همتك نعدل الكفة
2٬515   مشاهدة  

الكاتب عبد الرحيم كمال عذرًا.. هل أنت لص؟!

عبد الرحيم كمال


كم عمل في الدراما والسينما المصرية مقتبس عن نصوص أدبية عالمية أو أفلام أجنبية؟ الإجابة هي الكثير والكثير، الفن والإبداع هو أفكار طليقة يمكن تقديمها بكل اللغات ولكل المجتمعات، فشكسبير على سبيل المثال أصبح ضمن التراث الإنساني للبشرية كلها فلم يعد حكرا على أهل الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فالاقتباس هنا ليس جريمة، ولكن الجريمة هو أن تأتي بنص عالمي وتنسبه لنفسك دون ذكر المصدر.

مع بداية مسلسل نجيب زاهي زركش، رأيت به العديد من المشكلات ولكن للحق لم أفكر أن يكون المسلسل مقتبس ربما لأنني لما أكن قد شاهدت فيلم زواج على الطريقة الإيطالية للمخرج الكبير فيتوريو دي سيكا وبطولة صوفيا لورين ومارسيلو ماستروياني والذي عرض في عام 1964، ولكن بعد البوست الذي كتبه دكتور مالك خوري أستاذ السينما بالجامعة الامريكية حول سرقة المسلسل من الفيلم والمقتبس هو الأخر من المسرحية الإيطالية فيلومينا مارتورانو للكاتب إدواردو دي فيليبو.

شاهدت الفيلم وأنا أتمنى أن يكون دكتور خوري على خطأ، أقول ربما تشابهت بعض الخطوط، ربما هناك تناص بين الحبكتين، ولكن كنت اعلم في يقيني أن رجل بقامة دكتور خوري لن يقول شيء لمجرد الشك لأكتشف أن المؤلف الكبير عبدالرحيم كمال لم يكتفي باقتباس الإطار العام للمسرحية او الفيلم ولكن قام بما يسمى تمصير وتقديم معالجة تلفزيونية للمسرحية.

فروقات بسيطة بين فيلم دي سيكا والذي ذكر صراحة أن فيلمه مقتبس المقتبس عن المسرحية وبين زركش عبدالرحيم كمال، في الفيلم فيلومينا لا تموت ولكن في المسلسل شفيقة تموت، بينما في الحالتين يبحث دومي أو نجيب عن أبنه الحقيقي، قبل أن يتقبل الأمر ويقرر أن يكون الثلاثة أبناءه، هذا هو مصير نجيب زركش وفق فيلم دي سيكا ومسرحية دي فيليبو.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم يقر عبدالرحيم كمال أن مسلسله مأخوذ عن المسرحية؟ في السابق قدم عبد الرحيم كمال والفخراني لير في قالب صعيدي تحت مسمى دهشة، وذكر نصا أنا عن رائعة ويليام شكسبير مأساة الملك لير، ولم يقتله أحد أو ينتقص من قيمته، فلماذا هذه المرة؟

كثيرون من الكتاب في مصر قاموا بما يسمى التمصير، فالتمصير هو نقل رواية بتفاصيلها أو فيلم بتفاصيله واضفاء سمات وتغيرات تجعله يتناسب مع عقلية وثقافة المشاهد المصري، وتحويل أحداثه لكي تدور في مصر، هذا هو التمصير بينما الاقتباس هو بناء حبكة درامية اعتمادا على حبكة رواية أو فيلم أو مسرحية أو نص أدبي مع العديد من التغيرات.

الاختلاف بين الاقتباس والتمصير هو أن الثاني يمكن اعتباره ترجمة مصرية لرواية أو فيلم غير مصري، بينما الأول هو تنويعة على نفس المصدر الأدبي أو السينمائي.

اقرأ أيضا

المجلس الأعلى للإعلام .. بعضا من حمرة الخجل

لست بحاجة لمشاهدة المسلسل بالكامل أو حتى الانتظار حتى الحلقة العاشرة حتى لمعرفة أن نجيب زاهي زركش مقتبس بكل تفاصيل حبكته الرئيسية من مسرحية دي فيليبو، رجل يعاشر سيدة دون زواج لمدة طويلة من الزمن، تحتال عليه وتدعى اقتراب الأجل لتتزوجه، وتخبره أن لديها ثلاثة أطفال أصبحوا شبابا الآن، وأن أحد الثلاثة هو أبنه، ليجن جنونه ويبدأ بالبحث عن هذا الولد، هذه هي الحبكة الرئيسية للمسرحية والمسلسل، فلماذا لم يكتب هذا على التيترات؟

إقرأ أيضا
إبراهيم فايق

الغريب في الأمر أنه في عام 1998 وعلى خشبة المسرح القومي قدمت مسرحية دي فيليبو تحت عنوان جوازة طلياني من بطولة يحيى الفخراني ودلال عبدالعزيز وإخراج الإيطالي ماريانو ريجيليو وأخرجها للتلفزيون جمال عبدالحميد والمسرحية متاحة عبر منصة اليوتيوب ويمكنك مشاهدتها من هنا، إذن البطل واحد في العملين فعدم علم الفخراني هنا غير واردة فلماذا لم يطلب التنويه أن مسلسله مقتبس؟

ما حدث هو جريمة أدبية، المؤلف سرق حبكة رئيسية لعمل مسرحي ونسبه إلى نفسه، مفترضًا جهل المشاهد، أو غير مهتم بكشفه، ولكن الدافع لهذا الفعل غير مفهوم فهل الأستاذ عبد الرحيم كمال لص أفكار؟ وهل شاركه الفخراني في الأمر؟ أسئلة أتمنى أن يرد عليها الكاتب الكبير والفنان القدير قريبًا.

YouTube player

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
15
أحزنني
3
أعجبني
3
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان