رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
338   مشاهدة  

الاقتباس من المسرح إلى السينما

السينما
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يتشابه المسرح مع السينما في عنصر الحوار، حيث يمكن الاحتفاظ بأسلوب الكاتب المسرحي في الحوار عند تحويل مسرحية ما إلى فيلم، وكذلك في أزمة الطول، فالمسرحية يقترب زمن عرضها من زمن عرض الفيلم.

وعلى الرغم من التغيرات التي تطرأ على الفيلم المقتبس من المسرحية، إلا أن هذه التغيرات لا يكون تأثيرها كبير عكس التأثير الذي يمكن أن يحدثه السيناريست عند تحويله رواية إلى فيلم.

ويختلف المسرح عن السينما أيضا، في تعدد وجهات النظر التي يمكن أن تعرضها السينما. فالمشاهد يبقى في مقعده بالمسرح، بينما بالسينما وحسب حركة الكاميرا يستطيع أن يأخذ المشاهد من مكانه لأكثر من اتجاه ووجهة نظر، مثلا من خلال اللقطات المكبرة (كلوز أب) يستطيع المخرج منحنا شعورا بالطبيعية والقرب.

وفي المجالين إن كان المسرح أو السينما يستطيع المخرج إبداء وجهة نظره بأكثر من طريقة، ولكن تظل تكنيكات السينما أكثر ومختلفة عن المسرح.

وعلى سبيل المثال، مخرجو المسرح يعتمدون أكثر على الإضاءة من أجل إظهار وجهات نظرهم، وإبراز المؤثرات بينما مخرجو السينما يملكون تكنيكات إضافية كالحركة السريعة والحركة البطيئة.

تقسيمات بنائية:

المسرحيات تسمى تقسيماتها البنائية فصولًا أو مناظر، ونهاية فصل مثلا قد يتعالى بناؤها إلى ذروة عاطفية ما محدثة صدى دراميا قويا ينقلنا إلى الفصل التالي.

ورغم أن الفيلم يتكون بنائه أيضا من مشاهد، إلا أن التدفق في مشهد واحد يستمر بنعومة إلى المشهد الذي يليه.

ولكن توجد بعض المتشابهات مثل (تجميد الحركة) أو الكادر المجمد  مع نهاية مشهد ليوحي المشهد بالسينما.

وهذا الأسلوب يستخدم أكثر في المسرح ويسمى بالتابلوه، حيث كان يجمد الممثلون حركتهم لثوان معدودة كي يطبعونها في ذاكرة المتفرجين قبل رفع الستار.

إحساس الحركة:

رغم أن المسرح أبو الفنون، إلا أن الحركة فيه مقابل حركة الكاميرا بالسنيما مقيدة جدًا. فالمشهد الذي يمكن أن يكون بحجرة ما، يمكن بكاميرا السينما أن يكون مشهدًا خارجيًا وتتحرك فيه الكاميرا وتدور بشكل يغير من المكان تمامًا وشعور الجمهور به.

فالفيلم ببساطة أفضل وأكثر ملائمة بطبيعته للحركة والعمل. فالفيلم يبني توتره على خير وجه من خلال حدث طبيعي منتظم الإيقاع وخصوصا بحركة طبيعية نحو حل الصراع، فالفيلم أفضل تأهبا من المسرح للصراع الطبيعي؛ زوايا الكاميرا، المؤثرات الصوتية،  تجذب الجمهور تجعل الحركة طبيعية أكثر من كونها على المسرح.

لغة الفيلم مقابل لغة المسرح:

رغم أننا قلنا يتشابه الحوار بين السينما والمسرح، إلا أن هناك اختلافات بين الحوارين، فلغة حوار الفيلم أكثر بساطة من لغة حوار المسرح.

ولأن الفيلم يمكن أن يعتمد أكثر على الصورة، فيما يقال على المسرح يمكن تجسيده في صورة في السينما ويستغنى الفيلم حينها عن الحوار في بعض المشاهد والللقطات.

ويفضل المخرجون أن يبدأوا الفيلم بعرض ما يحدث بصورة بدلا من عرضه في صورة سرد وحوار على لسان شخصية من شخصيات الفيلم.

ويكون الحوار في الفيلم أقل شاعرية؛ لأن الحوار الشعري يصلح أكثر للمسرح.

أقرأ أيضا…محمد رمضان موهبة حقيقية أم خطة تسويقية

وتنسب الاختلافان في الحوار ماب ين المسرح والسينما إلى اختلافات أخرى بينهما مثل الاختلافات في الحركة بين المجالين، فحركة الممثلين تهمين أكثر على المسرح، ولو اختصرنا عن الاختلاف بين لغة السينما والمسرح، سنقول: أن لغة المسرح أكثر رصانة، أكثر شاعرية.

إقرأ أيضا
ثاني برومو من الحشاشين

تقاليد المسرح والسينما:

بعض التقاليد في المسرح لا يمكن نقلها كما هي بشكل مستساغ إلى السينما، كاللغة الشكسبيرية بخصاصئها الشعرية وكلامها المنمق والتي تبدو في عصرنا الحالي مصطنعة ومتكلفة جدا.

وهناك تقليد مسرحي آخر صعب نقله إلى السينما، وهو أسلوب السرد الارتجاعي والذي يستاعد فيه أحداث ماضية في الحورا المسرحي تحت ظروف معينة، فحتى أسلوب الفلاش باك لا يمثل هذا الأسلوب المسرحي بشكل دقيق أو صادق.\

تغيرات أخرى:

تحدث تغيرات أخرى عند الاقتباس من مسرحية لتحويلها إلى فيلم، كتغيير الممثلين الأساسين لأسباب تتعلق بأن منهم من لا يستطيع تمثيل أداء مناسبا أمام الكاميرا، ويبالغ في أدائه أمامها ، ولأن هناك عامل آخر في السينما وهو الاعتماد على نجوم الشباك الذين يجذبون الجمهور لشباك التذاكر.

المصادر:

كتاب فن الفرجة على الأفلام لجوزيف بوجز

كتاب السنيما آلة وفن لالبرت فولتون

الكاتب

  • السينما إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان