بهاء سلطان .. تعاطفك لوحده مش كفاية

بعد مناشدة إسعاد يونس  المنتج نصر محروس بالإفراج عن صوت بهاء سلطان الحبيس عبر برنامجها صاحبة السعادة، خرج علينا محروس ببيان مطول يشرح فيه حقيقة الخلاف معه، رغم أن البيان صيغ بشكل تسلطي أبوي مدعوم بنبرة منَّ يذكر فيه بهاء بالمعروف والجميل الذي فعله معه؛ إلا أنه كان حريص على أن يوضح للجمهور أن المشكلة ليست في شخص بهاء بل هي  قانونية بحتة ومن حقه كمنتج أن يحافظ على حقوقه المادية لأنه في النهاية تاجر يسعى لتحقيق أقصى ربح ممكن لشركته.

شراء العبد ولا تربيته.

يختلف نصر محروس عن بقية المنتجين؛ بأنه الوحيد الذي يصنع من مواهب غير معروفة نجومًا كبيرة، وله رصيد طويل من النجاحات مع اكتشافاته الفنية، ولم يذق تقريبًا طعم الفشل مع أي مطرب أو مطربة، منتج يعشق المجازفة ويكسب دائمًا رهاناته على أي فنان يتبنى موهبته، وكانت ألبوماته “فري ميكس” هي بالونة الاختبار التي يقذف بها ناحية الجمهور فيستشف النجاح مبكرًا ويعرف من سوف يستثمر فيه.

والموهبة نفسها في مراحل تكوينها الفني تكون سهلة طيعة سهل السيطرة عليها، لكن وبعد أن تضع قدمها على سلم النجومية والشهرة تبدأ المشاكل في التفاقم ويجد نصر صعوبة في السيطرة عليه، فيزداد عنادًا حتى لو كلفه ذلك هدم التجربة بالكامل كما يفعل مع بهاء حاليًا.

لم ينكر أحد من إكتشافات محروس فضله عليه وأنه كان سببًا رئيسيًا في شهرته، ولم ينسب أحد نجاحاته الأولى لنفسه ، تلك الأمور كانت ترضي غروره قليلًا فلا تستغرق المشاكل  فترات طويلة بالإضافة إلي انشغاله الدائم بأعماله وإكتشافاته الجديدة، لكن يبدو هذه المرة مصرًا على العناد مع بهاء بشكل مبالغ فيه، ويبدو أن جرم بهاء من وجهة نظره ذنب لا يغتفر وهذا ما أفصحت عنه صيغة البيان التي توحي بأنه لن يفرط في حقه هذه المرة.

أخ كبير وكلامه ملزم.

لمحروس سوابق كثيرة في الخلاف مع المطربين، فأشهر ثنائي اكتشفه تامر حسني وشيرين عبد الوهاب خرجوا من التجربة معه بمشاكل ايضًا، لكن لم تصل الأمور إلي حد جلوسهما في البيت فترة طويلة، بالإضافة إلي تدخل بعض الأشخاص يمتلكون كاريزما وقوة تأثير على جميع الأطراف، ففي حالة شيرين تدخل حسن أبو السعود كان حاسمًا بصفته نقيبًا للموسيقيين، بالإضافة إلي شبكة المصالح الفنية التي ستدعم تدخل أبو السعود كأحد كبار الملحنين، كلها أمور دعمت المصالحة بين الأطراف، ولكن الأن لم نعد نملك هذا الأخ الكبير ولم نعد نملك نقيبًا في كاريزما أبو السعود في ظل تفرغ النقيب الحالي لمطاردة حمو بيكا وأصدقاؤه، وحتي نجوم الوسط الغنائي اقتصر دورهم على الإشادة بموهبة وحلاوة صوت بهاء وكأنها إبراء ذمة أمام الجمهور وفي نفس الوقت حافظوا على العلاقة مع منتج بحجم محروس الذي يبدو الطرف الأقوى في المشكلة، ولم نرى تدخل فعلي سوى من إسعاد يونس والتي يبدو أن تأثيرها لم يعدو كونه مناشدة لطيفة غازلت بها الجمهور عندما استضافت بهاء في برنامجها صاحبة السعادة.

ادارة الموهبة  و موهبة الإدارة.

يتعامل الجمهور مع مشكلة بهاء سلطان بعاطفيه ممزوجة بسذاجة شديدة، ويضع محروس وحده في مرمى نيران الهجوم، لكن لم يقف أحد لكي يلوم بهاء على تفريطه في موهبته وعناده هو الأخر فهو لم يكسب شئ من الجلوس في منزله دون عمل سوى تدمير موهبته بيده، ولن يفيده تعاطف الجمهور الذي سينسى قريبًا المشكلة ويتحمس لتجارب اخرى بدأ سقف نجوميتها في التصاعد بل وتخطي نجومية بهاء نفسه.

إقرأ أيضا

“أزمة فيلم أبو الدهب” نجاحه الإذاعي حوله للسينما وقاد معالي زايد وممدوح وافي للمحاكمة

لم يتعلم بهاء كيفية إدارة موهبته، ولم يتحدث بشكل مباشر عن المشاكل التي أججت الخلافات بينه وبين مكتشفه، ولم يتعلم من تجربه تامر حسني وشيرين الذين سبقوه في الشهرة والنجومية رغم أنه بدأ قبلهم وفي النهاية مادمت انت ناجح مع شخص يعرف كيف يدير موهبتك أكثر منك لماذا الإصرار على تركه في ظل تلك الظروف الصعبة إنتاجيًا؟، بهاء يكرر تجربة خالد عجاج الذي جعله محروس سوبر ستار رغم محدودية موهبته وفضل أن يتركه ليلتحق بروتانا التي جمدته لفترة طويلة فأصبح الآن في طي النسيان.

في النهاية لا يمكن لوم محروس وحده على تمسكه بحقوقه فاللوم الأكبر يقع على بهاء الذي يبدو سلبيًا مكتفيًا بلعب دور المظلوم في القصة، لكنه لم يتعلم كيف يدير موهبته وفرط في سنوات من عمره الفني ولن تشفع له مناشدات وبكائيات الجمهور على الموهبة التي تجلس في بيتها ولن تحل المشكلة ابدًا، ولو يريد الإنفصال بحق يجب عليه أن يبحث عن محامي جيد يعرف كيف يتفاوض مع محروس و يترك إدارة أعماله لشخص أخر يعرف كيف يسوق تلك الأمور.