همتك نعدل الكفة
1٬364   مشاهدة  

كيف شوه محمد رمضان صورة البطل الشعبي؟

كيف شوه محمد رمضان صورة البطل الشعبي؟


يثبت الفنان محمد رمضان على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، مقطع فيديو أثناء ظهوره في برنامج تلفزيوني ويدخل هاتفيًا الفنان الراحل عمر الشريف ويشيد بموهبة “رمضان” ويثني عليه بل ويصفه بممثل مصر الأول مستقبلًا.
لا ينسى محمد رمضان طيلة الوقت أن ينسب النجاح لنفسه ولجمهوره، ودائمًا ما يشير بالسبابة “رقم واحد”.

ربما يختلف النقاد على موهبة محمد رمضان، سواء كونه موهوبًا أم لا، لكن ما لا يمكن الجدال عليه أنه شوه شخصية البطل الشعبي، فمنذ نجاحه في تقديم شخصية “البلطجي” الذي يثأر بنفسه ولنفسه بطرق غير مشروعة من خلال التجارة في المخدرات أو السلاح أو تحقيق مبتغاه بأعمال البلطجة، دون الإشارة إلى قيم مجتمعية وقوانين وعرف يحكمان المجتمع المصري.
كما يجسد “رمضان” البطل الشعبي كما هو في الواقع، لا كما يجب أن يكون عليه البطل الشعبي محاولًا تغيير تلك المفاهيم التي تغيرت تحت وطأة عوامل عديدة متغيرة.

البطل الشعبي

بعد موجة الانفتاح الاقتصادي في فترة السبعينات تغيرت سمات البطل الشعبي تحت وطأة القهر الاقتصادي والإجتماعي الذي أدى إلى سحق بعض الطبقات الإجتماعية و دفعها لحالة الفقر وعدم كفايتها لحاجاتها المعيشية من المأكل والملبس والمشرب والتعليم والصحة.
كما شكلت نسبة الهجرة إلى بلاد الخليج نسبة مرتفعة للغاية، وهي ما تفسر تلك المادية التي حكمت التعاملات الإنسانية بين أفراد المجتمع المصري، وتخليهم عن مبادىء الشهامة والكرم ولجوءهم لأساليب أخرى “الفهلوة”، “الشطارة”، “تقليب الزبون”، “أخد الحق بالدراع” وما إلى ذلك.

تغيرت صورة البطل الشعبي في السينما المصرية من النقيض إلى النقيض، فبعدما كان يقدم كونه نصير الفقراء والغلابا، المساند للحق والعدل، قُدم بصورة البلطجي الذي يأخذ حقه البلطجة والجور والظلم ويتاجر في المخدرات والأعمال المشبوهة.

محمد رمضان
قدم بعض الفنانين صورة البطل الشعبي في السينما المصرية في أفلام عديدة، كما جسد أحمد زكي في فيلم “كابوريا” شخصية “حسن هدهد” الشاب الفقير الذي يهوى الملاكمة ويحلم بالوصول إلى المشاركة في الأولمبياد، كما قدم الفنان عزت العلايلي في فيلم “التوت والنبوت” شخصية “عاشور الناجي” الذي يقف في وجه الظلم بمساندة أهل الحارة الفقراء المطحونين، وجسد نور الشريف شخصية “سائق التاكسي” في فيلم سواق الأتوبيس، الذي يعاني من سوء الأحوال المادية فيضطر للعمل على سيارة أجرة.

  محمد رمضان يشوه صورة البطل الشعبي

ولد الفنان محمد رمضان في حي شعبي بمنقطة المنيب محافظة الجيزة، لوالدة تعمل في مهنة الخياطة، أسرة شعبية متوسطة الحال، وتزوج بناء على رغبة والدته فتاة في نفس المستوى الإجتماعي من أهل منطقته.

تغلب على كل العقبات التي واجهته في البداية ليدخل مجال التمثيل إلى أن ظهر في أعمال سينمائية وتلفزيونية بمساحات صغيرة تناسبه، كما رفضه الفنان عادل إمام بعدما رشحه الفنان عمر الشريف لدور في فيلم “حسن ومرقص”.

جسد “رمضان” شخصية “سعيد الخفيف” في فيلم “إحكي يا شهرا زاد” ونال استحسان بعض النقاد، وكما جاء على لسان والدته في أحد التصريحاته الصحفيه، أنها لم ترض عن الدور لأنه على حد قولها يحتوى على مشاهد جنسية.
محمد رمضان

من البداية أقحم محمد رمضان نفسه في مقارنة مع الفنان الراحل أحمد زكي وظهر في إحدى حلقات برنامج الإعلامي عمرو أديب وهو يقلد الفنان أحمد زكي، وعن ذلك صرح “إبراهيم سيد” أحد زملائه في تصريحات صحفية لموقع”مصراوي”، أن رغبة محمد رمضان في الوصول بأي شكل تشكلت منذ بدايته أثناء دراسته بمعهد الفنون المسرحية، وكان دائمًا ما يروج لنفسه بأنه الشبيه الأقرب لأحمد زكي”.

وهو ما أدلى به “رمضان أثناء ظهوره في برامج تلفزيونية عديدة، أنه يحب النجاح السريع، كما أنه يصنع طريق مختلف من خلال الغامرة.
يظل جليًا أن التهافت السريع للشهرة والنجاح ما ورطه في تقديم شخصية البطل الشعبي في صورة مشوهة بالمفهوم التجاري الذي يجلب الربح المادي في أقرب فرصة، ففي فيلم عبده موته عام 2012،  جسد شخصية “عبده موته” البلطجي الذي يتاجر  في المخدرات ويفرض الإتاوات على أهل المنطقة، ويدخل في علاقة شرعية مع “ربعية” التي قدمتها الراقصة دينا،  ومع ابنة “عليّة” التي جسدتها رحاب الجمل. و في نفس العام قدم فيلم “الألماني” بنفس الشخصية “البلطجي” الطامح لتحقيق أحلامه بطرق غير مشروعة.
محمد رمضان

إقرأ أيضا
المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال

وعندما قدم شخصية “الضابط” كانت في نفس السياق، ففي فيلم “شد أجزاء”  قدم شخصية “عمر العطار” الذي ينتقم لنفسه من عصابة تسببت في مقتل زوجته إلى أن يسلم نفسه في النهاية للعدالة.

ويرى المخرج جلال الشرقاوي أن موهبة رمضان متوسطة، كما أنه يوظف شعبيته للترويج للقتل والبلطجة وتجارة المخدرات، والانتقام، وطالبه بألا يضيف إرهاب إلى الناس إرهابه.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان