همتك نعدل الكفة
165   مشاهدة  

الإسرائيليات ومنشأ اقترابها من التراث الإسلامي

الإسرائيليات
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كثرت القصص في القرآن الكريم، منها ما قصّ أخبار الرسل والأنبياء السابقين مثل قصة نبي الله يوسف، وهي من أشهر القص القرآني، كذلك قصة نبي الله موسى مع فرعون، وقصة ميلاد نبي الله عيسى، وغيرهم . كما ذكر القرآن أخبار أمم غابرة مثل قوم عاد وقوم ثمود..إلخ، والقصد من القص القرآني كما يقول ” ابن عاشور” أن يعتبر بها المسلمون في الخير والشر”، يقول الله تعالى في محكم آياته” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ”، وقال أيضًا ” فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ”.

وكانت هذه القصص تستفز المسلمون لمعرفة المزيد من أخبار الأمم السابقة، فكانوا لا يكتفون بما يفسره لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،بل راحوا يبحثون عن مزيد من التفاصيل في الكتب المقدسة لاسيما عند اليهود فقد نزل فيهم رسل كُثر، ولديهم من الأخبار والتفاصيل الكثير مما يُرضي فضول المسلمين الأوائل.

اقرأ أيضا:ابن رحيل النبي بين الإنجيل والقرآن 

ولعل هذا الشغف قد تصاعد في عهد الخليفة الراشد “عمر بن الخطاب”، إذ أسلم ” أحد أبز أحبار اليهود وهو “كعب الأحبار ” ـ يهودي مُخدرم  أدرك الجاهلية والإسلام ـ ،وقد اجتمع المسلمون يحدثهم بشروح التوراة وقد تركه”عمر بن الخطاب استنادًا على مواقف مشابهة قام بها النبي مع أهل الكتاب، ومنها :

ما جاء في صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال “جاء حَبْر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إِصْبَعٍ، والأَرَضَينَ على إِصْبَعٍ، والشجر على إِصْبَعٍ، والماء على إِصْبَعٍ، والثَّرَى على إِصْبَعٍ، وسائر الخلق على إِصْبَعٍ، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَوَاجِذَهُ تَصْدِيقًا لقول الحبر، ثم قرأ: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، وفي رواية مسلم: “والجبال والشجر على إِصْبَعٍ، ثم يَهُزُّهُنَّ فيقول: أنا الملك، أنا الله“،ومعنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وافق على قول الحبر، ولم يكذبه.

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:” حدثوا عن بني إسرائيل”والمقصود هنا  التحديث عنهم للعظة بغير تصديق  أو تكذيب.

وفي القرن الثاني الهجري حينما توسعت رقعة الدولة الإسلامية وأصبحت تضم عواصم كثيرة،اختلطت الثقافات وتداخلت فيمَا بينها كما تداخلت الأديان السماوية والوضعية فيمَا بينها من حيث قص الأساطير ،وهذا أدى بطبيعة الحال إلى تسلل تلك الثقافات إلى الفكر الإسلامي، ولم يكن علمي الحديث والتفسير بمنأى عن هذا التأثير،فاعتمدوا على القص القرآني وتفسيراته من كتب الأقدمين، ويرونهم في مجالسهم تحت راية يقول العوام”، وقد أنكر هذا الفعل كثير من المفكرين، ومنهم المعتزلي”أبو إسحاق النظام”إذ قال :”لا تسترسلوا إلى كثير من المفسرين ،وإن نصبوا أنفسهم للعامة وأجابوا في كل مسألة، فإن كثيرًا منهم يقول بغير رواية على غير أساس، وكلما كان المفسر أغرب كان أحب إليهم “، هذه الأخبار صنفها المختصون بعلمي الحديث والتفسير بالإسرائيات،فما معناها إذًا؟

معنى الإسرائيليات 

كلمة إسرائيل كلمة عبرانية معناها الغلبة، وهذا لقب نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وسمي اليهود ببني إسرائيل نسبة إليه إما دينًا وإمّا مذهبًا.

أمّا من الناحية الاصطلاحية فإن “الإسرائيليات” تعني كل ما جاء في كتب أهل الكتاب ـ بالذات اليهود ـ، وينقسم هذا المصطلح في التراث الفقهي الإسلامي إلى ثلاثة:

1ـ أمور تتفق مع القص الإسلامي فيصدقها المسلمون.

2ـ لا يصدقونها ولا يكذبونها لعدم وجود ما يثبتها أو ينفيها..

إقرأ أيضا
إنسانية المجتمع الغربي

3ـ أمور مرفوضة لتعارضها مع نصوص صريحة في القرآن الكريم أوالسنة النبوية الصحيحة أو لعدم معقوليتها.

 الإسرائيليات في علم الحديث 

إن الإسرائيليات في علم الحديث فهي المرويات القصصية التي يرجع أصلها إلى رواة يهود، كل قصة أصل روايتها من اليهود تسمى رواية إسرائيلية،كما اعتبر بعض الباحثين في علم الحديث أن كل حديث مدسوس إسرائيليًا،وإن لم يكن أصله من اليهود .

وقد كثرت المرويات التي يعود أصلها إلى الإسرائيليات في التراث الإسلامي، وعن هذا  أورد “ابن خلدون” في مقدمته أسباب الاستكثار من المرويات الإسرائيلية فقال : وقد جمع المتقدمون في ذلك يعني التفسير النقلي وأوعوا ،إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين ، والمقبول والمردود ؛ والسبب في ذلك أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم ، وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية”،وهذا يفسر أسباب شغف المسلمون الأوائل لمثل تلك الأخبار، فقد كانوا لا يعلمون إلا القليل عنهم،وقد كان الأحبار يعلمون الكثير فأخذوا عنهم إرضاءً لشغفهم ثم بعد ذلك تسللت إلى كتبهم.

الكاتب

  • الإسرائيليات مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان