همتك نعدل الكفة
1٬434   مشاهدة  

“المجددون”: نور الشريف..الفنان الذي أفرغ جيبه ليملأ جيوبنا بالمتعة

نور الشريف


كان الفنان نور الشريف مريضًا، يعاني، وقت أن جاءه أحد الأشخاص ليعرض عليه سيناريو فيلم مقابل ربع مليون دولار من أجل تمثيل الدور.

نور الشريف رفض هذا المبلغ المغري، الفيلم كان سيوزع عالميًا، لكن ما وقف في حلق “نور” هو أن بعض مشاهد الفيلم ستصور ولمدة ثلاثة أيام في إسرائيل، صمت نور الشريف، لكنه استمجع قوته وقال:”لو أن كنوز الأرض كلها جاءتني مقابل هذا العرض لن أذهب إلى هذا المكان، ليس خوفًا على شعبيتي في العالم العربي، لكن هذا هو مبدأي”.

وأثناء وجود نور الشريف في مهرجان فينيسيا، سألته صحفية إسرائيلية:”ما هي أحلامك؟”، رد:”أن أصبح عالميًا من داخل مصر، يوسف شاهين كان عالميًا من داخل مصر”.

لكن أين نشأ الشاب والطفل نور الشريف، ليصبح فيما بعد فنانًا متمردًا، صاحب مبدأ وموقف في السينما المصرية؟

يحكى عن نفسه في حوارات صحفية عديدة، ويقول، أنه نشأ في مكان شعبي تحوطه دور العرض السينمائية من كل جانب، سينما إيزيس في مواجهة منزلهم، وظهر سينما الهلال الصيفي في شارعهم، وسينما الأهلي والشرق ووهبي يمكن الذهاب إليها سيرً ا على الأقدام.

نور الشريف

فضل الشاب نور الشريف وقتها، أن يخلو بنفسه في السينما، يذهب منفردًا، ويجلس في آخر الصالة، ويبتعد عن الحفلات المزدحمة.

هناك في المكان المظلم، نشأ حلم التمثيل، تمنى أن يكون فنانًا، وأمامه، نصب عينيه الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم، وكان يقلده دومًا.

تحرك التلميذ نور الشريف، في الصف الأول الإعدادي رفقة صديقه محمود الجوهري لكل مسابقات الوجوده الجديده، جميع المسابقات، ووقتها التقى بالمنتج رمسيس نجيب وكان يبحث عن ولد يقوم بدور أحمد مظهر في طفولته في فيلم “وإسلاماه”، لكن المقابلة فشلت، وتكرر الفشل مرة أخرى مع تاكفور أنطونيان، غير أن الشركات الأخرى كانت تغلق الباب من البداية، ترفض التعامل.

بعشرة جنيهات صور “نور” نفسه في ستديو “بيلا” بالقصر العيني، وكانت هي الحيلة في جيبه، لم يتملك غيرها، دفع “شقى عمره”، وذهب إلى السيدة زينب ماشيًا، وفي نهاية الطريق، انتابته نوبة من الضحك، عشرة جنيهات ضاعت في الهواء، جيبه أصبح فارغًا من أجل حلم بعيد، بعيد للغاية.

خطوة للأمام، في الثانوية العامة، يفرك الشاب “نور” لتحقيق حلمه، لذا انحنى للحلم، وعمل كومبارس صامت لمرة واحدة، لكنه الانحناءة لم تشفع، عامله الجميع بطريقة مهينة، فحصل على جنيه واحد في فيلم “النظارة السوداء” مقابل وقوفه على حمام السباحة مع نادية لطفي.

نور الشريف

يا لخيبة الأمل، يجب أن يفرط الإنسان أحيانًا عن عزيز وغال مقابل مشيه ناحية حلمه، فقد نور الشريف صديقه “الجوهري” على باب معهد التمثيل، فقد كان والده إخوانيًا، وسافر المفقود إلى الدول العربية ليملأ جيبه أموالًا، وقدم “نور” خطاه داخل المعهد ليملأ جيبه فنًا، ربما تعوضه عن العشرة جنيهات القديمة.

رشحه سعد أردش أثناء دراسته في المعهد للعمل في مسرح القوات المسلحة براتب 15 جنيها، ثم حصل على بطولة مسرحية روميو وجوليت في مسرح الشباب، إلى أن عرض عليه المخرج محمد فاضل للقيام بدور عادل عوض في مسلسل “القاهرة والناس”، وهاتفه حسن الإمام ليعمل معه في “قصر الشوق”.

إقرأ أيضا
أسامة الشاذلي

شعر الفنان المتمرد بخيبة أمل كبيرة في عز أزمة 1967، شعر بالفشل والهوان، إلى أن طرق بابه اثنان من المنتجين المتخصصين في أفلام قليلة التكاليف، مقابل 150جنيها للفيلم الواحد، و200 جنيه في الثاني، 300 جنيه في الثالث، ورغم أن الأسعار كانت استغلالًا بشعًا، لأن سعر النجم وقتها كان 4 آلاف جنيها، لكنه وافق، وسقطت الأفلام، وهاجمه النقاد بعنف.

نور الشريف

وقع المتمرد، في فخ، الحاجة للمال، نتيجة قلة الخبرة، دخل في سكة الأبواب الرخيصة، البديل الأرخض لحسن يوسف.

نقف هنا، فهي البوابة والمدخل إلى تألق نور الشريف، الذي ملأ جيوبنا بأعمال درامية وسينمائية، يعرفها الجميع، لكن كان لزامًا أن نشير إلى معاناة هذا المتمرد، وقت أن كان جيبه فارغًا، وقبل أن ينطق بعد هذه الرحلة الصعبة التي نعرفها جيدًا، لذا لا فائدة من تكرار ما نراه بوضوح، فسيكون مملًا بكل تأكيد.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان