همتك نعدل الكفة
750   مشاهدة  

ألبوم : حمزة Lounge .. نقطة هدوء وسط بحر الموسيقى الهائج.

حمزة lounge
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



أطلق حمزة نمرة مشروعه الموسيقي الجديد المعنون بـ “حمزة Lounge” تتلخص الفكرة في أنها إعادة توزيع لـ 8 أغنيات من أشهر أغنياته دون أن يضع حمزة صوته عليها، تسمية الألبوم بـ “حمزة Lounge” يعود إلي الفكرة نفسها وهي موسيقى الصالة وهو نوع من الموسيقى كان شائعًا في فترة من الفترات تكون فيه الموسيقى عبارة عن خلفية تصاحب المستمع سواء في المطاعم أو في الأماكن المفتوحة ذات إيقاع بطيء مع بعض التأثيرات التي تمنح المستمع هدوء واسترخاء.

المفاجأة كانت في التنفيذ الموسيقي الذي استخدم فيه حمزة الآلات التخت الشرقي كاملة “القانون والعود والكمان والرق والكونترباص” تلك الآلات التي قاربت على الاختفاء من موسيقانا المصرية الحديثة ويقتصر حضورها فقط على فرق الموسيقى العربية التي تقدم التراث والأغاني الكلاسيكية.

تفاعل الجمهور مع الفكرة كان جيدًا على عكس المتوقع، ولا استبعد أن أدخل أي مطعم أو كافيه وأجد الألبوم موجودًا في الخلفية وهذا يعبر عن ذكاء حمزة نمرة الذي أجبر الكل على احترام تجربته الغنائية، لكنه يكشف لنا حقيقة مهمة وهي شغف حمزة نمرة بكل أنواع الموسيقى، لا يعتبر صوته رقم واحد في مشروعه الغنائي بل قد يتخلى عنه لصالح مشروع جديد مثلما حدث، يغازل الجمهور في التجربة ببعض أغانيه والتي اختارها بعناية شديدة كي يمنح المستمع فرصة كي يدندنها بنفسه في إطار شرقي بحت يعكس ثقافة موسيقية أصيلة لا تتنصل من ماضيها الكلاسيكي العظيم بل تصنع جسورًا للتواصل معه، والأهم هي أن تلك التجربة تمثل مغامرة جريئة الآن ونقطة هدوء وسكينة كان يحتاجها الجمهور وسط بحر الموسيقى الهائج والمحبوس في إطار ضيق من الفوضى الفنية.

حرية الفنان.

 من الجيد أن يمتلك المطرب الحرية الكاملة في ما يقدمه، لا يخضع لتحكمات منتج يبحث عن الربح المادي ويراه أهم من الفن نفسه، أو يجد الفنان نفسه مجبرًا على مسايرة الأجواء الفنية ويسير مع تيار الموسيقى السائد حتى لا يفقد جمهوره ويحافظ على تواجده في بؤرة الضوء.

تلك الحرية تمنحه براحًا أكثر  في تجويد شغله أكثر دون أن يلجأ إلى الاستسهال، فرصة جيدة كي يجرب العابًا فنية جديدة عليه ويدخل أرضًا جديدة لم يطأها فنه من قبل، الاحتكاك بأنماط موسيقية مختلفة تظهره بشكل مختلف عما اعتاد عليه الجمهور، في النهاية قد يخطأ الفنان أو يصيب، لكن متعة التجريب لا تضاهيها أي متعة أخرى، والفنان الحقيقي يتعلم من اخطاؤه التي تمنحه خبرات أكثر وثقلًا فنيًا تجعله يستمر في الإبداع وبالتالي يطيل من عمره الفني.

هذه التجربة تفتح ابوابًا للحديث عن تعريف الفنان المستقل، والاستقلال هنا هل يقصد به الابتعاد عن أي تأثيرات إنتاجية من شركات ترعى منتجه الفني وبالتالي تتحكم في محتواه بل وفي طريقة ظهوره سواء على المسرح أو في التجمعات الفنية، أم يكون الفنان نفسه هو المنتج الفني لأعماله وبالتالي يتحرر من أي سلطة تجبره على الخضوع أو المهادنة، قادر على المغامرة ومفاجأة جمهوره طول الوقت، تلك التعاريف المبسطة تجعلنا نضع حمزة نمرة كأكثر فنان مستقل ينشط في سوق الغناء المصري حاليًا.

إقرأ أيضا
أول جمعية إطعام في مصر

محمد فؤاد سيرة ابن البلد الذي تاه في السكة الجزء الأخير

YouTube player

الكاتب

  • حمزة lounge محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان