رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬379   مشاهدة  

تأملات في وثيقة وقفية الأميرة فاطمة “ساعدت الدولة العثمانية وأسست جامعة القاهرة”

وقفية الأميرة فاطمة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اشتهرت نساء أسرة محمد علي باشا بالوقفيات التي توهب للخير لكن تبقى وقفية الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل إحدى أهم الوثائق النادرة التي لم تأخذ نصيبها من التوثيق، فقط اشتهرت بتأسيس جامعة القاهرة.

الأميرة فاطمة الخديوي إسماعيل .. سيرة ومسيرة

الأميرة فاطمة
الأميرة فاطمة

الأميرة فاطمة إسماعيل من مواليد يونيو 1853 م، هى واحدة من بنات الخديوي إسماعيل من زوجته شهرت فزا هانم، تفردت بحبها العام للخير و مساهمتها في الأعمال الخيرية بين أخواتها.
وفق ما يذكره عبدالرحمن الرافعي في كتابه «عصر إسماعيل»، فقد تعودت على تذوق الفن و الثقافة من حياتها بالسرايات الملكية، كما اهتمت برعاية الثقافة و العلم لكنها لم تتمكن من دخول الجامعة لمنع الفتيات في هذا الوقت من الالتحاق بالجامعة.

اقرأ أيضًا 
صراع بين دار العلوم والأزهر “تكفير من ارتدى البدلة”

تزوجت من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا والي مصر، عام 1871،وتم الاحتفاء بها عند زواجها من الأمير طوسون بن سعيد باشا حيث أرتدت تاجًا من الماس ثمنه 40000 جنيه و كان فستانها من الحرير الأبيض الفرنسى الثمين المرصع بأغلى أنواع اللؤلؤ و الماس و ذيله طوله 15 مترًا،و أنجبت منه الأمير جميل و الأميرة عصمت.

وتزوجت من الأمير محمود سرى باشا بعد وفاة زوجها الأول عام 1876 و قد أنجبت منه ثلاثة أولاد و بنتًا، وزاعت شهرة امتلاك الأميرة لكثير من الحلى الرائعة فما تملكه من المجوهرات يقوم بحمله العديد من الخدم، كما أن ملابسها مرصعة بكمية كبيرة من الأحجار الكريمة، و توفيت في 18 نوفمبر 1920 م.

وقفية الأميرة فاطمة ليست حكرًا لجامعة القاهرة

ص 1 من وقفية الأميرة فاطمة
ص 1 من وقفية الأميرة فاطمة

تحتوي وقفية الأميرة فاطمة عن ممتلاكاتها وأعمالها الخيرية قبل رحيلها بـ 8 سنوات، وهي من سجل الحاج محمد سعيد، وتُظْهِر أنه بتاريخ 28 رجب عام 1331 هجري الموافق 3 يوليو 1913 ووصلت إلى 3357 فدان و 14 قيراط و 14 سهم في الدقهلية والجيزة.

ص 2 من وقفية الأميرة فاطمة
ص 2 من وقفية الأميرة فاطمة

من وقفية الأميرة فاطمة تم إعطاء جزء منهم لنظارتي الحربية والبحيرة في الدولة العثمانية بقيمة أعلى مما منحته لجامعة القاهرة التي تسببت في شهرتها.

جامعة القاهرة الحلم الأجمل

صورة نادرة لجامعة القاهرة
صورة نادرة لجامعة القاهرة

يمكن إدراك قيمة دور الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل فيما ذكره عنها المؤلف رؤوف عباس في كتابه «تاريخ جامعة القاهرة»؛ حيث قال تم افتتاح الجامعة في 21 ديسمبر 1908، كأول جامعة أهلية اسمها جامعة فؤاد الأول في حفل مهيب تم إقامته في قاعة مجلس شورى القوانين، حضر الحفل الخديو عباس الثانى و بعض رجال الدولة و أعيانها. بدأت المحاضرات في الجامعة مساء يوم الافتتاح.

أعلنت الصحف اليومية مكان قاعات المحاضرات مثل مجلس شورى القوانين، نادى المدارس العليا، و دار الجريدة، كان هذا عندما لم يكن لها مكان مستقر.

إقرأ أيضا
طرد الشيخ زكريا أحمد من الأزهر
تشييد جامعة القاهرة
تشييد جامعة القاهرة

كان مشروع بناء جامعة القاهرة سيعرض إلى التوقف لولا رغبة الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل في المساهمة لبناء الجامعة التى تضمن استمرار المشروع و توطيد كل أساس أركانه. لم يكن الدار التى أقامت بها الجامعة ملكًا لها بل كانت تؤجر الدور الأول من صاحبه الخواجة نستور جناكليس بأموال كثيرة بلغت 400 جنيه في العام، كان جناكليس لا يريد إيجار الدار بل بيعه سواء للجامعة أو غيره، إلى أن تم إقناع جناكليس من قبل الأمير أحمد فؤاد بمد عقد الإيجار أربع سنوات، فوافق جناكليس على شرط أن لا يؤجرها لهم بعد هذه المدة، كان موقعها بمقر الجامعة الأمريكية بالتحرير، هذه الظروف لم تجعل المكان مقرًا ثابتًا للجامعة، أيضًا مصاريف الإيجار كان يمكن إنفاقها في سبل أخرى كالأرساليات و التعليم.

أُطْلِع الدكتور محمد علوى باشا، الطبيب الخاص بعائلة الأميرة فاطمة و رائد طب الرمد في مصر على ظروف الجامعة الصعبة منها اختلال ميزانية المشروع و احتياج معونة جادة لضمان استمرار المشروع.

أظهرت له استعداد لإعطاء ما لديها لذلك، فخصصت ست أفدنة أوقفتها لبناء دار جديدة للجامعة، بالإضافة إلى 661 فدانًا من أجود الأراضى الزراعية بالدقهلية في 2 يوليو 1913، وخصصت 40% من صافى أرباح 3357 فدانًا و 14 قيراطًا و 14 سهمًا لميزانية الجامعة أى مبلغ صافى 4000 جنيهًا سنويًا، بعد خصم المستحقات و المرتبات من مجموع 5239 جنيهًا، وأعطت الأميرة ستة أفدنة في بولاق الدكرور في مقر وزارة الزراعة الحالى ليتم إنشاء الجامعة عليهم.

لاحظت الأميرة فاطمة تعثرًا في بناء كلية الآداب لقلة الأموال فمن أجل اتمام الكلية تبرعت بمجوهراتها؛ إلى الآن هناك بالكلية لوحة مكتوب عليها، ذكرى عطرة للأميرة فاطمة إسماعيل التى أسهمت في بناء هذه الكلية.

الكاتب

  • وقفية الأميرة فاطمة وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان