المرأة في عصر الدولة العباسية “جانب آخر غير الحضور السياسي”

اكتسبت الحضارة الإسلامية ثقلاً في عصر الدولة العباسية فقد ازدهرت الحركة العلمية بعد حركة الترجمة من الإغريقية والهندية وغيرهما إلى اللغة العربية بالإضافة لتطور العلوم جنبًا إلى جنب اكتمل تدوين المذاهب الفقهية الكبرى، بالإضافة لحركات المعمار وغيرها.

الجانب المشهور الذي ظلم المجهول

اشتهرت المرأة في الدولة العباسية ببغداد من جانبها السياسي فقط حيث الصراع على النفوذ والثروة والمال إلى جانب المساهمة في مجالات التشييد والبناء في العراق ومكة المكرمة والمدينة المنورة والاماكن المقدسة وفي طريق الحج العراقي وفي إنشاء المستشفيات وأعمال البر الأخرى.

وفي دراسة للكاتبة أمل محي الدين الكردي نرى أن لنساء الدولة العباسية دور رائد في التاريخ العباسي على وجه الخصوص والإسلامي على وجه العموم، واستطاعت بعض النساء المشاركـة في قيـادة منصب الخلافة بجانب الخليفة، ومارست إحدى أمهات الخلفاء العباسيين مهام الخليفة، بالإضافة إلى مشاركة بعض نساء البلاط العباسي القادة والوزراء في إنفاق أموال الخراج على البذخ والإسراف وكان نفوذ نساء البلاط العباسي في المجال الاجتماعي ظاهرًا حيث قمن ببناء الدور وإقامة المستشفيات والأوقاف وأعمال الخير.

الجانب العلمي لدور المرأة في عصر الدولة العباسية .. قائمة الشرف

مع تلك الحركة الكبيرة كانت المرأة لها نشاط كبير، وتركت بصمات كبيرة في حياة مشاهير العصر العباسي مثل بن عساكر، وقد أشار الدكتور عبدالحليم عويس في كتاب دراسات في تاريخ الحضارة الإسلامية .. رؤية حضارية.

اقرأ أيضًا 
قصة ابن المرأة المصرية الذي جاءت بسببه صلاة الخسوف والكسوف “الأم كانت مسيحية”

تزخر قائمة النساء في الدولة العباسية التي ساهمت في حضارتها فمثلاً بن عساكر له شيخات منهن “شكر بنت أبي الفرج، وخجسنة بنت إبراهيم أم الشمس الأصفهاني، وخجسنة بنت أبي المظفر بنت أبي الوفاء عمر (أم البهاء)، وشهدة بنت أحمد بن الفرج، وضوء بنت محمد الطويل (أم الكرام)، وفاطمة بنت محمد بن أحمد أم البهاء بنت البغدادي، وملكة بنت إبراهيم بن داود بن محمد سعيد القرطقي (العالمة الصوفية)، ونورسي بنت أبي الوفاء عبيد الله بن محمود أم النجم”.

إقرأ أيضا

محاور تاريخية مهمة ومنسية أظهرتها الحلقة 4 من الحشاشين “سياسة نظام الملك أبرزها”

ويذكر عبدالرحيم عويس في توثيقه لابن عساكر أن هذه التلمذة على هؤلاء الشيخات كانت في إطار الشريعة، وكانت إما في الصغر، وإما في إطار المسجد، أو التلقي غير المباشر وهناك حشد كبير دونه بن عساكر في تراجمه للنساء؛ ففي حرف الألف فقط أورد ابن عساكر أشهر النساء اللاتي لهن دور في التعليم وهن : “أسماء بنت محمد بن الحسن بن طاهر، وأسماء بنت واثلة بن الأسقع الليثية، وأسماء – ويقال: فكيهة – بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأشهلية، أسماء امرأة كانت في عصر أم الدرداء، آمنة – ويقال: أمة – بنت سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، آمنة بنت الشريد، زوج عمرو بن الحمق، آمنة – ويقال -: أمينة – بنت عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، آمنة – أو أمية – بنت أبي الشعثاء الفزارية، آمنة بنت محمد بن أحمد، أم اليمن العجلية، آمنة بنت محمد بن الحسن بن طاهر القرشية ابنة خالته المصنف”