“تاريخ مصر بين وبائين” (5-7) | دور المرأة زمن الكوليرا وأيام كورونا

نستكمل سلسلة تاريخ مصر بين وبائين وتناقش الحلقة الخامسة تفاصيل دور المرأة المصرية بين وبائي كورونا والكوليرا، خاصةً وأن للمرأة المصرية مع منظمات المجتمع المدني باع واسع من الإنجازات.

في كورونا .. الوعي مهم برعاية المرأة المصرية

في 19 إبريل 2020 م أطلق المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، وبالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الصحة العالمية، وبدعم من الوكالة الايطالية للتعاون الانمائي، وبرعاية قناة اكسترا نيوز ومنصة ايجيبت توداي، حملة توعوية تتضمن مجموعة من الفيديوهات يقدمها طبيبات وأطباء في مجالات تخصص مختلفة تتضمن المعلومات الطبية والنصائح اللازمة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، يتم عرضها على قناة اكسترا نيوز، ومنصات التواصل الاجتماعي لمجموعة ايجيبت توداي باللغة الانجليزية.

وأوضحت الدكتورة مايا مرسي «رئيسة المجلس القومي للمرأة» أن الحملة جزء هام من جهود الدولة لتوعية المواطنين بشكل عملي ودقيق مؤكدة على أهميتها في تقديم التوعية وطرق الوقاية الصحيحة، خاصةً في ظل انتشار العديد من المعلومات الخاطئة التى قد تساهم في انتشاره، فضلاً عن تقديم العديد من النصائح الهامة والتوعية المتخصصة للسيدات في مرحلة الحمل والرضاعة، كذلك الأشخاص المصابين بحالات مرضية سابقة والأكثر عرضة للإصابة بالفيروس في حالة العدوى، فضلاً عن تقديم الدعم والمساندة النفسية والاجتماعية للأسرة في ظل الإجراءات الاحترازية الوقائية التي تقتضي ضرورة الإلتزام بالبقاء في المنازل فترات طويلة.

وأكدت رئيس المجلس القومي للمرأة أن المجلس قدم للحكومة عدد من السياسات الداعمة للمرأة لمواجهة تفشي فيروس كورونا وسيعمل مع مختلف الشركاء الحكوميين لدعم تطوير وتنفيذ سياسات التخفيف والاستجابة لضمان حماية النساء والفتيات.

المرأة المصرية زمن الكوليرا

حدد الدكتور صلاح السيد عبدالعال علام تفاصيل دور المرأة في التصدي لوباء الكوليرا حيث قامت شعبة السيدات في جمعية الهلال الأحمر بمجهود كبير جدًا في المكافحة بأنحاء القطر المصري، وتعددت أعمال الجمعية واللجان الفرعية في المديريات في فتح مراكز الرعاية والتطعيم وتوزيع الإعانات على المنكوبين وتلقي التبرعات وتوزيعها.

اقرأ أيضًا 
“تاريخ الكوليرا في مصر” إحصاء المواقع غير صحيح وهذه حكاية كل وباء

كان أول أعمال شعبة السيدات في جمعة الهلال الأحمر هي فتح مراكز للتطعيم ضد الوباء في بعض عياداتها الخارجية بالمستشفيات ومنها مستشفى صيدناوي لتطعيم الراغبين في السفر إلى الوجه القبلي ومستشفى سمعان ومركز رعاية الطفل ، وقد وافقت وزارة الصحة على ذلك وأذنت لها بعمل تلك المراكز، وقد أرسلت الجمعية إلى وزارة الصحة عددا من سيارات الإسعاف الاستخدامها في مديرية الدقهلية ، كما أرسلت إليها ست عشرة خيمة ، وأيضًا 2000 جلباب من مختلف المقاسات أرسلتها إلى مديرية الدقهلية لحاجة المرضى للملابس الكثيرة نظرا لحرق ملابس المرضى في المعازل.

اقرأ أيضًا 
“تاريخ مصر بين وبائين” (1-7) | المواصلات في زمن الكوليرا وأيام كورونا

اجتمعت لجنة سيدات الهلال الأحمر في منتصف أكتوبر 1947 م ودار البحث حول ما تم من الأعمال لمكافحة الوباء ، وقررت اللجنة افتتاح مناطق جديدة للتطعيم عدا التي فتحت من قبل والاستمرار في نصح الجمهور ووضع منشورات صحية توزع على الأهالي بواسطة شابات الهلال الأحمر والطائرات كما أخطرت جميع شعبها في الجهات الأخرى بتنفيذ ما تقوم به اللجنة في القاهرة، وناشدت اللجنة الراغبات من شابات الهلال الأحمر والقائدات في مكافحة الوباء لا سيما الحاصلات على دبلوم الإسعاف الأولى والتمريض للحضور إلى دار مستشفى الهلال الأحمر بداية من ۲۰ أكتوبر لتلقي التعليمات اللازمة.

المرأة في الصعيد والدلتا زمن الكوليرا

إقرأ أيضا

حكاية ضحكة حسن فايق الشهيرة “جعلته يقدم بلاغًا للشرطة ضد الأطفال”

عن نشاط لجنة سيدات الهلال الأحمر في الأقاليم فقد كان عظيما جدًا ومؤثرًا في مكافحة الوباء حيث قامت لجنة سيدات الهلال بالإسكندرية بمعاونة رجال الصحة البلدية معاونة فعالة في المكافحة إذ قامت بتطعيم الكثير من الفقراء والعمال، والإشراف على أعمال النظافة في منازل الأحياء الشعبية، وقدمت الأقمشة والصابون والفرش والمواد المطهرة إلى الأسر الفقيرة ، وقد طلبت اللجنة من البلدية إعانة مالية لتغطية نفقاتها وتمكينها من أداء واجبها ، وقد رأت الإدارة العامة للبلدية أن تمنحها خمسة آلاف جنيه.

سافرت بعثة سيدات الهلال الأحمر إلى كل من أرمنت وكوم أمبو ونجع حمادي لمكافحة الوباء هناك والقيام بتطعيم الأهالي باللقاح ، وقد قامت البعثة بحقن حوالي 50 ألف شخص في كوم أمبو وكذلك قامت البعثة بحقن حوالي 34 ألف
شخص بنجع حمادي، وبعد ذلك قامت البعثة بتوزيع النقود والملابس على أسر المتوفين والناقهين والمخالطين وغيرهم ، وكذلك قامت سيدات الهلال فرع الفيوم بمجهود عظيم في سبيل تخفيف ويلات المنكوبين وأسرهم والناقهين في معازل العلاج ، وقد قامت بتوزيع 1000 جلباب و 1000 قطعة صابون، وكذلك أرسلت جمعية الهلال إلى مديرية بني سويف مبلغ 500 جنيه و400 جلباب.

في مديرية الدقهلية تم تقسيم أعمال المكافحة بين جمعية الهلال الأحمر ومبرة محمد علي، إذ قامت سيدات الهلال الأحمر بتوزيع الملابس والصابون والنقود على الناقهين وأسر المنكوبين ففي مركز دكرنس وزع مبلغ 1000 جنيه و 5400 جلباب، وفي مركز السنبلاوين تم توزيع 590 جنيه و1041 جلبابا ، وفي مركز أجا وزع مائة جنيه و 190 جلبابًا خلاف ما صرف للناقهين بالمستشفيات، وقد شمل نشاط جمعية الهلال الأحمر معظم مديريات القطر المصري ، وقد قامت لجنة سيدات الهلال الأحمر بالقاهرة بمناسبة قرار وزارة الصحة بإعادة تطعيم سكان القطر المصري باللقاح الواقي بدعوة الشابات التي ترغب في التطوع والتدريب على الحقن إلى تقديم طلباتها إلى اللجنة في مقرها الرئيسي.