همتك نعدل الكفة
1٬024   مشاهدة  

هل يسمح لنا عمر طاهر أن ننتقده أم يضعنا في البلاك ليست؟

عمر طاهر


هل يمكن أن يكتب عمر طاهر تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي واختلف معه؟ بكل تأكيد: لأ، المصير هو “البلوك”، وإن كان التعليق على ما كتب قد مسّ جرحه فسيعقبه حفلة سخرية سخيفة.

يرى عمر طاهر أن كان ما يعارضه، حاقد، مثلما يرى أن أي كاتب يقترب من فكرة تناولها في كتبه، قد سرقها منه، وهو وسواس يعرفها كل المقربين منه.

العجيب أنه ليس بحاجة إلى كل هذه التصرفات أو الأفكار، فهو للأعمى والمبصر كاتب ناجح، تحقق كتبه أعلى المبيعات، ولن نقول “الإيرادات” حتى لا تحمر عيناه خلف نظارته ويتهمنا بالحقد والحسد.

عمر طاهر

رغم اختلاف السياق، لكن المهنة واحدة وهي الكتابة، كنت في حوار مع إعلامية بإحدى الصحف الشهيرة، وتحدث معي بشأن بدايات عملها وتدريبها مع الأديب الراحل أنيس منصور الذي كلفها بإجراء حوار صحفي مع أديب نوبل نجيب محفوظ، وهي لا تزال طالبة في كلية الإعلام.

تواصلت الصحيفة تلفونيًا مع الأديب نجيب محفوظ الذي رحب بها، وأجرت حوارها، دون أن تشعر أنها أمام قامة أدبية كبيرة، قالت”رحب بي بكل ود، شعرت أنني أجلس بجوار والدي، كانت إجاباته على عبارات إعجابي به متواضعة للغاية”.

لا يختلف قارئ أو مثقف أو صحفي على الود الذي يقابل به نجيب محفوظ الجميع، لدرجة أنه تقبل حوارات أسئلتها كله سخيفة، فهناك رواية عن صحفية أجرت معه حوارًا بعد حصوله على نوبل، وسألته عن شكل الجائزة، فرد :”مدورة”.

ناهيك عن التعامل الإنساني، لكنه لم يختلف تعامله مع النقاد، فهو لم يغضب من ناقد في حياته سوى الناقد الذي جرح في شخصه.

عمر طاهر

هل يمكن أن يتسع صدر عمر طاهر لمثل هذه الانتقادات التي تعرض لها كبار الأدباء والكتاب، دون أن يسخروا أو يعلنوا غضبهم بكل عنف تجاه أصحاب هذه الانتقادات؟

في إحدى ندوات عمر طاهر لمناقشة كتابه الصادر حديثًا، فكر صديقي الصحفي أن يوجه له نقدًا انطلاقًا من واجبه كصحفي يشتبك مع المؤلفين والكتاب، لكن ندم وكان يعرف أنه سيندم قبل أن يتحدث بكلمة، وسخر منه عمر طاهر برد أشبه بحفلاته على صفحته الشخصية “فيس بوك”.

قبل أيام، أثار عمر طاهر أزمة الكتاب المزور وأعلن عن غضبه تجاه المزورين، ومعه كل الحق، فمن يريد أن يُزور كتابه ويضيع حقه.

له الحق في النقد، بلا شك، لكن لابد أن يكون على مستوى هذا النقد والغضب، فنراه بعدها بفترة وقبلها أيضًا، معلنًا عن فرحه بحصول على مجموعة كتب “لُقطة” من سور الأزبكية وبسعر رخيص، السؤال: هل هذه النسخ أصلية؟

عمر طاهر

غير أنه لم يوجه غضبه، لمن تسبب في ارتفاع أسعار الكتب، ووصل أسعار بعض الروايات متخطيًا الـ200 جنيه، في ظل هذه الظروف الاقتصادية المجحفة التي كسرت إرادة الجميع، في مقدمتهم الشباب القارئ!

بغض النظر عن ذلك، لم يسمح عمر طاهر لمعارضيه في وجهة نظره أن ينتقدوه، صب عليهم غضبه وسخطه، بل وصفهم بأولاد الحرام.

عمر طاهر

وبعدها، بأيام أعلن عمر طاهر عن ورشة لتعليم الكتابة بعنوان “ما قبل الكتابة” وبلغ سعرها 2000 جنيه مقسمة على 4 محاضرات، عجيب، هل نشتري النسخ الأصلية بالشيء الفلاني، أم ندفع هذا المبلغ لتعلم الكتابة؟

إقرأ أيضا
البروكلي

عمر طاهر

وبهذا المنطق، المفترض أن نكون أثرياء لنرضي رغبات عمر طاهر في تحقيق عالمه المثالي؟ قبل أن نحقق أحلامنا وطموحاتنا؟ هل يستطيع كاتب يطمح في أن يرى اسمه على رواية أو مجموعة قصصية أن يوفر كل هذا المبلغ في ظل هذه الظروف ليتعلم مبادئ ما قبل الكتابة؟

عمر طاهر

لا ننكر، أو يستطيع أن ينكر أحد، أن عمر طاهر كاتب نجاح ومتحقق، رغم الاختلافات حول نوعية ما يكتبه كونها كتابة أدبية رصينة أم غير ذلك.

لكن بلاشك، لا نستطيع أن ننكر أن عمر طاهر، لا يقبل النقد، ولا يرحب إلا من يصفق له، على الحلو والوحش!

تحت هذا المقال، فكرة مبتكرة ليعبر بها القارئ عن شعوره تجاه المقال، أتصور أن عمر طاهر لن يستطيع أن يضغط على خيار “بلوك” فهو غير متاح، اعتقد أنها المرة الوحيدة التي ينفد فيها كاتب بجلده من “بلوك عمر طاهر”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
2
أعجبني
6
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان