رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
666   مشاهدة  

المشردون بالاسكندرية والطفلة صاحبة ابتسامة الروبوت

المشردون
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



المشردون يعيشون بلا حياة، يأكلون من القمامة ويتعرضون لأبشع أنواع التحرش والمهانة، وبالشتاء تتحول أيام الإسكندرية لوحش قاسِ على هؤلاء من لا يتمتعون بسقف يحميهم.

منذ شهور زارتني صديقة قاهرية وزوجها، وخلال رحلتنا بمحطة الرمل مر بنا عددًا من الشحاذين غير طبيعي على الإطلاق، حتى علقت صديقتي على الأمر أنه يعد ظاهرة.

اسكندرية بتقول سدق..يا ترى هو سدق ولا سجق؟

البنت صاحبة ابتسامة الروبوت

منذ أيام رأيت طفل صغير يرتدي ملابس متسخة قديمة يمد يده للشحاتة، فيما ذهبت إليه فتاة وأعطته من المال ما تقدر عليه.

ابتسم الطفل نصف ابتسامة ووضع المال في جيب ردائه الذي اهترأ كما روحه بالضبط. راقبت المشهد وفهمت أن تحت قبعة الجاكيت رأس فتاة تمت حلقاتها بشكل رديء كي لا تتعرض لأذى مختلف من المتحرشين وأصحاب النفوس المريضة.

لم أرَ بحياتي طفلة تمثل دورًا بالحياة بهذا الشكل الموجع، كل التمثيل الذي عرفته بالمسرح للأطفال اعتمد على عالم مختلف من البهجة والتجربة وتفريغ طاقة الأطفال فيما يحبونه، والذي تبتعد عنه هذه الطفلة أميالًا.

تمثل الطفلة الامتنان لكل من يعطيها مالًا، تمثل الطفلة بحركة شفاه كحرف باء أراد أن يكتمل فأخطأ صاحب المحاولة ولم يكمل كتابته، ولم يضع نقطة ليكتب كلمة أو سطرًا جديدًا من قلة الحيلة.

تحاول الطفلة أن تقول شكرًا فلا تمتلك الطاقة، فيجب عليها إكمال اليوم والدور لنهاية الليل في هذا  الصقيع. تذهب لتمد يدها لشابات أخريات بنفس الكلمات ترددها كما الإنسان الآلي.

بنفس الوجه  الجامد الذي هربت منه كل تعبيرات المشاعر الإنسانية تردد:

 والنبي أي حاجة لله.

ولا نعرف هل هي من المشردين، أم مُستغلة من عصابة ما تعيش على بيع روح الأطفال للشارع والبرد وتأفف الناس.

منذ عام فقط كانت هذه الظاهرة مع جهود الجمعيات الخيرية قلت بشكل ملحوظ ومفرح، ثم عادت من جديد بالإسكندرية بشكل شرس بعد فك الحظر وبعد ما طال بنا من مشكلات مواجهة الكورونا.

بكل مكان لابد أن تقع عيناك على أحد الشحاتين وخاصة بهذه الأماكن؛  بأنفاق الشوارع، بأنفاق شوارع الكورنش، بجوار محطات القطار، وبمحطة الرمل _وهي محطة رئيسية ووسط المدينة_ والمفاجأة الأخيرة بأرصفة شارع أبو قير والشوارع العمومية الشهيرة.

إقرأ أيضا
بطن الحوت

عندما تحول البحر لحمام عام

مشردون أو باعة جائلون يبيعون كمامات ومناديل ورقية كل أرصفة الشوارع حفظًا لماء الوجه، ولكن يبدو عليهم ضيق الحال أو التشرد.

مشردون  يغنون أو يقرأون القرآن من أجل تلقي بضعة جنيهات، وآخرون يتسولون من أجل وجبة، معظم هؤلاء من كبار السن رجال وسيدات، وبعضهم يبدو عليهم أنهم من عزيز قوم ذل.

رغم جهود جمعية “معانا لانقاذ إنسان” ومحاولات الشباب والجهود الذاتية للحد من هذه الظاهرة، انتشرت من جديد بالإسكندرية لتهز قلوبنا عاجزين عن فهم كيفية مساعدة كل هذا الكم من المشردين، وخاصة الأطفال الذين هربوا من بيوتهم ويتم استغلالهم.

المشردون بهذا الشتاء في خطر مع الصقيع، و  نحن لا نعاني فقط من توقف حركة المرور من هطول الأمطار_ التي كنا نأمل استغلالها بشكل مختلف_ نحن  نتآلم مع كل مشرد نراه، ونشعر بالعجز  تجاه استغلال الأطفال أيضًا.

الكاتب

  • المشردون إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان