همتك نعدل الكفة
1٬328   مشاهدة  

قصة سفينة تائهة في المحيط منذ ١٤ يوما بلا وجهة

كورونا
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تخيل أنك في رحلة بحرية فاخرة بعيدًا عن كل ضغوطات الحياة، إن كنت تعتبر هذا حلم فأنا أتفق معك. لكن أيضًا تخيل أنه فجأة بدأت كل البلاد ترفض أن ترسى رحلتك البحرية في موانيها وأنت على متن سفينة مما يعني أن الوقود والطعام محدودين للغاية وأنت بصحبة الكتير من الركاب الأخرين وذلك بسبب فيروس “كورونا” الذي لم يظهر أيًا من أعراضه على السفينة، تحول الحلم لكابوس في دقيقة واحدة.

ركاب السفينة “فيستردام” لم يتخيلوا ذلك بل عاشوه لمدة أيام. في اليوم الأول من فبراير، أبحرت السفينة من هونج كونج متوجه إلى اليابان حاملة 1445 راكب و802 عضو طاقم عمل حيث كانت من المفروض أن ترسى في ميناء في ميناء ناها في اليابان في اليوم الثمن من شهر فبراير قبل أن تنهي رحلتها في يوكوهاما في اليوم الرابع عشر من فبراير فقط ليفوجيء الجميع في السادس من فبراير برئيس الوزراء الياباني قائلًا أن “فيستردام” لن ترسو في ناها لأن اليابان لن تسمح لها بذلك خوفًا من فيروس “كورونا”. استغرب الجميع لأنه لا يوجد أي علامات لوجود الفيروس على السفينة.

يرجع سبب خوف اليابان من الفيروس إلى رحلة بحرية أخرى تعرف باسم “أميرة الماس” حيث وصل عدد ركابها الحاملين للفيروس إلى 218 راكب من أصل ركابها الذي وصل عددهم إلى 3700 راكب مما يجعلها أكثر مكان حامل بناس مصابيين بالفيروس خارج الصين. السفينة الأن في حجر طبي بدأ في اليوم الخامس من فبراير ومن المتوقع أن ينتهي في اليوم التاسع عشر من فبراير في ميناء يوكوهاما في اليابان.

سبب رفض اليابان الكثير من القلق بين الركاب لأن قبل ذلك في خلال الرحلة أجبرت “فيستردام” أن لا ترسى في مانيلا في الفليبين بالرغم أنها كانت من ضمن جدول الرحلة وذلك بسبب أن من ساعة ظهور فيروس”كورونا” منعت الفيليبين أي أحد قادم من الصين أو هونج كونج أو ماكاو أن يدخل الفليبين.

الأشياء فقط تصبح أسوء من هنا حيث أن السفينة طلبت أن ترسى في ميناء جوام لكنها رفضت مجددًا خوفًا من أن تكون حاملة لفيروس “كورونا” وكذلك في تايوان. الغريب أن الثلاثة بلاد رفضوا أن ترسى السفينة في موانيهم خوفًا من فيروس لم يظهر أيًا من أعراضه على متنها وقالت الشركة المالكة للسفينة والركاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي تكرارًا أنه لا يوجد أيًا من أعراض الفيروس على السفينة حتى لم ترتفع درجة حرارة شخص واحد.

في العاشر من شهر فبراير وافقت تايلاند أن ترسى السفينة في أحدى موانيها القريبة من بانجوك فقط ليفوجيء الجميع مجددًا أنه تم الرفض اليوم التالي لنفس السبب لتتحطم أمال الركاب. في هذا الوقت بدأ الرعب من أن ينفذ الوقود أو الطعام يتسلسل إلى الركاب مما جعل وزير الصحة التايلاندي يقول أن تايلاند على أكمل استعداد أن تقدم الدعم الطبي والطعام والماء إذا طبلته السفينة.

عاش ركاب “فيسردام” في حالة قلق وذعر لمدة أحد عشر يوم خائفين من عدم قدرتهم على الرجوع إلى أوطانهم حتى أن بعضهم فقد الأمل في الرجوع إلى وطنه. لكن في اليوم الثاني عشر من فبراير سمحت كامبوديا للسفينة أن ترسى في أحدى موانيها وبالفعل رست السفينة في أحد مواني كامبوديا في اليوم الثالث عشر من فبراير. كان فقدان الأمل وصل إلى أن عندما رأى الكثير من الركاب أرض كامبوديا لم يصدقوا أنها حقيقة.

إقرأ أيضا
عتبات البهجة

من المتوقع أن يبقى الركاب على السفينة لمدة يومين أو ثلاثة أخرين حتى تنتهي كامبوديا من الفحوصات الطبية على جميع الركاب وبعدها سوف تتكلف الشركة المالكة للسفينة بجميع نفاقات رجوع ركابها إلى أوطانهم وأيضًا سوف تعيد إليهم 100% من سعر الرحلة البحرية.

الكاتب

  • كورونا ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان