الكنداكة أماني ريناس التي هزمت الرومان وأنقذت كوش منهم

يعتبر أغسطس قيصر من أشهر الرجال في التاريخ لأنه مؤسس الإمبراطورية الرومانية. تميز عصر أغسطس بالحملات العسكرية العديدة وتوسع الإمبراطورية الرومانية إلا أن في بداية ذلك التوسع فشل الإمبراطور في السيطرة على كوش وكانت الكنداكة أماني ريناس، ملكة كوش، السبب في تلك الهزيمة.

بعد وفاة زوجها، الملك تريكيتاس، في أحد المعارك الحربية تولت أماني ريناس عرش مملكة كوش،  وفي أثناء حكمها هزم أغسطس قيصر مارك أنتوني وكليوباترا وجعل مصر واحدة من الأقاليم الخاضعة للإمبراطورية الرومانية. كانت الكنداكة تعرف أن بلدها هي هدفه التالي بعد مصر لذلك قررت أن تهجم هي أولًا.

عندما ذهب حاكم مصر أيليوس جالوس في حملة عسكرية لليمن في عام 24 قبل الميلاد، شنت الكنداكة أماني ريماس هجومًا على النوبة الشمالية بجانب ابنها الأمير أكينداد ليقودا جيشا من 30،000 جندي لمحاربة الرومان في مصر. وكان الهجوم هدفه دفعهم بعيدًا عن مملكتها وإقصاء الرومان من المدينة المصرية أسوان. كانت الكنداكة تعرف أن جيشها صغير نسبيًا مقارنة بالجيش الروماني، لذلك قررت أن تهاجم الرومان معتمدة على عنصر المفاجأة.

كان هجومها ناجحًا للغاية حيث أسرت الكنداكة ثلاث مدن كبرى، وأسرت أسرى ودمرت العديد من تماثيل أغسطس. لم تكتفي أماني ريناس بتدمير تماثيل أغسطس بل أخذت أحدهم معها إلى كوش وقطعت رأس التمثال ودفنت رأسه تحت مدخل قصرها بحيث يمكن للجميع الدوس على رأس عدوها كلما دخلوا قصرها كما أن النقوش ترجح أنها اطعمت الأسرى إلى أسودها.

بالطبع لم يستسلم الجيش الروماني وشن الهجوم على جيش كوش واسترد المدن الخاصة به في مصر وكذلك احتل جزء من كوش كما أنهم استعبدوا الكثير من الكوشيين، ولكن هذا لم يردع الكنداكة أماني ريناس بل جعلها أقوى.

لقد حاربت الجيوش الكوشية والرومانية لمدة ثلاث سنوات طويلة. وأثناء إحدى المعارك أصيبت الكنداكة بيد جندي روماني في إحدى عينيها وفقدت البصر فيها وبعد شفائها، قادت الملكة جيشها إلى عدة معارك أخرى ضد الرومان. وبعد ثلاث سنوات من الحرب، قرر الطرفان التوقيع على معاهدة سلام تؤيد كوش. اتفق أغسطس مع الملكة على إخراج جيشه من كوش وإنهاء وسحب كل معسكاراته العسكرية من كوش وإلغاء الضرائب.

انتهت مملكة كوش بعد حوالي 400 عام من معاهدة السلام في 350 ميلاديًا وحتى الآن لا نعرف الكثير عن تلك المملكة لأن لم يستطيع أحد ترجمة لغتهم للأسف والقليل الذي نعرفه يأتي من كتابات الحضارات الأخرى مثل الحضارة المصرية.