رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
724   مشاهدة  

ادفع علشان تعدي .. عبارة كانت قد قيلت لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم

أصحاب الرسول


أرسل المولى عز وجل إلينا النبي صلى الله عليه وسلم بالرأفة والرحمة بالمؤمنين فقال تعالى : لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.

النبي صلى الله عليه وسلم

وعندما يقابل أحدنا شخصًا عزيزاً يتمتع بمكانة لديه فإنه يريد أن يتحدث إليه وحده ولا يمل من الحديث معه مهما طالت المقابلة ولو امتدت لعدة ساعات أو أيام .

عندما تنتهي المقابلة يشعر أنها كانت لمدة ثوان معدودة وذلك لحبه لذلك الشخص الذي يتحدث معه ، فما بالنا إذا كان ذلك الشخص هو خير خلق الله على الإطلاق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فهكذا كان حال الصحابة رضي الله عنهم كلهم يريد أن يتحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمل من الحديث معه .

كان النبي صلى الله عليه وسلم صاحب رسالة فهناك وقت للجلوس بين أصحابه وهناك وقت لتعليم الصحابة دين الإسلام وهناك وقت للجلوس بين أهله ووقت آخر لاستقبال الوفود التي يعرض عليها الإسلام بالإضافة إلى أنه صلى الله عليه وسلم  يحتاج وقتاً ليخلو فيه مع ربه بالعبادة والتقرب إليه سبحانه وتعالى .

النبي صلى الله عليه وسلم

لذلك فقد وضع الله سبحانه وتعالى قانوناً للحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم  فجاء قوله عز وجل : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.

ومعنى الآية أنكم إن أردتم مناجاته صلى الله عليه وسلم  (فقدموا بين يدي نجواكم) أي قبلها (صدقة ذلك خير لكم وأطهر) لذنوبكم (فإن لم تجدوا) ما تتصدقون به (فإن الله غفور) لمناجاتكم (رحيم) بكم يعني فلا عليكم في المناجاة من غير صدقة .

اقرأ أيضًا 
“البهنسا”.. أرض الشهداء من الصحابة والتابعين بمصر

ولكن الله عز وجل الرحيم بعباده العالم بأحوالهم قد علم سبحانه وتعالى أن هناك من الصحابة من لا يستطيع تقديم صدقة لمناجاة النبي صلى الله عليه وسلم فنسخ المولى عز وجل الآية بالآية التي بعدها في قوله تعالى : “أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”.

النبي صلى الله عليه وسلم

ومعنى الآية  (أأشفقتم) أي خفتم من (أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) لفقر أصابكم (فإذ لم تفعلوا) الصدقة (وتاب الله عليكم) رجع بكم عنها (فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله) أي داوموا على ذلك (والله خبير بما تعملون)

إقرأ أيضا
لغة الجسد

وقد نقل العلامة الطبرسي في مجمع البيان وكذلك جماعة من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الأغنياء، وذلك أنهم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون من مناجاته ، وهذا العمل بالإضافة إلى أنه يشغل النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذ من وقته فإنه كان يسبب عدم ارتياح المستضعفين منه، حيث يشعرهم بامتياز الأغنياء عليهم بأموالهم  فأمر المولى عز وجل بتقديم الصدقة عند مناجاته صلى الله عليه وسلم ، فنزلت آية الرخصة التي لامت الأغنياء ونسخت حكم الآية الأولى وسمح للجميع بالمناجاة، حيث أن النجوى هنا حول عمل الخير وطاعة المولى عز وجل .

وقد جاء عن علي بن أبي طالب رضي اله عنه أنه قال : إن في كتاب الله عزّ وجلّ لآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي:  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) . قال: فُرِضت، ثم نُسخت.

وإذا كان عنوان المقال قريباً من هذا المعنى فإن المسلم الحق يقدم روحه فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك يقدم كل ما يملك لمناجاته صلى الله عليه وسلم .

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان