إلى سيادة النقيب مصطفى كامل .. اللي بيته من إزاز

يبدأ الفنان مصطفى كامل دورته الجديدة على مقعد نقيب الموسيقيين بقرار متوقع أن يثير الجدل وهو  وقف تصاريح الغناء لمطربي المهرجانات لحين الاجتماع مع من أسماهم رموز العمل الفني في مصر، وهو القرار الذي يغازل به كل نقيب المجتمع المصري المحافظ بحجة أنه يحافظ على الذوق العام من الإسفاف والابتذال وهي التهمة المعدة مسبقًا لكل مطرب ومؤدي ناشط في فئة مطربي المهرجانات.

تلك اللجنة التي تحمل اسمًا يحمل صفات مطاطة جدًا فمن هم رموز العمل الفني في مصر حاليًا وهل ستضم أعضاء يعملون في سوق الغناء حاليًا وكيف يرتضي أن يكون خصمًا وحكمًا في نفس الوقت مع التأكيد على أن رأس تلك المجموعة سيكون الملحن المتقاعد “حلمي بكر” الذي كان داعمًا قويًا لمصطفى كامل في حملته الانتخابية .

 لا يمكن إنكار أن الأغنية المصرية تعيش أزمة قاسية جدًا في شكلها ومضمونها بعد تفشي ظاهرة المهرجانات الأمر الذي جعل أغلب الصناع ومعهم كبار المطربين إلي استنساخ شكل أغنية المهرجانات مع بعض التعديلات التي تحفظ وقارهم لكن الجمهور يعرف أنها مجرد تقليد لتلك الموجة التي بدأت في الانحسار فعليًا، لكن هل المشكلة في مطربي المهرجانات نفسهم ومن يتحكم في الذوق العام وهل يجرؤ مصطفى كامل على اتخاذ قرار بوقف التصاريح لمطرب مثل حكيم تحولت أغانيه بالكامل إلي المهرجانات بل ويستعين بصناع ناشطون في نفس الحقل.

لن أحاول البحث في كيف حصل مصطفى كامل على عضوية النقابة كونه لا يعرف حرف الدو من حرف الري ولا يجيد العزف على أي اّلة موسيقية أو إيقاعية من الأساس، بالإضافة إلي صوته الضعيف جدًا الذي يعتبر أقل من مؤدي وحتى الأغاني التي يصنعها ليست بالجودة أو القيمة الفنية التي تجعلنا نبلع ضعف صوته، ومعروف جدًا أنه قرر الغناء على سبيل العند بعد أن رفض فؤاد غناء أغنية “طول الوقت” وركنها في درج مكتبه مما أثار غضبه لأنه على حد مزاعمه يرى أنها أغنية جيدة فقرر أن يحرم المطربين ويحرمنا من كلماته العميقة وأن يصدمنا بتحوله فجأة إلي الغناء وهل استفدنا نحن من مصطفى كامل المطرب في شئ وهل أفاد الأغنية المصرية وطور في شكلها أم كان أحد الأسباب التي أفضت إلي ما نحن فيه الآن. 

أعرف جيدًا أن قرار الوقف قد لا يستمر كثيرًا لأن الأمور متشابكة ومتداخل فيها عدة أطراف بالإضافة إلي القانون المفترض تطبيقه على الجميع فكيف توقف عضو عن الغناء وهو لم يرتكب أي مخالفة نص عليها قانون العقوبات في النقابة، وأعرف أكثر أنها مجرد مغازلة رخيصة معتادة من أي نقيب وليس مصطفى كامل وحده للرأي العام وكأنه يقول أنا “رابسو جاي اطهر النقابة من دنس ووسخ مطربي المهرجانات”

لكن في النهاية كنت أريده أن يكون أكثر إتساقًا مع ذاته وأن يتحلى بالشجاعة ويصدر قرار بوقف نفسه عن الغناء لأن أغنياته الأخيرة لا تختلف كثيرًا عن أغاني المهرجانات سواء في الكلمات أو في الموسيقى ولو استمعنا إلي أخر أغنية أصدرها “زرعة خايبة” والتي تقول كلماتها “”يا اللي دايـمـا تـغـلـطـوا فـي غـيـبـتي – أوعوا بس تـغـركـــم طـيـبـتـي – كـل عــالة تعـالى واتــمـنـظــر – بـكــره جاي عـلى حجري بطريقتي-  يا اللي يـامـا فـي ضــهـري بـتـلـكـوا-  وبـترغـوا وتـهـــروا وتـعــكـوا – والـلي يـسـمـع اســمي يـتـزرزر – واللي ســـيـرتي الحلـوة بـتـشـكـه” قد يظن أنها تخص مطرب مهرجانات وليس سيادة النقيب ولو حتى برر القرار بسرقة الألحان فهو يفعل نفس الشئ ذاته وسبق وان كتبت مقال في هذا الأمر، فيا سيادة النقيب يجب أن تكون على مسافة واحدة من الجميع و اللي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب.

إقرأ أيضا

“السبب والحل” خطأ مجلة الأزهر باختيار كتاب الموجز في تاريخ القدس هديةً لعددها

متى يكف مصطفى كامل عن سرقة الألحان