رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
440   مشاهدة  

الحكاية مش حكاية السد (٤) .. مصر والسودان بعد الاستقلال

مصر
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الحلقة اللي فاتت كنا بنتعرف على أسباب زعل الشعب السوداني من مصر، ووضحنا نقطة بداية المشاكل وأهم محطاتها، بداية من حكم محمد علي لمصر وإرساله لأبنه إبراهيم باشا لـ”تأمين منابع النيل” ونتايج الحملة دي. الحلقة دي بقى هنستعرض علاقة الدولتين بعد خروج المحتل البريطاني.

عصر الإنقلابات

التجربة السياسية المدنية في السودان ماصمدتش أكتر من سنتين، في سنة 1958 سيطر الجنرال عبود على السلطة في الخرطوم، عبود بالنسبة للسودانيين ديكتاتور عسكري خرب البلد، الراجل ده حصل على أعتراف بشرعية حكمه بسرعة من القاهرة وتقاربت وجهات النظر في كتير من الملفات زي بناء السد العالي، واللي لم يكن ليتم إلا بموافقة الجانب السوداني (أو كان هيتم بمقاسات أصغر من الموجودة دلوقتي).

الآثار الجانبية للسد على السودان عالية جدًا، لإنها مش بس هجرت كافة قرى حلفا القديمة إلى منطقة خشم القربة، إنما الأهم أن البحيرة غرقت واحدة من أكتر المناطق ثراء بالآثار حداهم، تخيلوا كده مشروع لصالح السودان أو ليبيا أو أي دولة شقيقة تكون نتيجته غرق منطقة زي الأقصر حدانا، والكلام ده وأساسا لسه مسألة التنقيب عن الآثار داخلة المنطقة هناك جديد.

نجح الشعب السوداني في اسقاط حكم عبود بثورة شعبية كبيرة، أول ثورة شعبية في الشرق الأوسط على الأنظمة المحلية. سنة 1964، وتغنى محمد وردي بقصيدة محمد الفيتوري أصبح الصبح، وحلم السودانيين بسودان واحد كبير لكل السودانيين.

YouTube player

لكن بعد خمس سنين أنقلب الجنرال النميري على السلطة المدنية “غير المستقرة” وسيطر على السلطة في الخرطوم، وتاني بسرعة أعترفت القاهرة بالسلطة الجديدة وتقاربت معاها في تفاصيل سياسية كتير.. أهمها التوجه العروبي، التوجه اللي يعد سبب رئيس في المآلات المظلمة للسودان.

YouTube player

رجل كل المعسكرات

النميري شكل مرحلة عجيبة في تاريخ العلاقات بين البلادين، الراجل ده كان زي ما سمعنا واخد ثقة ناصر جدا ومتماشي مع سياساته وتوجهاته العروبية والاشتراكية تمامًا.

لما مات ناصر وحل السادات محله وبدء في التحول من المعسكر الشرقي الاشتراكي للمعسكر الغربي الرأسمالي، في معركة سياسية توجها بما عرف إعلاميا باسم ثورة التصحيح، مايو 1971. بعدها بحوالي شهرين كان النميري بيحبط إنقلاب هشام عطا المُنحاز للمعسكر الشرقي.. وتشهد المرحلة تقارب كبير بين النظامين.

حتى لما توجه السادات للسلام مع إسرائيل.. وأنعقدت قمة بغداد لإعلان موقف معارض للإدارة المصرية، خرجت قائمة دول جبهة الصمود والتصدي خالية من اسم السودان اللي ورد اسمها على رأس لجنة التضامن العربي.. وهي المجموعة صاحبة الخيار الدبلوماسي في التعامل مع الخلاف.

تطبيق الشريعة والعملية موسى

تدريجيًا كان النميري بيقرب أكتر من المعسكر الأمريكي خارجيًا ومن الإسلاميين داخلي، يعني ماشي في ركاب السادات، وفي سبتمبر 1983، بعد تولي مبارك السلطة في مصر، أعلن النميري تطبيق الشريعة الإسلامية، فيما عرف إعلاميًا باسم قوانين سبتمبر، وخرج في مشهد شديد الهزلية ببدلته العسكرية ليحارب كمية من أزايز الخمور.

YouTube player

بعدها بسنة بدأت العملية موسى في هجرة الفلاشا، يهود أثيوبيا، عبر الأراضي السودانية إلى إسرائيل، وهي العملية اللي أعتقد تم التحضير ليها في أروقة نادي سفاري المخابراتي.

وفي 1985 أعدم النميري الراحل محمود محمد طه، وهو في رآيي منقذ الإسلام من أزمته مع الحداثة، استجابة لمعسكر الإسلاميين بقيادة حسن الترابي، مستشار الرئيس في ذلك الوقت.

مصر

خدعة الترابي

سقط نظام النميري سنة 1985، بعد ثورة شعبية توجت بانحياز القوات المسلحة بقيادة الراحل سوار الذهب للشعب وتم عزل النميري، فمنحته القاهرة حق اللجوء.

من جديد يتنفذ انقلاب عسكري يسيطر على السلطة في الخرطوم، المرة دي كان بقيادة عمر البشير، وهو وجه جديد غير محدد التوجهات السياسية، نجح قادة الأنقلاب في الحصول على ثقة القاهرة اللي أعلنت اعترافها بنظام الإنقاذ، لتصورها إنه عسكري فقط وغير مؤدلج.

إقرأ أيضا
القطاع الصحي في السودان

بعد فترة قصيرة تم الأفراج عن قيادات الحركة الإسلامية في السودان وتوليتهم مناصب كبرى في الحكومة، لينكشف أن الإنقلاب كان بتخطيط من حسن الترابي قائد الإسلاميين في السودان.

YouTube player

عملية أديس أبابا

سنة 1995 كان موعدنا مع القشة اللي قطعت شرايين البعير، محاولة اغتيال رئيس مصر بتخطيط من النظام السوداني في العاصمة الأثيوبية.

فيه كلام كتير أن الإسلامجية المحيطين بنظام البشر دبروا العملية بدون علمه، وارد جدا جدا، بس خلاص القاهرة خدت موقف عنيف من الخرطوم ومن أديس أبابا في السكة وتكعبلت كل الخيوط، خيوط بدءت الإدارة الحالية في مصر محاولة تفكيكها عبر كسر الجمود بين القاهرة والخرطوم خلال أواخر حكم البشير وحاليا مع المجلس السيادي بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.

YouTube player

خلاصة

لو قرينا المحطات السابقة من وجهة نظر مواطن سوداني غالبا هنقدر نتفهم مشاكله مع دولتنا فين. نشكر الظروف أننا نمتلك حاليا فرصة تاريخية، ماحدش يعلم ممكن تتكرر تاني أمتى، وهي أن إحنا (شعب ودولة) مش مسؤولين عن كل ما حدث.. بالتالي عندنا صلاحية فتح صفحة جديدة مع السودان والسودانيين، بشرط تقديم المبادرة.. وتغيير لغة الخطاب.

وإلى اللقاء في الحلقة الجاية.. عشان نتعرف على تفاصيل قديمة/جديدة.

الكاتب

  • مصر رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان