار تظل هذه الأسرة البسيطة جالسة على الصالون، في انتظار من يعطف عليهم بطعامٍ: “أنا والولدين بنفضل صاحيين وعينيا على البنت بنخاف لتتخطف ولا حد يتحرش بيها، وعلمت ولادي أنهم يحافظوا على أختهم أمنية لأنها كبرت”.
بسبب النكبة التي تمر بها الأسرة، اضطر الأبناء الثلاثة إلى ترك تعليمهم، بسبب عدم قدرتهم على توفير نفقات الدراسة من زي وأدوات مدرسية: “نفسي ولادي يرجعوا يكملوا تعليمهم من تاني ونلاقي شقة تأوينا ووظيفة أصرف منها بالحلال ومش عايز حاجة تاني من الدنيا غير أن أشوفهم كويسيين أما أمهم فربنا يسامحها”.
الأب
ويتلقى “أحمد”، وأبناؤه مساعدات كثير من جيرانه، منهم محمود حسني أحد السكان، الذي يقدم لها كافة أوجه الرعاية من أغطية فى الشتاء ووجبات على مدار اليوم.
داخل حارة عبدالسميع بشارع محمد وهبة، بمنطقة الساحل في شبرا مصر، يتخذ أحمد عبدالفتاح ٥٥ عاماً وأبناؤه الثلاثة من أحد الأرصفة مسكناً لهم ينتظرون قضاء الله بلا أمل في الغد
فهل من صانع للخير يضمن لتلك الأسرة مسكنا ووظيفة للأب تسمح للأطفال بالعودة إلى مدارسهم والحياة في مستوى رفاقهم بعيدا عن الشارع الذي يأكل سكانه.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
6
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان