تترات مسلسلات رمضان (2) الاختيار 2.. المباشرة قد تكون مفيدة أحيانًا.

عندما عرض فيلم “الممر” توقفت كثيرًا عن تعليق كتبه أحد الشعراء الكبار عن حوار الفيلم المباشر جدًا حيث قال أن الحوار كان يجب أن يكتب بروح شاعر حيث أنه الأقدر على حكي الملحمة البطولية من منظور غير مباشر بعيد عن الاكلاشيهات الثابتة والشعارات الرنانة عن حب الوطن والتضحيات التي بذلها الجنود من أجل الانتصار.

قد يكون الشاعر محقًا في حالة فيلم الممر، حيث أن القصة كانت تحتمل أكثر من تأويل وأكثر من بعد ،  لكن في بعض الأحيان المباشرة تكون أفضل وابسط لتوصيل الفكرة دون تسطيح أو إعادة حلب نفس المفردات التي سمعناها كثيرًا في الاحتفالات الوطنية عن الوطن الذي يشبه امرأة أو النيل والهرم والتركيز على المكان على حساب الإنسان نفسه.

اقرأ أيضًا

تترات مسلسلات رمضان … ملوك الجدعنة  ياسر عبد الرحمن كل حاجة سليمة بس لوحدها.

في تنر مقدمة مسلسل الإختيار 2 فضل الشاعر نصر الدين ناجي تبسيط الأمر ولجأ إلي المباشرة في الألفاظ والمفردات، متخليًا عن بصمته الخاصة في طرح صور جديدة، ويبدو أنه لم يكن مطلوب منه أكثر من ذلك.

على نفس المنوال نسج الملحن “أحمد فرحات” لحن التتر الذي يشبه الأناشيد المدرسية حيث الدوران في فلك مقام موسيقي واحد وبجمل تشبه الهتاف.

التوزيع الموسيقي كان بسيط اجاد في اختيار جملة ايقاعية مناسبة لجمل اللحن، والفاصل الموسيقي من الوتريات كان إعادة لجملة لحن مقدمة التتر

اختيار أحمد سعد كان سلاح ذو حدين فصوته القوي قادر على التعبير أكثر لكنه سقط في فخ الافتعال والإصرار على الغناء من طبقة غير مريحة لصوته وتخلى فرحات عن الكورال مفضلًا أن يغنيه هو بصوته، هذا التنويع أنقذ التتر فنيًا لكن كما افردنا سابقًا، لم يكن مطلوب أكثر من ذلك.

على عكس الاختيار 1 حيث كان التتر عبارة عن موسيقى خالصة جاء تترات الأختيار 2 متنوعة ما بين مقدمة مغناة وما بين تتر نهاية وضع موسيقاه “خالد الكمار” واضع الموسيقى التصويرية للمسلسل.

إقرأ أيضا

صناعة المحتوى من الكورونا إلى الجمهور.. تحدي الثلاثين والكوير ودور الجمهور

خالد الكمار أحد رموز الجيل الجديد من المؤلفين الموسيقيين الذين ينتهجون المدرسة الكلاسيكية في التأليف، و الاهتمام بالتوزيع الموسيقي واللعب على تنويعات في جمل الهارموني على حساب تتبع جملة لحنية واحدة تعلق في الأذن.

في تتر النهاية لمسلسل الاختيار 2  لم يبني الكمار الموسيقي على جملة لحنية بعينها بل لعب على تنويعة من سلم المينور تنساب في حركات متتالية بفواصل صامتة، تبدأ من الترومبيت لتسلم الدفة إلي الكمان بتصاعد مدروس جدًا حتى تنضم الأوركسترا بالكامل بتنفيذ موسيقي قوي دون أي لمسة شرقية في التتر.