همتك نعدل الكفة
421   مشاهدة  

إلى الغيطي .. “سيب الحديدة” أو ابحث عن مهنة أخرى

محمد الغيطي


الفن – أي نوع من الفن – هو حوار دائر بين طرفين، مبدع ومتلقي، وكلاهما يسمع الآخر في دائرة لا تنتهي فالفنان يقدم عمله وينتظر رد الفعل من المتلقي، وبناءً على رد الفعل هذا يطور من أدواته لتعاد المحاورة مرة أخرى وهكذا، والمتلقي نفسه 3 أنواع المستهلك وهو ما يبحث عن الترفيه فقط، والمهتم والذي يراقب الحركة الفنية ويهتم بكل ما هو جديد ولديه ذائقته الخاصة، والناقد وهو ما يمتلك ذائقته الخاصة وقدرة على تفنيد ونقد العمل الفني وفق معايير إما انطباعية أو موضوعية.

ما فات كان بديهيات لابد من ذكرها لأن السيناريست محمد الغيطي يبدو أنه لا يعرفها، فالكاتب الفنان خرج على شاشة التلفزيون يهاجمون من ينتقدون مسلسله الأخير الضاحك الباكي والذي يروي سيرة الفنان نجيب الريحاني السيرة التي كتبها هو نفسه في مذكراته ومنشوره ومتداولة.

ولكن الغريب أن رغم توافر هذا المصدر، خرج عدد كبير من الآراء ينتقد المسلسل، ويتهمه بالاستسهال وعدم الدقة وضعف الجودة الفنية، فما كان من الغيطي إلا أنه قرر أن الأمر مؤامرة على عمله الفني، وأنه بذل كل ما في وسعه وراجع جيدًا، في تلك اللحظة أسقط الغيطي عن نفسه صفة الفنان، لا لأنه دافع عن عمله، بل لأنه حرم المتلقي من حقه في الكلام، حرمه من نقد العمل الفني.

اقرأ أيضًا 
“بين استكراد واستسهال” أخطاء الضاحك الباكي ترتفع لـ 22 خطأ في 5 حلقات

ما فعله الغيطي كأنما يقول للجمهور أنت طلاب وأنا معلمك عليكم أن تسمعوا ما أقول ولا تناقشوني، الحقيقة أنني بحثت كثيرًا في مسيرة الغيطي الدرامية على الوجه التحديد لأجد ما يبرر هذا التعالي على الجمهور، فلربما كنا قد جانبنا الصواب وأفلت من بين أعيينا عملًا دراميًا جيد الصنع يحمل اسم محمد الغيطي، والإجابة ببساطة لا، لم أتذكر أن هناك مسلسل درامي واحد كتبه الغيطي أثار ضجة ربما باستثناء مسلسل صرخة أنثى.

وبحثت أيضًا عن أي لقاء لكتاب مثل وحيد حامد أو أسامة أنور عكاشة به موقف ولو مشابه من بعيد لما قام به الغيطي في اللقاء، والإجابة أنه لم يحدث، لأنه ببساطة الفنان أي فنان يدرك بديهيات العمل الفني والحوار المتصل بين المتلقي والفنان، ولكن الحقيقة أنه ربما لم يعرف الناس اسم محمد الغيطي مؤلفًا دراميًا إلا من خلال الضاحك الباكي وبالطريقة السلبية فمن لم يشاهد المسلسل بالتأكيد شاهد الفيديو.

إقرأ أيضا
مولد العجمي

الفن عمل عام، لا أحد ينتج فنًا في الخفاء، ولكي يكون الفن فنًا لابد من جمهور، ولابد من نقاد، والطبيعي أن يبذل الفنان أقصى ما لديه ليحوذ رضا هذا الجمهور، ولكن من يتعالى على الجمهور ويطالبه بالسكات وعدم النقد فهو يريد حوارًا من طرف واحد، يريد أن يبقى على كرسي المعلم، أو كما يقال بالشعبي “عايز الحديدة في إيديه طول الوقت” وهذا ليس فنًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان