همتك نعدل الكفة
3٬823   مشاهدة  

اعترافات ماجدة الخطيب حول السجن والرقابة والزعيم

ماجدة الخطيب


خالتها زوجة الفنان كمال الشناوي، و الفنان زكي رستم خال والدتها، اعتقد الجميع أنهم سيساندوها في وعورة طريقها للسينما، لكنهم حاربوها ووقفوا ضد رغبتها، فعندما كانت تُرشح لفيلم يشارك فيه “الشناوي” أو “رستم” يتم الاستغناء عنها، إلى أن استطاعت العمل في فيلمين عام 59، 60 مع زكي رستم، الفيلم  الأول “لحن السعادة”،والثاني “بقايا عذراء”.

في “لحن السعادة” لم يكن يعرف زكي رستم أنها ضمن أقاربه، بل حاول مغازلتها إلى أن لفت الفنان حسين رياض انتباهه ” معقول يا زكي بك تعاكس قريبتك” فما كان منه إلأ أن ضربها ضربًا مبرحًا لم ينقذها منه إلا الفنان فؤاد المهندس، والفيلم الثاني قاطعها تمامًا، لم يوجه لها كلمة، رغم أن تصوير معظم المشاهد جمعهما سويًا، فقد كان “رستم” يجسد شخصية “الأب” و  الخطيب تجسد “الابنه” ، لكنه كان يؤدي المشاهد بينهما التي يحضتنها فيها ويدللها كما هي سينمائية دون أن تخرج إلى كونها أحد أقاربه، بل كان يطيح بها بعيدًا عندما ينتهي المشهد.

ترى ماجدة الخطيب أن الممثل لابد أن يكون يقظ العقل أثناء تجسيده لشخصيات أفلامه، لذا تعيب على الفنان الذي يتقمص الشخصية تقمصًا كاملًا، قالت في حوارها لجريدة الحياة 1999، أنها تتقمص أدوارها من خلال إدراكها الواعي وعقلها اليقظ، فعندما تلعب شخصية تعيشها مع نفسها أو في البيت، فبمجرد وجود شخص آخر معها تعود لشخصيتها الحقيقة “ماجدة” الإنسانة.

شاركت ماجدة الخطيب مع الفنان عبد الحليم حافظ في فيلم “البنات والصيف” صدفة بعدما طلبوا منها الاشتراك مع البنات اللواتي في الفيلم، ثم شاركت مع “حليم” في المسلسل الوحيد له في الإذاعة “أرجوك افهمني بسرعة” إخراج محمد علوان.

رضيت بالأدوار الثانية والثالثة بعدما انحسرت عنها الأضواء وأدوار البطولة، وكان عزاؤها الوحيد أنها تنتقي تلك الأدوار دون أن تُجبر عليها.
ماجدة الخطيب

أزمةمع الرقابة

عرض عليها المخرج ممدوح شكري فكرة فيلم في خمس ورقات فأعجبت بها، واتفقوا مع السيناريست رفيق الصبان وكان فيلم “زائر الفجر” ورفضت مؤسسة السينما وبعض المنتجين إنتاجه، فتكفلت به “ماجدة”، بعدما رأت أن حلم “شكري” سيضيع، واشتبكت بسببه مع الرقابة ومُنع لمدة خمس سنوات وخسرت ماديًا بسببه، لكنها كسبت النقد الفني الجيد الذي حاز عليه الفيلم. ثم أنتجت أفلام”في الصيف لازم نحب” و “الهروب من الخانكة” و”البيت الملعون”.

في كتابها “سلطة السينما، سلطة الرقابة” تقول أمل عريان فؤاد، أن ماجدة الخطيب باعت مصوغاتها وسجاد منزلها لتوفر تكاليف الفيلم الذي بدأ تصويره في أوائل يونيو 1972. وبعد رفض الفيلم من الرقابة بحجة الظروف التي تمر بها البلاد، عرضت “الخطيب” و “شكري” الفيلم في كل مناسبة ومكان لتجمع المثقفين والسينائيين، ووصل عرضه لأكثر من 30 مرة، وحضره وزير الثقافة آنذاك الأديب يوسف السباعي، والمخرج يوسف شاهين والفنانة فاتن حمامة، لكن “السباعي” أبدى رغبته بتغيير نهاية اليلم فبدلًا من أن يكون الخوف سببًا للموت، اقترح أن يكون الموت نتيجة لجريمة عادية، لكنها أصرت على تغيير النهاية لأن النهاية المقترحة من “السباعي” ستفرغ الفيلم من مضمونه كونه فيلم سياسي ليصبح فيلم بوليسي.

استمرت محاولات ماجدة الخطيب في عرض الفيلم وطلبت مقابلة الرئيس أنور السادات، وسُلم الفيلم لسكرتارية الرئيس، فطلبتها جيهان السادات التي أبدت في المقابلة أن الفيلم يحرض الرأي العام ويدعو لإثارة الشغب، وطلبت تأجيل عرض الفيلم لوقت آخر.

بعدما توفي ممدوح شكري في 29 ديسمبر 1973 وحيدًا مهملًا في أحد المستشفيات الفقيرة حزينًا على فيلمه، وعمره لا يتجاز الـ 34 عامًا، نظمت جماعة السينما الجديدة جناة رمزية من مقر نقابة السينمائيين إلى ميدان الأوبرا وألقوا كلمة تأبين في وفاته، ووقعوا بيانًا من أجل عرض الفيلم “زائر الفجر” ليُعرض دون أية تعديلات.

ظلت الأمور في شد وجذب، الرقابة طلبت بحذف بعض العبارات والمشاهد من الفيلم لكنها “الخطيب” رفضت رفضًا قاطعًا إلى أوائل عام 1975 بعد أن تدخل مسؤلي وزارة الثقافة وتقاربت وجهات النظر بين الرقابة وماجدة الخطيب وحُذفت المشاهد التي  أصرت الرقابة على إزالتها، وكانت حوالي 10 مشاهد، “تخفيف مشهد الإهمال في المستشفيات من قبل الأطباء والممرضات”، ” مشهد رشوة مخبر سري”، “مشهد مدير تحرير المجلة الذي يبيع أخباره ومقالاته إرضاءً لأصحاب الأموال”، “مشهد لبعض المفكرين وأساتذة الجامعة الذي يدافعون عن قضايا غير عادلة سعيًا وراء مكسب أكبر”، “مشهد تدخل أحد كبار المسؤولين لحفظ التحقيق في قضية الدعارة”، “مشهد وكيل النيابة في نهاية الفيلم: وايه اللي ممكن أعمله، كان حاميها حراميها”.
عُرض الفيلم لمدة شهرين وأسبوع، وحقق إيرادًا لا يتجاز 18 ألف جنيه.
ماجدة الخطيب

السجن  

دخلت “ماجدة” السجن مرتين” الأولى بسبب المخدرات، وقضت سنة وأربعة شهور إلى حُكم ببراءتها، والثانية بسبب تهمة القتل الخطأ.
ورغم براءتها من تهمة المخدرات، لكنها رأت أن الصحافة شنعت بها وأفردت لها صفحات موسعة وقت صدور الحكم، لكن حُكم البراءة نُشر  بشكل مُصغر وهو ما أحزنها وآلمها نفسيًا.

لم تر الفنانة ماجدة الخطيب النوم فترة وجودها في السجن لقضاء عقوبة تهمة القتل الخطأ، واعترفت أنها كانت تستيقظ خائفة إذا لامستها يد إحدى السجينات، فهذه اليد قد امتدت لتقتل فكان هذا الشعور يفزعها، قالت في حوار تلفزيوني ” ست أشهر منمتش، كانوا أتعس 6 شهور في حياتي، لأنني عشت مع قاتلات حقيقيات دون أن يشعرن بذنب”.
ماجدة الخطيب

إقرأ أيضا
الصحفية

نجومية الزعيم

كانت ماجدة الخطيب على يقين تام بنجومية الفنان عادل إمام ففي مقابلة جمعتهما قالت له ” ستكون نجمًا من نجوم مصر”، وكان اليقين يسبق الإيرادات التي حققتها أفلام الزعيم.

اقرأ أيضا

“بلاك تيما.. سيرة الفرقة التي تغني للـ”الناس

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
11
أحزنني
8
أعجبني
10
أغضبني
3
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان