همتك نعدل الكفة
331   مشاهدة  

إلى زميلي محمد سعد .. الوهابية حَيارَى معانا بلا هدف.. فالرد بالدليل أو الصمت

زميلي محمد سعد
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قرأت موضوع مهم كتبه زميلي محمد سعد الباحث في شأن الإسلام السياسي، تحت عنوان الرد على عبدالله رشدي في قوله بعدم نجاة والدي النبي من نار جهنم، و استوقفني مجموعة من النقاط الهامة خلال التقرير الذي عرضه و الآراء الذي تكلم عنها.

أولا وقبل أي شيء، هناك سؤال يراودني دائما لما بعض كتاب الميزان وهم زملائي و أساتذتي كـ« محمد سعد، ومحمد فهمي، ووسيم عفيفي» حينما يتحدثون في أي أمر ديني لابد من إدخال لفظ« الوهابية»، وأنا أستغرب ذلك حقيقةً!،  لكني هنا سأتعرض أولا لـ«سعد»، نظرا لكونه باحث في الشأن الإسلامي، ثم يأتي الرد على «فهمي» و «عفيفي» لاحقا.

مسائل خلافية

أنت تعلم جيدا أن المسائل الخلافية في الفقه الإسلامي كثيرة ومتشعبة، وكل فريق من الفرق له الأدلة والحجج، يلجأ إليها حينما يتحدث عن أمر من تلك الأمور، وأنا أتعجب من كونك ذكرت في مقالك بأن عبدالله رشدي يمسك «العصىا من المنتصف»  حد تعبيرك، بحجة أنه خائف من الوهابية، أي وهابية نتحدث عنهم !!، هل كل أمر فقهي نُخالفه نُرجعه الوهابية! أي هراء هذا!

هل فكرة عرض الرأي والرأي الآخر، أو لأكون أكثر دقة عرض اجتهاد فريقين حول مسألة معينه، يتطلب مني أن انحاز لطرف على حساب الآخر!ا.. وأنت اتهمت« رشدي » بالتحيز للوهابية، برغم من أنه عرض الرأيين دون إبداء تحيذه لجهة معينة .

 

الأمر الثاني: ما معنى قولك استقر الإجماع على نجاة والدي النبي من النار ولاعبرة لمن شذ من العلماء!!

ما معنى هذا!! ..

انظر لأدلة كل طرف

البحث في الإسلام سيدي هو أن تنظر للطرفين ولأدلة كل طرف لا أن تنظر إلى طرف واحد وتقر به، والآن لم أرى أن ذكرك لكلمة الوهابية لها داعٍ، سوى «للحط» منهم وفقط دون سبب هنا …اعرض مادتك أولا ثم دع القارئ يقر ما الصواب وما الخطأ!

و لصحة عرض أي مسألة خلافية سيدي محمد سعد، يجب عليك أولا أن تعرض كلام الفرق المختلفة التي تحدثت عن الأمر وعرض أدلتها، ثم بعدها لك حق التعقيب، هكذا تعلمنا نبدأ من حيث انتهى الآخرين .

رأي من قالوا بأن والدي النبي في النار

و سأعرض فقط أمران للتوضيح أولا رأي من قالوا بأن والدي النبي في النار، استدلوا بحديث رواه أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال : استأذنت ربي أن استغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزورَ قبرها فأذِن لي»

و تعقيبا على هذا الحديث قال الإمام النووي« : أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْر فَهُوَ فِي النَّار ، وَلا تَنْفَعهُ قَرَابَة الْمُقَرَّبِينَ ، وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَة عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَب مِنْ عِبَادَة الأَوْثَان فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّار ، وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَة قَبْل بُلُوغ الدَّعْوَة ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَة إِبْرَاهِيم وَغَيْره مِنْ الأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلامه عَلَيْهِمْ».

وأما الدليل الثاني فهو حديث أيضا رواه مسلم ( 203 )، عن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال : يارسول الله، أين أبي ؟ قال في النار، فلما قفى دعاه، فقال إن أبي وأباك في النار .

وعلق عليه النووي أيضا قائلا« والنبي صلى الله عليه وسلم حينما قال : ( إن أبي وأباك في النار ) قاله عن علم ، فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة النجم: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى».

 

الأمر الثاني وقال به الإمام السيوطي رحمه الله، حينما ذهب إلى نجاة أبوي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن الله تعالى أحياهما له بعد موتهما وآمنوا به، لكن أهل العلم ردوه في ذلك بل و انكروه وأن معللين بأن الأحاديث في ذلك الأمر ضعيفة، ومنهم القرطبي، وابن الجوزي، والإمام الطبري، وابن شاهين وغيرهم».

 

والامر الثالث وهو الخلاف ..هل والدي النبي من أهل الفترة ، وإن كانوا من أهل الفترة هل هناك نص قرآني صريح يوضح هل هما في النار أم الجنة، اعتمد بعض المفسرين على قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}، فالله عادل لا يعذب أحد حتى يبعث فيهم رسولا، وقد ورد في الأثر أن أهل الفترات يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب وامتثل دخل الجنة ومن أبى وعصى دخل النار، المهم هنا أن لا هناك حكم صريح حول أهل الفترات.

من قالوا بأن والدي النبي ناجون وفي الجنة

نأتي لأصحاب الرأي الآخر وهم من  يؤمنون بأن والدي النبي في الجنة، ولهم أدلتهم أيضا، وقد ذكرتها سيدي محمد سعد، لكني سأذكرها أيضا حتى يكتمل النصاب أمام القارئ ويقرر .

إقرأ أيضا
زينب بنت رسول الله

استدل أصحاب القول بنجاة والدي النبي صلى الله عليه وسلم بمجموعة من الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة أيضا ، ومنها قول الله تعالى في سورة الشعراء {الَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ}، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقلب في أصلاب الساجدين المؤمنين ما يدل على أن آباءه لم يكونوا مشركين.

 

وعلق على ذلك الرازي: «قال -صلى الله عليه وآله وسلم: (لَم أَزَل أُنقَلُ مِن أَصلابِ الطّاهِرِينَ إلى أَرحامِ الطّاهِراتِ)، وقال تعالى في سورة : {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} فوجب ألا يكون أحدٌ مِن أجداده -صلى الله عليه وآله وسلم-مشركًا».

 

وهناك رأي أيضا للإمام الطبري رحمه الله، فقد أورد في تفسيره عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال فى تفسير قوله تعالى في سورة الضحى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} قال: «مِن رِضا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أن لا يَدخُل أحدٌ مِن أهل بيته النار».

 

وأخيرا ذهب بعض أهل العلم ومنهم الرازي في كتابه «أسرار التنزيل» أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم كانوا على ملة أبينا إبراهيم أي الحنفية، إذا فهما ناجيان.

 

الخلاصة التي يجب أن أوضحها، أن نكون منصفين لكل رأي ولهم حق العرض والرد عليهم لكن بكل أمانةٍ علمية، لا أن أقول هذا وهابي فأسقط رأيه لمجرد أنه وهابي، أو لم ينسب الوهابية و تلصق به هذه التهمة لإسقاط رأيه خلافنا معهم كبير والرد عليه لابد أن يستند على أدلة علمية مرتبة حتى لا تُتخذ ضدنا، ولن انسى زميلي محمد فهمي وزميلي وأستاذي وسيم عفيفي، سألقاكم قريبا.

الكاتب

  • زميلي محمد سعد مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان