“المجددون”..اعترافات عبلة كامل عن التمثيل بالفطرة والابتعاد عن المكياج
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تحب الفنانة عبلة كامل السينما، تسكن قلبها، تعشقها بدون أسباب، لكنها لا تمانع العمل في مختلف المجالات الأخرى، وكل طموحها هو أن تمثل لآخر يوم في حياتها.
في الوقت الذي كان فيه الفنانين والفنانات يحملون على وجهوهم كميات كبيرة من ألوان التجميل من خلال أدوات التجميل، ظهرت الفنانة عبلة كامل، بفطرتها وطبيعتها، وشكلها العادي، دون أي رتوش.
لا ترى عبلة كامل داعي لأدوات التجميل طالما لا تستدعيها الشخصية التي ستؤديها في الفيلم، على الرغم من أهمية هذه الأدوات، فهي تساعد الفنان في تقمص الشخصية بكل حالاتها، الفرح، الحزن، الكآبة.
التلقائية والفطرة التي تتميز بها “عبلة” تحيرها، تدهشها، فكل ما تعرفه أنها تقرأ السيناريو بشكل دقيق، وتستعرض تكوين جميع الشخصيات التي تجسدها على الشاشة سواء في السينما أو الدراما أو المسرح، وأثناء دراستها للشخصية تتخيل كل تفاصيلها وملامحها الشخصية من لحم ودم، وتستعين بكل الشخصيات التي تختزلها داخلها، بوعي أو بدون وعي، من خلال تعاملاتها اليومية.
ورغم أن الغالبية كان يحصر الفنانة عبلة كامل في أدوار الفتاة البسيطة، لكنها أكدت في حوار صحفي لها لجريدة “روز اليوسف” في التسعينات، أن سبب هذا هو عدم لجوءها للماكياج أو الكوافير، لكنها تستطيع أن تؤدي دور الفتاة الارستقراطية، وتستطيع أن تستخدم الماكياج باعتباره أداة من أدوات الممثل.
دخلت الفنانة عبلة كامل من الباب الكبير المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم “وداعا بونابرت” ثم العمل الدرامي “الشهد والدموع” ثم “ليالي الحلمية”، والجمهور يتساءل منذ هذه الفنانة؟ ما اسمها؟.
لم تكن عبلة كامل خائفة، أو لديها الرهبة المعتادة من الوقوف أمام كاميرا “شاهين”، فقالت في حوارها النادر بمجلة “آخر ساعة” فترة التسعينات، أن يوسف شاهين مخرج كبير وهادىء جدًا عكس ما يعرف عنه، يدعونا إلى بداية المشاهد في هدوء تام فهو مخرج مرن ودود إلى أبعد الحدود وكان ينصحني دائمًا “متمثليش قدام الكاميرا”.
الجمهور يحبس “عبلة” في الأدوار الكئيبة، بل ويعتبرها سيدة هذه الأدوار، ويتبادر إلى أذهانهم فورًا حزنها وكآبتها في أدوارها، لكنها تقول أنها ليست حبيسة هذه الأدوار الحزينة، وهذه ليست طبيعتها، فكل ما في الأمر أنها تؤدي الأدوار التي تعرض عليها وتقبلها، كما أنها أدت بعض الأدوار الكوميدية.
وتعترف عبلة كامل في أحد حواراتها الصحفية قبل أن تختفي تمامًا عن الإعلام، أن اختياراتها لأدوارها تنبع من أن هذه الأدوار تكون قريبة لها، تشعرها بالاستمتاع أثناء تجسيدها، ولايهم مساحات الأدوار أو عددها، فلا تمانع أن تؤدي دورًا ولو مشهدا واحدا، كما أنها رفضت بطولات مطلقة في أعمال لا تقول شيئًا للجمهور.
ومن ضمن الاعترافات التي صرحت بها عبلة كامل في تعاملها مع أدوارها والشخصيات التي تجسدها، أنها ليست من النوع الذي يعيش الشخصية طول اليوم، فقط تدخل في تقمص الشخصية قبل التصوير بثلاث دقائق في صمت تام، وبمجرد أن ينتهي التصوير تنتهي معه الشخصية.
تحضر عبلة كامل لأداء الشخصية بقراءة السيناريو أكثر من مرة ، ثم تخرج الشخصية بالمواصفات حسب وصفها وتفاصيلها في السيناريو، فالفنان يختزل الناس طول الوقت ويسترجعها عندما تعرض عليه شخصية مطابقة.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال