رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
478   مشاهدة  

الاقتباس من الرواية إلى السينما

الرواية
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تظل مشكلة الاقتباس من الأعمال الأدبية أو المسرحية  المعروفة  ونقلها إلى السينما، هي توقعات المتفرج أن يصبح الفيلم كما القصة التي قرأها بكل تفصيلة فيها أو المسرحية التي شاهدها.

وأسلوب الرواية أقرب إلى الأسلوب السينمائي، فالأسلوب التي تعرض بها الرواية من وصف وسرد أقرب لأسلوب السينما في عرض القصة كصور، بينما يتشابه الأسلوب المسرحي مع الأسلوب السينمائي في عرض المنتج لمنتج يُرى ويُسمع.

ولو قارنا بين المسرح والسينما والرواية، فنجد أن السينما محرومة من الحرية التي نالتها الرواية، فهناك رقابة على السينما لا تسمح بما يمر بالكتابة، كذلك ينال المسرح قدر أكبر من الحرية.

الاقتباس من الروايات

 فيما تختلف الأمور عندما يمسك السيناريست القصة الأصلية وينظر لها نظرة كاتب السيناريو ويضع رؤيته الخاصة، ولابد أن تخضع القصة لبعض التغييرات، وبمناسبة الحديث عن التغييرات فهي أنواع؛ النوع الأول التغيير في المجال التعبيري، والتغيير في الفنانين المبدعين.

التغيير في المجال التعبيري:

على الرغم أن المسرحية والقصة والفيلم يشتركون في بعض الخواص، إلا أن لكل مجال تكنيكات مختلفة تميزه، وكذلك تقاليد مختلفة ووعي ووجهة نظر؛ لذلك عندما نأتي للاقتباس من رواية أو قصة لتحويلها إلى فيلم، فلابد أن يحدث تغيرات بهذا المجال. إذ لا نتوقع أن يكون تأثير لوحة زيتية مثل تأثير تمثال تصور نفس الموضوع؛ هكذا يجب علينا النظر لموضوع تحويل رواية إلى فيلم.

التغيير في الفنانين المبدعين:

لا يوجد أبدا عقلان مبدعان متشابهان|؛ لذلك عندما يعمل أحد الفنانين على عمل ما ويعيد إخراجه على سبيل المثال مخرج آخر، يخرج بشكل مختلف. وهذه ضمن التغيرات التي تطرأ على الأعمال التي يحولها الفنانين من أعمال أدبية إلى أعمال سينمائية، فتغيير الموهوبين الذين يعملون على عمل ما يؤثر في الرؤيا الخاصة بهذا العمل.

الإمكانية السينمائية للعمل الأصلي:

هناك أعمال أدبية تكون سهلة التطويع للسينما، بمعنى آخر أن هناك أعمال تصلح للتحويل لفيلم سينمائي عن غيرها من الأعمال. فهناك روايات تجذب في تفاصيلها وبناء شخصياتها سيناريست ما وتنطق أنها ستصبح فيلمًا ناجحًا؛ لذلك ضمن العوامل الهامة في موضوع الاقتباس من الأدب إلى السينما، العمل الأدبي نفسه ومدى صلاحه لتحويله لفيلم سينمائي.

مشاكل يخلقها المتفرج:

عندما يقرأ الإنسان رواية ما ويتأثر بها، يضع تصورات مرئية في عقله للشخصيات والأماكن وتفاصيل هذه الرواية، ويصدم من التغيرات التي يضعها المخرج والسيناريست برؤيته عندما يحولها لعمل سينمائي.

وتعتبر هذه المشكلة تندرج تحت المشاكل التي يخلقها المتفرج ذاته. وأعمال أدبية قليلة هي ما رضي عنها جمهورها من القراء عندما تحولت لشاشات السينما، فدائما ما نسمع لم نتخيل البطل الفلاني بهذا الشكل، أو لم يعجبنا تغيير التفصيلة الفلانية، حتى لو كانت جودة الفيلم عالية من جميع العناصير.

الفرق بين الزمن في الرواية  والفيلم

هناك عرف عن معظم الأفلام أن مدتها من تسعين إلى 120 دقيقة، ولكن هناك بعض الاستثنائات لبعض الأفلام. على سبيل المثال فيلم “آمال كبار” مدته ساعتين وهو مأخوذ عن رواية لتشارلز ديكنز عدد صفحاتها 500 صفحة، ولو قدرنا أن الصفحة يقرأها المرء في دقيقة لكانت الرواية لو تم إنتاجها كما هي سينمائيا لأصبحت فيلم مدته 500 دقيقة أي حوالي 8 ساعات!

فماذا تفعله السينما في وقت الرواية؟…هناك حكمة صينية تقول  “صورة واحدة بألف كلمة” فلقطة واحدة سينمائية تستطيع وصف مشهدًا كاملًا في رواية تم وصفه في صفحة أو أكثر عن طريق هذه الصورة أو هذه اللقطة السينمائية، وهذا هو سحر السينما وكيف تحول الرواية لعمل منتج في دقائق أقل بكثير من الوقت التي يمكنك قراءة العمل الأصلي فيه.

ومن ناحية أخرى يستغرق الفيلم وقتًا أكبر في السرد، فعلى سبيل المثال لو أحببنا ذكر أن البطل ذهب إلى لندن، ربما يستغرق هذا الخبر نصف سطر، بينما في السينما سنرى بالحركة على أقل تقدير لحظات رحيل البطل ووصله إلى المطار؛ لذلك يتم حذف تفاصيل أخرى من الرواية حتى تناسب طبيعة الفيلم مع الوقت المناسب للسرد.

أقرأ أيضا…محمد رمضان موهبة حقيقية أم خطة تسويقية؟

ومثال على ذلك رواية “آمال كبار” لدكينز والتي حُذف منها شخصية “أورليك” عندما تم تحويلها إلى فيلم وحذفت شخصيات أخرى، فكما قلنا عندما نقتبس من الرواية إلى السينما هناك بعض التغييرات التي ستطرأ لمصلحة الإعداد السينمائي.

إقرأ أيضا
إيفرست

وليست الشخصيات فقط التي يمكن حذفها، فتفاصيل أيضا تُحذف  أو تنقلها لنا السينما بشكل مختلف لو كانت متعلقة بالزمن، فالتكنيكات السينمائية قادرة على إعطائنا انطباع بأن الزمن يمضي، حتى الفترات الطويلة زمنيا يمكن بحركة من المونتاج الجيد تنقلنا من زمن لآخر بشكل سلس

ويتم تقليل القصص الفرعية عند تحويل الرواية إلى  فيلم  والحوادث أيضا، أما عن التفاصيل فتصاغ على غرار المسرحية.

عوامل أخرى تؤثر في إعداد القصة:

تلعب الاعتبارات التجارية دورا هاما في قرار تحويل الرواية إلى فيلم أم لا، فلو ذكرنا مثالا عن الأفلام المصرية، فيكون فيلم “هيبتا” عن رواية بنفس الاسم، فقد نالت الرواية نجاحا كبيرا وهذا عامل هام لتشجيع أي منتج على تحويلها إلى فيلم. وهي من نوعية الروايات التي تمشي على هدى السيناريو (قصة ملفقة) والتي تشجع المخرجين على تحويلها إلى فيلم، ولكن في هذه الحالة يكون على المخرج الأخذ في اعتباره وضع طابعها العاطفي الشامل بالفيلم والذي ألفه الجمهور.

مصادر:

كتاب فن الفرجة على الأفلام لجوزيف بوجز

كتاب السنيما آلة وفن لالبرت فولتون

الكاتب

  • الرواية إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان