رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
361   مشاهدة  

بين السيدة الأوكرانية والذي تحرش بالنساء بملابسه الداخلية

تحرش
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في أوائل الألفينات وقبل ظهور المحمول الذكي، كنت مازلت طفلة صغيرة بيني وبين سن المراهقة سنوات قليلة.

وقد عرفتني أمي عن التحرش باختصار ووجهت لي بعض النصائح، كأن أحافظ على خصوصية جسدي ومناطق محددة لا يمكن أن أسمح لأحد أن يلمسها.

 آنذاك لم تتنشر الثقافة التي تجعل الأهالي يفرقون بين التحرش بالجسد والتحرش اللفظي والتحرش عن بعد من البلاكونات !

كانت أكثر الأسر وعيًا تنبه أطفالها على حماية أجسادهن من اللمس، في حين أن التحرش بأنواعه يؤذينا نفسيًا، حتى اللفظي منه.

إلى كل رجل يسأل الستات بتحس بايه بعد التحرش

بيوم من الأيام رأيت جارنا بعمارة مقابلة ينزع ملابسه في شرفته كفتاة من الفتيات اللاتي يعرضن أنفسهن بنادٍ ليلي، ويقمن بنزع قطعة قطعة من ملابسهن.

يقف الرجل بعدما أصبح بملابسه الداخلية في شباكه مرة وشرفته مرات يحدق بي ويتلصص على كل سيدة تحاول أن تتنفس من خلال شباكها الخاص.

وكأي طفلة تستقوى بأمها وتشعر بالأمان بوجودها، ذهبت إلى أمي في حالة صدمة أحكي لها عن الرجل المجنون الذي كلما رأني بالشرفة نزع ملابسه وبحلق في وظل يراقبني.

وذهبت أمي للشباك حتى  تتأكد من روايتي للقصة، ففعل ما فعله بي معها بنفس تكرار القصة، و مع الأيام علمنا أن الشارع كله يعرف أمر الرجل الذي ينزع ملابسه ويحدق بالنساء ويراقبهن حتى حرم عليهن الوقوف بالشباك وبالشرفة.

لم تكن هناك كاميرات تليفونات، ولم يكن بوقتها عالم السوشيال ميديا مفتوحًا للجميع، ولكن كل ما أتذكره أن هذا المتحرش استمر على هذا القرف حتى غادر هو المنطقة بأكملها وغير مكانه لأسباب أخرى.

الرجل الذي تحرش بنساء الشارع كله وحرمهن التنفس بمساحتهن الخاصة بالشرفة لم يستطع رجال المنطقة التصدي له!

لم يجتمع الجيران لتقديم بلاغ فيه وفيما يرتكبه رغم أن ما يفعله جريمة.

عندما ظهرت قصة السيدة الأوكرانية التي كانت تخرج لشرفتها بمايوه بكيني يظهرها وكأنها عارية، قامت الدنيا على السيدة ولم تقعد، وأنا أتفق أن الموقف لا يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا وربما لا تعرف السيدة هذا.

كما أن شرفة المنزل مكشوفة للشارع وليست شاطئًا خاصًا كي نخرج لها بالبكيني، ولكنني تذكرت حوادث التحرش التي تتم أيضًا من الشرفة، هل يقاومها المجتمع بنفس الشكل؟

هل كل رجل يقف في شرفته بملابسه الداخلية -التي بالتأكيد لا تعد داخلية بعدما نراها ونتأذى منها- يتصدى له الجيران؟

لم يغضب شارعنا بنفس القدر الذي أغضب جيران السيدة الأوكرانية، وحتى الآن لا أجد تفسيرًا لم يتعامل المجتمع مع ملابس الرجال الداخلية أنها شيء عادي نراه على الشواطىء وفي الشرفات؟

إقرأ أيضا
رمضان

ولم لا يعترف المجتمع بأن السيدات لديهن أيضا شهوة تثار كما الرجل تماما، ولكن دائمًا يغضب المجتمع بحجة الحفاظ على الشباب من الفتنة، فيما يقف الرجال بقطعة واحدة أحيانا في الشرفات وينشرن صورهن يوميا بنفس القطعة الواحدة بالقاعات الرياضية؟

لم يكن متحرش البلاكونة أول رجل متحرش عرفته يقف بملابسه الداخلية قاصدًا التحرش بالنساء.

فقد كان هناك رجلًا آخر يفعل نفس فعلته ببيت جدة من جداتي، وعندما سأله أحدهم لم تفعل هذه القذارة رد قائلًا:

الستات بتحب كدة!

وهو مبرر كل متحرش مريض يتخيل أن إيذائه للنساء يمتعهن، ويتصور كل الناس على نفس شاكلته وقذارته، ويفلت من العقاب .

نحن نريد العدل الذي يستنكره البعض علينا عندما نطالب بحقوقنا ونطالب بصد الأذى عنا، وعدم الكيل بمكيالين حسب هوى ذكورية المجتمع التي لا تنتهي.

الكاتب

  • تحرش إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان