الخيمة البدوية .. بيت الشعر كما يعرفه أهل الصحراء

عرف البدو الصحراء وطبيعتها وأنهم غير قادرين على تغيير هذه الصحراء، فما كان منهم إلا أن يتعايشوا معها، فبنوا بيوته من الصوف والاوبار والعسف والجريد، حتى أصبح بيت الشعر أو الخيمة البدوية علامة من علامات الصحراء، ورمز من رموزها، ليس هذا وحسب بل إن بعض من الأثرياء أصحاب المدن حتى وقتنا الحالي محافظين على بيت الشعر مع اختلاف الإمكانيات والإعدادات، فهي حاضنة معظم المجالس سواء كانت في الأفراح أو الأحزان، فقد عرفت هذه الخيمة على مر الزمن بـ”بيت الشعر”، وهذا البيت له مواصفات معينة وطرق معلومة.

ومن الأسباب التي حملت البدو على صنع هذا البيت من الصوف، هو سهولة حمله والترحال به، فكما هو معلوم أن البدو يحبون الترحال حتى أن بعض الأمثال لديهم تنص “عز البدوي ترحاله”، وبالتالي لا يمكن له بناء الطوب اللبن أو الطين لأنه يرعى ويترحل مع أغنامه وجماله.

أصول بيت الشعر

ترجع أصول الخيمة البدوية إلى شبه الجزيرة العربية وبالتحديد سلطنة عمان واليمن، وهذا ما قد أثبتته بعض الدراسات مؤخرا، هذه الدراسات قامت على الرسوم الحجرية وبعض الآثار التي تثبت ذلك، وانتقلت في ربوع الجزيرة العربية قديما بسبب الاختلاط الكائن وقتها، كما انتقلت إلى المغرب العربي أثناء الفتح الإسلامي حتى أصبح سمة عند أهل الصحراء الغربية.

صناعة بيت الشعر

ويتكون بيت الشعر أو الخيمة البدوية من شعر الماعز وصوف الضأن، وذلك ليكون أكثر تشابكا عند نزول المطر عليه، كما يكسبه هذا الخليط القوة المقاومة لحرارة الشمس والرياح والرمال، والقائم على غزل هذه الأصواف بالشعر هم النساء، وتختلف أشكال البيوت عن بعضها، حيث أن بعضها تكون مربعة لمنع أضرار الرياح، وبعضها مغلق، وبعضها مفتوح الجانبين، وذلك لتتناسب مع فصول العام، وأيضاً تختلف تصميمات الخيمة باختلاف العشيرة.

بيت الصيف وبيت المشتى

كما أن هناك نوعان للخيمة البدوية، خيمة تخص فصل الصيف ويطلق عليها بيت الصيف، وهي مصنوعة من أكياس الخيش أو الصوف، والأخرى خيمة تخص فصل الشتاء ويطلق عليها بيت المشتى، وهي مصنوعة من شعر الماعز، الذي يحوي مواد دهنية طبيعية تمنع تسرب الماء إلى داخل الخيمة، كما أن النسيج مرن مما يمنع الماء من إتلاف أو تمزيق الشقاق.

مكونات بيت العرب

الشقق: الجزء العلوي من الخيمة، وهي بمثابة السقف، ويتم نسجها من شعر الماعز الأسود.

إقرأ أيضًا…حكاية منى إبراهيم .. جسد عاري تمامًا أمام الكاميرات ونهاية مأساوية!

الرواق: له أسماء عديدة أهمها الزافر والمنساب، وهو قماش يتم وضعه على الجهة الخلفية، ويربط الشقق.
الرفراف: وهو حدود البيت من الجهتين؛ اليمنى واليسرى.

الغدفة: جزء يتم إنزاله على مقدمة البيت، وذلك في مواسم البرد، وأوقات نزول المطر
المعاند: وهي الحدود الفاصلة بين أقسام أو غرف البيت، ويتم نسجها من الصوف أو الوبر.

الأعمدة: وهي التي يقوم عليها البيت، وتقسم إلى: الواسط: وهو أعلى أعمدة البيت من حيثُ الارتفاع، ويتم نصبه في الوسط، ويسند هذا العامود البيت بكامله.

المقدم: أعمدة المقدمة، أو ما يُعرف بصدر البيت.
زافرة: وهي أعمدة مؤخرة البيت.

العامر: هي الأعمدة الجانبية التي توازي أعمدة الوسط من الجانبين.

رمز البدو

وقد أخذ البدو هذه الخيمة رمزا لهم في هذه الصحراء القاحلة، فلا يمكن أن تجد بدوي دون خيمته، فبيت الشعر مكان النشأة والحدود التي تحده عن الرمال الواسعة والمنتشرة حول البدوي في كل مكان، وهو مكان الخروج لمرافقة الحياة البدوية، كما أن بيت العرب هو مكان الكرم والضيافة فعلى الرغم من بساطة البيت إلا أن عادات وتقاليد البدوي تمنعه من التفريط في حق الضيافة.