رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬927   مشاهدة  

الدنيا سجن المؤمن “كيف يتحول الحبس إلى جنة أرضية تؤدي إلى خُلْد الآخرة ؟”

الدنيا سجن المؤمن


بقي حديث الدنيا سجن المؤمن أحد أشهر الأدلة النبوية في باب الزهد لكن فتح هذا الحديث مجالاً للتشاؤم أوقع البعض في مخالفة شرعية وهي تمني الموت وذلك خطأ كبير، فما هو شرح هذا الحديث ؟

شروح توضح معنى الدنيا سجن المؤمن

الدنيا سجن المؤمن
الدنيا سجن المؤمن

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وبإعمال قول الله سبحانه وتعالى “وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” نجد أن هناك معاني مغايرة لنظرة الناس.

تطرق الإمام النووي في كتاب شرح صحيح مسلم إلى معنى حديث الدنيا سجن المؤمن قائلاً « كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة مكلَّف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعدَّ الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من النقصان، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات فإذا مات صار إلى العذاب الدائم وشقاء الأبد».

أما في كتاب فيض القدير للإمام المناوي قيل «الدُّنْيَا أي الحياة الدنيا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ بالنسبة لما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم «َجَنَّةُ الْكَافِرِ بالنسبة لما أمامه من عذاب الجحيم، وعما قريب يحصل في السجن المستدام، نسأل الله السلام يوم القيامة، وقيل: المؤمن صرف نفسه عن لذاتها فكأنه في السجن لمنع الملاذ عنه، والكافر سرحها في الشهوات فهي له كالجنة».

رؤية صوفية لمعنى الـدنيا سجن المؤمن

من مقولات جعفر الصادق
من مقولات جعفر الصادق

أشهر علماء الصوفية الذين ناقشوا الحديث هو الإمام السهروردي إذ قال «السجن والخروج منه يتعاقبان على قلب المؤمن على توالي الساعات ومرور الأوقات؛ لأن النفس كلما ظهرت صفاتها أظلم الوقت على القلب حتى ضاق وانكمد، وهل السجن إلا تضييق وحجْرٌ من الخروج؟ فكلما همَّ القلب بالتبري عن مشائم الأهواء الدنيوية والتخلص عن قيود الشهوات العاجلة تشهيًا إلى الآجلة وتنزهًا في فضاء الملكوت، ومشاهدة للجمال الأزلي، حجزه الشيطان المردود من هذا الباب المطرود بالاحتجاب، فتدلَّى بحبل النفس الأمارة إليه، فكدر صفو العيش عليه، وحال بينه وبين محبوب طبعه، وهذا من أعظم السجون وأضيقها، فإن من حيل بينه وبين محبوبه ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه».

إقرأ أيضا
التقرب

اقرأ أيضًا 
محاسبة النفس عند الصوفية .. قصة نوعان أحدهما له ثلاث أصناف

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان