3٬783 مشاهدة
الثقافة الجنسية في التراث العربي .. “علم تخصص فيه المسلمين أكثر من الغرب”
أهمية الثقافة الجنسية أنها تقوم بتعريف الشباب على أسس المتعة أثناء إقامة علاقة جنسية مع الشريك، وفي وقت ما طرح البعض فكرة تعليم الثقافة الجنسية في مراحل التعليم المختلفة بداية من سن المراهقة لما لها من تأثيرات إيجابية على الاستقرار النفسي والعاطفي فيما بعد و لأن غالبية النساء والرجال أثناء الزواج لا يتمتعون بممارسة الجنس كما ينبغي وذلك بسبب ضعف ثقافتهم الجنسية فيما يتعلق بإظهار المشاعر والتحضير لعملية الجماع في أجواء رومانسية.
اقرأ أيضًا
الجنس غريزة أم احتياج ؟! .. قراءة نفسية دينية حول الإنسان والحصول على النشوة
وقوبل هذا الطلب باستهجان شديد بين بعض الفئات المحافظة على العادات والتقاليد ولكن على الرغم من رفض المجتمع فكرة تعليم الثقافة الجنسية في المدارس إلا أننا نجد الان برامج متخصصة في تعليم الثقافة الجنسية تُذاع بشكل علني في الفضائيات المختلفة.!
هل الثقافة الجنسية حرام ؟!
بالطبع لا، بل إن كثير من علماء وفقهاء المسلمين لم يستحوا من الحديث أو الكتابة عن الجنس بل جعلوه ـ أي الجنس ـ من أسباب استدامة العشق فقد قال الامام السيوطي في مقدمة كتاب نواضر الأيك والذي ألفه خصيصا في هذا الباب، والعشق لا يدوم الا بالمواصلة ولهذا نجد أن غاية كل عاشق لقاء معشوقته ومواصلته والامتزاج به والبقاء معه وليس للمحب غاية أكبر من هذه الغاية ولا أعلى حتى إن العاشق مهما بقى بجواره معشوقه فإنه لا يريد أن يفارقه ، ويحزن ساعة فراقه كأنه لم يكن معه “.
اقرأ أيضًا
الجنس وشقق مفروشة … المجلات الجنسية على الأرصفة العربية
وجدنا من العلماء من اهتم بالثقافة الجنسية و اعتبروه تثقيفاً للشباب، ومن طرائف ما جاء في هذا الباب شاب يسأل عمه ياعم ماذا أصنع عند الجماع ؟.
قال: يا بُنيَّ إذا خلوت فاصنع ما أحببت.
قال: يا عمِّ، أنت ماذا تصنع؟
قال: يا بنيّ، لو رأيت عمَّك يجامع لظننت أنّه لا يؤمن بالله العظيم
ونظرة الإسلام إلى الجنس ليس فقط أنه وسيلة للإبقاء على النوع من خلال الإنجاب بل أيضا هو صرف لما غرسه الله فينا من طاقات جنسية غريزية حددها الإسلام في مسلك طيب وهو الزواج مصحوب بالأجر والثواب ففي الحديث الشريف من صحيح مسلم ” أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قالَ: أَوَليسَ قدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ.
فالعلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته عليها أجر وثواب من الله، فمن هذا المقصد ألف كثيراً من العلماء في علوم الجنس والثقافة الجنسية بشكل عام وذلك أيضاً لمساعدة الزوجين على تحصيل متعتهم الجسدية التي أحلها الله فلا يلجأون إلى ماحرم الله .
هل أخذ المسلمون الثقافة الجنسية من الغرب؟!
كان علماء المسلمين أسبق من الأوروبين في التأليف والكتابه والحديث عن هذا العلم وتجد ذلك واضحا إذا قارنت ما هو مكتوب في هذا التراث العربي وماهو موجود في الثقافة الجنسية التي ينشرها الغرب فعلى سبيل المثال لم يكن الأوروبين أول من أكتشفوا الأوضاع الجنسية المختلفة والتي تأتي بالمتعة وتساعد على عدم الشعور بالملل في العلاقة وتجدد الطاقة والحب والألفة بين الزوجين ،صحيح أن بعض هذة الأوضاع الجنسية أخذها العرب من كتب اليونانين ، ولكن هم طوروا وزادوا فيها بل إن أشهر كتاب في الثقافة الجنسية كان من تأليف الإمام السيوطي وهو كتاب “نواضر الأيك” يحتوي على أكثر من 150 وضع جنسي مع شرحها وهذه بعض الكتب التي قام بتأليفها علماء المسلمين في تعليم الثقافة الجنسية .
اقرأ أيضًا
الجنس في الدولة العثمانية “من الممارسة بالآيات حتى تقنين الدعارة”
كتاب ألفه ابن حاجب النعمان ويعرف بحديث ابن الدكاني
كتاب الإيضاح فى أسرار النكاح .
كتاب عود الشيخ إلى صباه في القوة على الباه
كتاب المناكحه والمفاتحة في أصناف الجماع وآلاته لعز الدين المسيحي.
كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر للنفزاوي.
كتاب الفخ المنصوب إلى صيد المحبوب في علم الباه
كتاب رشف الزلال من السحر الحلال – لجلال الدين السيوطي
كتاب الايضاح في اسرار النكاح للسيوطي.
كتاب نواضر الايك في نوادر النيك للسيوطي .
كتاب شقائق الاترنج في رقائق الغنج للسيوطي.
كتاب نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسود والسمر للسيوطي.
كتاب نزهة المتأمل ومرشد المتأهل للسيوطي.
كتاب الوشاح في فوائد النكاح للسيوطي.
كما صنف الإمام الظاهري الأندلسي ابن حزم مصنفه طوق الحمامة، وكذلك الإمام ابن القيم ” أحكام النساء ” وكذلك تحفة العروس ومتعة النفوس لأبي عبدالله التيجاني المالكي؛ أحد أئمة مذهب الإمام مالك.
هذه بعض من كتب المتقدمين، وكُتب المتأخرين كثيرة لا تحصى تزيد على أكثر من 1000 كتاب؛ فالحقيقة أن الغرب أخذ منا هذا العلم لا العكس كما يظن البعض .
الكاتب
ما هو انطباعك؟
