رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
448   مشاهدة  

أن تذهب إلى العبودية بنفسك في 2022

العبودية
  • صحافية وناقدة وبتحب من كل فيلم أغنية وليا في كل شارع انتقاد وفي كل موقع حكاية وبحب الصحافة مهما ضربتني وهلكتني



 

«هلك عبد الدرهم..هلك عبد الدينار»، صدقت يا شيخ السلفية العظيم، صدقت، اشتهرت هذه الجملة على ألسنة أحد أهم شيوخ السلفية محمد حسين يعقوب منذ سنوات، لكنه لم يكن يعلم أن هذه ليست العبودية الوحيدة التي يقع الإنسان بها، في عصورنا الحالية، ولكنه نظر إلى الأمر من منظوره فقط.

العبودية المالية التي قصدها، كانت بالطبع للدرهم والدينار، ولم تكن بالجنيه المصري الذي لا قيمة له لديه، والذي أصبح لا قيمة له من الأساس، فقد هلك الجنيه ذاته مع من هلك، فيما ذكره من العبودية السابقة، ولكن بعد مرور سنوات من تلك العبارة الشهيرة، وبعد ما وصل إليه الكثيرين من قحط مادي، نود أن نقول لشيخنا الجليل، ما أجمل تلك العبودية وما أحلاها، حينما تهلك وفي محفظتك الكثير من النقود، وعلى أقل تقدير فأنت تعبد شئ يمكن أن يحميك ويؤمنك، وأن تغفل بعينيك، وأن تعلم أن أبناءك سيجدون ما يسترهم، بدلًا من أن تعبد آله أو شئ غير مادي كما نرى لا تجني لنا سوى العبودبة للعبودية.

فمع تطور العصور والأزمان، أيها الشيخ الجليل، الذي دمت في حالة إرهاب للعامة لكي يظلوا تحت طائلتك الدينية التي لا مثيل لها، ومنعتهم عن عبادة الأموال حتى لا يهلكوا، لم تخبر الكثيرين أن العبادات قد اختلفت عما قبل الإسلام وفي العصور الوسطى، فبدلًا من إن استخدام البشر كعبيد على أساس بشرتهم ووجنسيتهم وغيرها من الأشياء وتسخيرهم لخدمة أشخاص بعينهم يرون أنهم الأفضل أو الأنقى أو الأهم أو الأسمى جنسًا، ويتم تحريرهم إما عن طريق دين أو معاهدات أو تحرير.

نجد أيها الشيخ الفضيل، أن البشر يذهبون حاليًا إلى العبودية «بيدهم لا بيدي عمرو»، وأصبحت العبودية أحقر بكثير عن ذي قبل لو تعلم!، فنجد أشخاص يعبدون اللاب توب حاليًا لأنه هو من يساعدهم على العمل وجني المال، فتصطدم ذات يوم وأنت في عملك بشخص يثور غاضبًا ولا يطق الحديث مع أحد لمجرد أنه مهدد بأن يكون قد فصل شاحن الحاسوب، ولم يقم بحفظ ما كتبه عليه، أو ببذرة شك زُرعت بقلبه بأن يكون فقد الحاسوب نفسه، وما عليه.

ونجد فتاة في الجهة المقابلة في حالة من العراك المستمر لأن شقيقة لها قامت باستخدام أحد أدوات التجميل الخاصة بها والتي تعد غالية الثمن، وسيدة أصبحت تعبد عمليات التجميل التي تجني لها المال كلما ظهرت على الجمهور غريبة الشكل والأطوار، ويقع الجمهور في حيرة من أمرها، فأين يقع فمها تحديدًا وكيف يمكن تحديد مكان أو شكل ثديها.

ونجد من يقف منتظرًا في صفوف عبودية من نوع مختلف تمامًا، فوسيلة النقل المواصلات أيضًا اصبح لها عبيدها اليوميين في طابور الانتظار لكي يذهبوا إلى منازلهم، وأبرز صور السعي إلى الألة تجدها في محطة «العتبة»، في مترو الأنفاق، وحين تقوم باستبدال هذه المحطة بغيرها، ستشعر حقًا بالوصول إلى الجنة ونعيمها، كجزاء حسن على ما صبرت.

إقرأ أيضا
اغتيالات الحشاشين

مع اختلاف صور العبودية التي نراها كل يوم وكل دقيقه، أصبحت الحياة أكثر بشاعة وجشعًا عن ذي قبل، بكثير، فتحول الإنسان من عبد لظروف وضع بها، إلى عبد بكامل إرادته وأناقته أيضًا، فما أجمل أن ترى عبد بملابس رسمية وموبايل وشنطة، وأمة في كامل أناقتها ورائحتها الفواحة يذهبا لانتهاك كافة مظاهر إنسانيتهم وحياتهم وساعات تضيع من أعمارهم تحت إمرة مدير يستعبدهما خارج ساعات العمل الرسمية، دون أدنى حق في ذلك وإن اعترضا فالشوارع مليئة بأمثالهم.. فيا شيخنا الجليل ليتنا أصبحنا عبيد الدرهم والدينار، حتى كنا استطعنا جمعهما دون الحاجة إلى عبوديات من نوع آخر.

الكاتب

  • العبودية عزة عبد الحميد

    صحافية وناقدة وبتحب من كل فيلم أغنية وليا في كل شارع انتقاد وفي كل موقع حكاية وبحب الصحافة مهما ضربتني وهلكتني






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان