همتك نعدل الكفة
1٬587   مشاهدة  

بردة البوصيري .. حكاية قصيدة أكملها رسول الله

بردة البوصيري
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تعتبر بردة البوصيري، من أروع القصائد الصوفية في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن أنفس قصائد الزمان على الإطلاق، فالمدح قبل« البوصيري» لم يكن إلا لخليفة أو سلطان أو صاحب جاه.

رددها الناس وأحبتها بل عشقتها، وتغنوا بها في مناسباتهم، و مجالسهم وحاول الكثير من الشعراء محاكاتها، لعل أبرزهم أحمد شوقي، وتميم البرغوثي، وجاء في مطلع البردة :

أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِذِي سَلَمٍ

مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ

محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عَجَـمِ نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلا أَحَــدٌ أبَـرُّ في قَــولِ لا منـه ولا نَعَـمِ هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ

لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَم.

البردة درة المديح النبوي

قصيدة البردة قطعة فنية فريدة، تتناغم فيها المعاني الراقية، والمواعظ الحكيمة ، والدعاء الخاشع الصادق، كما اتخذها معظم الصوفية مادة دسمة لأذكارهم و مجالسهم، و تنشد فيها القصيدة مرارا وتكرارا .

مولاي صلي وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

و لجمال القصيدة كما قلنا حاول شعراء كثيرون محاكاتها، ومن أشهرهم أحمد شوقي في قصيدته« نهج البردة»وكذلك محمود سامي البارودي .

حكاية قصيدة أكملها رسول الله

تكثر الروايات حول قصة قصيدة بوردة البوصيري، المكونة من 160 بيتا، أشهرها أن البوصيري أثناء كتابتها كان مصابا بالفالج أي الشلل، وفي أحد الأيام وهو في فراشه آتاه الرسول عليه الصلاة والسلام ليقرأ البوصيري على النبي كلمات قصيدته ، فأكملها له المصطفى، و ألقى عليه بردته أي عباءته .

ويستيقظ البوصيري من نومه معافًا، ثم أقسم ألا يكتب بعد البردة إلا قصائد تمدح شمائل رسول الله ، وتدعوا إلى مكارم الأخلاق والتمسك بالدين .

ومن روائع مديح النبي صلى الله عليه وسلم فيها

فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولا كَـرَمِ وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَ حَدِّهِــمِ مِن

نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَـمِ

صاحب القصيدة الفريدة

وصاحب البردة هو الإمام شرف الدين محمد الصنهاجي، من أشهر شعراء العصر العباسي، لقب بالبوصيري نسبةً إلى مولده في بوصير في صعيد مصر .

إقرأ أيضا
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين

البوصيري

اقترن اسم البوصيري بالمدائح النبوية، وتحديدا بالقصيدة التي نحن بصددها قصيدة البردة، لما لإبداعه من تخير ألفاظها و مفرداتها، و لا خير في إبراز ذلك سوى هذا البيت الذي كتبه في بردته :

كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِن بُــعُدٍ صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِن أَمَـمِ وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــا حقيقَتَهُ قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ

 

فلو لم يكتب البوصيري غير هذا القصيد حقيقةً لكفته عن كل الشعر .

 

 

الكاتب

  • بردة البوصيري مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان