رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
141   مشاهدة  

الـمـائـدة الـمـسـتـديـرة (1) كيف يرى السياسيون في السودان لقاء البرهان والحلو وتوقيع إعلان المبادئ (الحلقة الثالثة)

الـمـائـدة الـمسـتـديـرة
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الـمـائـدة الـمسـتـديـرة هي محاولة لخلق جلسات حوارية تخيلية بين أطراف كل موضوع مسار للنقاش، حوار ليس الغرض منه بالأساس التواصل بين المتحاورين قدر ما تسعى لأن تجعل جمهور الحضور يرى رأي/رؤية كل طرف بشكل مجرد من أي مؤثرات إضافية، ولا يتم نشر كلمة أي من المشاركين إلا بعد الحصول على موافقته على الصياغة النهائية، فلا يمسسها تعديل بعد ذلك بأي شكل من الأشكال.

لا شك أن هذه الطريقة تعطل الأمور بعض الشئ، فيستحيل الإلحاق بالتريند.. لكنه أمر لا استهدفه أصلًا، فالبشرية صارت تركض بسرعة أكبر من قدرتها على التوازن بكثير، ومن الواضح أن هذا الإيقاع لا يناسبنا، الحكم لا يحتاج أكثر من نظرة بسيطة على الأوضاع في العالم ككل وقارتنا بالأخص.

أحد الموضوعات الهامة التي تعيشها قارتنا الآن هو الوضع في السودان، فالساحة السياسة السودانية -شديدة الحساسية والتعقيد- تشهد الكثير من التحركات خلال مرحلة ما بعد “الكيزان”، نظام الإنقاذ. ونحن عبر الـمـائـدة الـمسـتـديـرة نسعى لمعرفة كيف يرى السياسيين في السودان لقاء البرهان والحلو وتوقيع إعلان المبادئ، ولذلك حاورنا كل من:

الـمـائـدة الـمسـتـديـرة

أ. أسامة عبد الرحمن – مدير مركز أبحاث الحكم الراشد ورفع القدرات.

أ. أمال الزين – محامية حقوقية وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني.

أ. عبد العزيز ابوعاقلة – إعلامي في الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس تحرير صحيفة سودانفويس الإلكترونية.

محمود إبراهيم – رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال “مكتب القاهرة” (الجبهة الثورية)

(صورة كل مصدر وتحتها أو جنبها التعريف به)

خلال الأيام القليلة السابقة تم نشر الحلقتين الأولى والثانية من سلسلة الـمـائـدة الـمسـتـديـرة وإليكم الآن الحلقة الثالثة:

الثورة خيار الشعب… حرية سلام وعدالة، إنه الهتاف الأبرز خلال الاحتجاجات التي استمرت قرابة العام، حتى انتقل مقر إقامة عمر البشير من قصر الرئاسة إلى سجن كوبر. فالسلام معضلة سياسة سودانية لم يظهر لها حل عبر عقود.. أمتدت منذ لحظة الاستقلال حتى يومنا هذا، لذلك حرصت الحكومة الانتقالية لتوقيع اتفاقيات سلام مع كافة حركات الكفاح المسلح في السودان، لكن لم أشهد مثل هذا الاحتفاء بتوقيع الخرطوم لأتفاق إعلان مبادئ.. رغم أنها وقعت عدة أتفاقات مماثلة مؤخرًا، كما أن الحركة الشعبية – شمال هي أخر فصيل وقعت معه الدولة.. وحدث ذلك بعد شد وجذب سبق وتعرضنا إليه، كل ما سبق وضعنا أمام سؤال مُلِح لفهم مدى تأثير هذا الإعلان تحديدًا.. ماذا تعني هذه الخطوة لمستقبل السلام في السودان؟

جائت إجابة أ. أمال الزين مختصرة وأشبه بالروشتة.. لما تضمه من خطوات مستقبلية ترى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ضرورة تنفيذها:

أتفاق المبادئ سبق وتم توقيعه بواسطة الشق المدني وانتقده العسكر ثم عادوا تحت ضغط الحاجة ووقعوه، وسبق أيضًا أن وقعت بعض القوى السياسية والمدنية خارج السلطة اتفاقات مبادئ مشابهة مع الحركة الشعبية شمال (جناح القائد عبد العزيز الحلو)، كل هذا يعني أنه شبه مجمع عليه -إذا أستثنينا التنظيمات الدينية وأذيال النظام البائد- لذلك يجب تحويله لعمل شعبي ضخم وإشراك الجماهير في الضغط لتنفيذه والعمل على تحقيق السلام واستدامته باستيفاء شروطه وتنفيذ مطلوباته.

ركز أ. عبد العزيز أبو عقلة على المحاولات السابقة لإحلال السلام وأسباب فشلها من وجهة نظره كعضو الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال:

توجد إشكالية في السودان.. الحكومات السابقة كانت تصنع سلام قائم على الترضيات والمُحَاصْصَات وهذا ليس سلام عادل ولا يمكن له أن يكون، إنما إذا كانت تريد الحكومة الحالية أن تعمل على تحقيق سلام حقيقي فهي الآن تسير على الدرب الصحيح.. لإن السلام حتى يتحقق فعليًا يجب أن يكون التفاوض مع من يمتلك أجندة وتصور لبنية الدولة السودانية في المستقبل، فالسلام ليس مناصب ووظائف ومكاسب مادية واقتصادية.

الحرب قامت لأسباب موضوعية مُلحة بالتالي ليحدث سلام يجب البحث في هذه الأسباب ومعالجتها، وإعلان المبادئ الحالي تطرق بوضوح لأهم هذه النقاط وهي علاقة الدين بالدولة وحتمية إنهائها أو ما تم الأصطلاح عليه سياسيًا بالعلمانية. فهذا التشابك بين الدين والسياسة هو ما سبب الحرب لإنه جعل من السودانيين داخل بلادهم مواطنيين من الدرجة الثانية فوصل بنا الحال لإنفصال الجنوب.

أما أ. محمود إبراهيم، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال “مكتب القاهرة” (الجبهة الثورية) قال:

أن مستقبل السلام في السودان أصبح مسؤولية كل سوداني.. فنحن نعيش مرحلة مخاض لمولد دولة جديدة، فلم نمر بهذا التحول طوال 60 عام، ومستقبل هذا السلام وهذا السودان يقع على عاتق كل سوداني غيور على وطنه.

الـمـائـدة الـمسـتـديـرة

بعد كل حراك شعبي بهذا القدر من الصخب والقدرة على التأثير السياسي (الفعل الثوري).. لابد من فترة أنتقالية (فعل سياسي)، وهي الفترة الأخطر والأكثر حساسية من فترة الحراك الشعبي.. خاصة مع طول فترة حكم النظام السابق، والتي أمتدت في حالتنا لثلاث عقود كاملة، بالتالي فالعملية الأنتقالية شديدة التعقيد.. لذا دعونا نسأل ماذا تعني هذه الخطوة لمستقبل العملية الأنتقالية؟

عضو مركزية الحزب الشيوعي السوداني أ. أمال الزين قالت:

لا شك أن المبادئ المعلنة في هذا الأتفاق شكلت بعض أشواق الشعب السوداني وقواه الحية بوطن يسع الجميع وتتم فيه إدارة التنوع بشكل إيجابي يدعم الوحدة ويقوم على التسامح والعدالة والقبول بالأخر وتدار فيه ثروات البلاد المتعددة لمصلحة أبناء السودان جميعًا بلا تمييز ولا تهميش، لذلك فأن الجميع سيتمسك بهذه المبادئ تحقيقًا لشعار الثورة (حرية سلام وعدالة) وهو جوهر الانتقال وملخص مطلوباته.

إقرأ أيضا
الـمـائـدة الـمسـتـديـرة

بينما أعترض الإعلامي البارز في الحركة الشعبية أ. عبد العزيز أبو عقلة على صياغة السؤال:

دعني أولًا أصحح لك السؤال.. فنقول: ماذا تعني هذه الخطوة لعملية التحول الديمقراطي في السودان؟ “عارف ليه؟”.. لإنه لم يحدث تحول ديمقراطي منذ الاستقلال، أي ثورة حدثت هنا لم يتم بعدها تحول ديمقراطي.

مثلا عام 1986 قامت ثورة ولم يحدث التحول المنشود.. فقد اجهضوها العساكر، وفي 1964 قامت انتفاضة شعبية، البعض يسميها ثورة لكن عمليًا هي فقط انتفاضة.. لأن الثورة في تعريفها الكلاسيكي تحدث تغيير اجتماعي واقتصادي وثقافي وهو ما لم يحدث، وما يهمنا هنا إنها أيضًا لم يتبعها تحول ديمقراطي.

فنحن في مأزق.. كيف ننتقل إلى نظام ديمقراطي حقيقي بعيدًا عن عسكرة السياسة أو تديينها، وفي طريق الخروج من هذا المأزق يعد توقيع اتفاق المبادئ خطوة هامة للأمام.

من جانبه نظر أ. محمود إبراهيم نحو مستقبل المشهد السياسي في ضوء هذه الخطوة فقال:

بكل تأكيد أن هذه الخطوة تدعم العملية الانتقالية.. وتعد مؤشر هام على نجاحها، كما تدعم بشكل أوتوماتيك تكتل حركات الكفاح المسلح ككل، ومسار التفاوض بشكل عام يسير في اتجاهين (مدني-عسكري) بالتالي فوجود حركات الكفاح المسلح داخل العملية الانتقالية هو دعم وسند قوي للمكون المدني في السلطة الحالية.

أما مدير مركز أبحاث الحكم الرشيد، أ. أسامة عبد الرحمن فقدم لنا إجابة مدمجة ومختصرة للسؤالين معًا:

أتفاق السلام إذا تم بنجاح سيكون مؤشر أساسي على نجاح الفترة الانتقالية، باعتبار أن أوجب واجبات هذه الفترة هو إسكات صوت البندقية وتحقيق السلام الشامل في السودان، الآن نحن نريد أن يكون السلام حقيقيًا حتى يتسنى للطاقات المتمثلة في الحركة الشعبية بالانتقال إلى الخرطوم من اجل المساهمة مع أخوتهم في بناء هذا السودان وإنجاح الفترة الانتقالية، لذلك أشدد أن هذا السلام جوهري بالنسبة للحكومة الأنتقالية.

للموضوع جوانب أخرى بعضها خارج حدود السودان وهو ما سنتحدث عنه في الحلقة الرابعة والأخيرة من سلسلة الـمـائـدة الـمسـتـديـرة

الكاتب

  • الـمـائـدة الـمسـتـديـرة رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان