همتك نعدل الكفة
11٬753   مشاهدة  

أرجوكم ابقوا في بيوتكم .. مصر ليس فيها سوى ١٧٠٠ جهاز تنفس صناعي

التنفس الصناعي
  • صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



حدث غير مألوف فلأول مرة نرى أشخاصًا لم تتجاوز أعمارهم الأربعون عامًا تحت أجهزة التنفس الصناعي في حالات خطرة بهذه الكلمات عبرت الدكتورة داريا لونج طبيبة غرفة الطوارئ بالولايات المتحدة الأمريكية عن دهشتها إزاء إحتياج مصابي فيروس كورونا لجهاز التنفس الصناعي ventilator وهو أمر لم تسمع عنه من قبل حسبما رأت الطبيبة داريا  فمع الزيادة التي يشهدها العالم في أعداد المتوفين و المصابين بفيروس كورونا المستجد المصنف على انه التهاب رئوي تنفسي حاد الأمر الذي يجعل المريض الذي يلتف حول رئتيه  المخاط الكثيف في حاجة إلى جهاز التنفس الصناعي فالجهاز لا غنى عنه لمريض فيروس كوفيد-19″.

 

من مضاعفات و علامات الفيروس الذي بات يهدد العالم بأكمله أنه يهاجم الجهاز التنفسي بشراسة وبطريقة تجعل المريض غير قادر على التقاط أنفاسه دون  إيصال خرطوماً من تلك الجهاز الذي يتم توصيله بالقصبة الهوائية ويتكلف هذا الجهاز من 393.500 جنيهاً مصريًا إلى 787000 وهذا السعر يكون أقل في أوروبا والصين  ومن الجدير بالذكر فإن عدم توافر هذا الجهاز في المنشآت الصحية مع تفاقم الحالات المصابة بكورونا سيؤدي إلى ترك المرضى المصابين باختناقات تنفسية ليموتوا في أماكن  عزلهم الطبي إذا كانت الأعداد المتاحة للأجهزة تعجز عن احتوائهم وعدم وجود خطة مدروسة في مكانًا يشهد كثافة للمصابين الذين ازدادت حالة أجهزتهم التنفسية سوءً ستشهد انهيار وعجز أقسام العناية المركزة عن استقبال المحتاجين وهذا ما حدث تحديدًا  في إيطاليا الجريحة التي يفتك بها كورونا وتشهد الآن زيادة في أعداد المصابين والقتلى.

 

ما الذي يجري في إيطاليا؟

 

في مفاجأة غير متوقعه خرج أحد الأطباء الإيطاليين العاملون  في إحدى مناطق العزل الطبي لمرضى فيروس كورونا بشمالي إيطاليا  قائلًا :”إن الوضع أصبح لا يسمح لنا كأطباء إسعاف المصابين بالوباء الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما بأجهزة تنفس وهو الأمر الذي يرى الطبيب الإيطالي أن أسبابه تعود إلى النقص الشديد في عدد أجهزة التنفس الصناعي ventilator ومع زيادة الوضع سوء أعلن جانلوكا بريزيوسا  المدير التنفيذي لإحدى الشركات الإيطالية الرائدة في صناعة أجهزة التنفس الصناعي بأن الجيش سيتولى أمور أزمة نقص هذا النوع من الأجهزة الصحية في البلاد وأشار بريزيوسا إلى أنه تلقى بعض الطلبات العاجلة لحل المشكلة من رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” الذي راج له تصريحًا مزعومًا على مواقع التواصل الإجتماعي بأن” حلول الأرض قد انتهت والأمر متروك للسماء” وطلبت حكومة إيطاليا لزيادة إنتاجها بمشاركة 25 تقني من الجيش بهدف رفع الانتاج نت 160 شهريا إلى 2000 جهاز في أربعة أشهر.

 

طبيب إيطالي حزين على الأوضاع في بلاده
طبيب إيطالي حزين على الأوضاع في بلاده

 

الصين قلصت حجم الوباء  

 

في الصين المنشأ المعروف للجائحة الحالية وتحديدا مصنع “أيوميند كو في” الواقع شرقي العاصمة بكين يعمل عماله بلا كلل أو ملل طوال أيام الأسبوع بدون أجازات مقسمين على 3 ورديات من أجل تلبية طلبات الأسواق الداخلية و  الخارجية لإنتاج أعداد تقدر بالآلاف على أجهزة التنفس الصناعي وبكين ليست في حاجة عاجلة الأن لهذه الأجهزة بعد ان قلصت حجم الوباء الذي ظهر في مدينة ووهان في ديسمبر من العام المنصرم على أن تدعم هذه الأجهزة قدرة المؤسسات الصحية على علاج المحتاجين من مصابي فيروس كورونا لتدخل عاجل منهم وتحديدًا من أجل إجراء التنفس الصناعي حيث إن الأثر الرئيسي للفيروس يكون على الجهاز التنفسي.

 

ألمانيا وسويسرا الأكثر انتاجًا في أوروبا 

وعن عدد الأجهزة التي  تنتجها سويسرا قبل تفشي هذا الوباء اختلف الوضع عن  عدد الأجهزة التي يتم إنتاجها الآن ويقول أندرياس فيلاند المدير التنفيذي لشركة هاميلتون بونادوتس التي تقوم بإنتاج أجيال جديدة ومتطورة من أجهزة التنفس الاصطناعي: في إمكاننا الآن بيع عدداً من الأجهزة في شهر واحد يوازي ما بعناه في العام الماضي كله وهو عدد يتراوح ما بين 1500 و2000 جهازاً  ويضيف فيلاند في حوار أجراه معه الصحافي السويسري بيتر زيجن تالير”قبل الجائحة كنا نعتقد أنه ستكون هناك زيادة في المبيعات قدرها 20%. ولكننا الآن قمنا بزيادة الإنتاج بنسبة قدرها 50% أخرى”  أما في ألمانيا الأكثر انتاجًا في أوروبا بجانب سويسرا فإن شركة دريغر الألمانية لم تعد تصدر أجهزة للخارج واقتصر انتاجها على تغطية الحاجة المحلية في الوقت الحالي واقتصر توريدها على السوق الوطني غير انها أصدرت تعليمات بمنع المنتجين المحليين من تصدير الأدوات الوقائية.

 

التنفس الصناعي

إقرأ أيضا
توفيق الحكيم " عدو المرأة "

الوضع في مصر 

ليس هناك حتى الأن في مصر سياسة أو نماذج واضحة لإجراءات الصحة الشاملة لتقليل معدلات انتشار فيروس كورونا المستجد كالعديد من البلدان حول العالم بسبب غياب رؤية واضحة تخص توقعات مسبقة للانتشار  في هذا الشأن  لكن إذا احتاجت نسبة معينة من المرضى المصابين بكورونا إلى رعاية صحية فائقة فإن العدد فيما يتناسب مع الوقت الحالي قادر على علاجهم لكن اذا استمرت الحالات في الزيادة فسيحدث عكس ذلك فتقدر أجهزة التنفس صناعي في مستشفيات وزارة الصحة بـ٨٨٩ وتقول مصادر طبية :”إن المستشفيات الجامعية والخاصة لديها عدد مقارب من أجهزة تنفس صناعي تخدم عدد سكان الجمهورية المقارب لل١٠٠ مليون نسمة وتفيد مصادر طبية أخرى بأن عدد أسرة العناية المركزة يتراوح بين 10 آلاف إلى 18 ألف سرير   ما يعني أن مصر في حاجة إلى المزيد من هذه الأجهزة وتدريب المزيد من الأطقم الطبية عليها حتى يتثنى لها القدرة على معالجة النسبة التي ستتعرض لمشاكل تنفسية متفاقمة من مرضى كورونا.

 

وزارة الصحة المصرية
وزارة الصحة المصرية

 

الولايات المتحدة تحارب الزمن 

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من الدول التي تسابق الوقت لإنتاج اجهزة التنفس الصناعي بسبب المرض الذي بات يحصد الكثير من الضحايا فيها شركات كثيرة تصنع هذه الأجهزة ولكن هناك دعوات لشركات أخرى لدخول هذا الميدان لتصنيع ما يكفي لإنقاذ الحالات وهو ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلب الأسبوع الجاري بمنح شركات tesla و gm و ford إشارة للمضي قدما بتصنيع اجهزة التنفس والمنتجات المعدنية الأخرى المستخدمة معها وكشف حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم عن عملية تبرُّع برعاية الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وشركة سبيس إكس الملياردير إيلون ماسك، بأكثر من 1000جهاز تنفس صناعي لمسؤولين في لوس أنجلوس وسط تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا.

الكاتب

  • التنفس الصناعي أحمد الأمير

    صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
12
أحزنني
59
أعجبني
13
أغضبني
9
هاهاها
3
واااو
7


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان