تترات مسلسلات رمضان (9) : نعمة الأفوكاتو … الدوران في فلك بطلة العمل
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تكاد تكون أغلب عناوين مسلسلات المخرج محمد سامي على اسم الشخصية الرئيسية فيه مثل “البرنس، جعفر العمدة”، في رمضان 2024 يبتكر سامي بطل جديد في صورة نسائية هي المحامية “نعمة أبو علب” بطلة مسلسس “نعمة الأفوكاتو” التي تقوم بدورها الممثلة “مي عمر”.
يولي سامي اهتمامًا خاصًا بموسيقى الأعمال التي يخرجها، هذا الاهتمام لا ينصب على جودة الموسيقى من الناحية الفنية بل هو اتجاه عام يسلكه حيث يرى أن تطعيم المسلسل بأغاني داخلية قد يعبر عن بعض المواقف الدرامية فيه بجانب الموسيقى التصويرية، مع التأكيد على أن تتر المسلسل يدور في فلك شخصية البطل الذي يحارب كل الأعداء ويهزمهم في النهاية وهي التيمة الشعبية التي يرى أنها رائجة تجذب المشاهدين أكثر.
في مسلسل “نعمة الأفوكاتو” قرر سامي أن يجعل التتر يتحدث على لسان البطلة سواء كان تتر المقدمة التي قامت بغنائه المطربة الكبيرة “أصالة” بعنوان “يا حظ” أو تتر النهاية التي غنته “بسمة بوسيل” بعنوان “أنا لا اتخان ولا اتهان” والمفاجأة أن تتر النهاية كتبه سامي نفسه.
مسلسل نعمة الأفوكاتو مليودراما نصف هندية
تتر المقدمة (يا حظ)
تقمص الشاعر “ملاك عادل” دور بطل المسلسل “نعمة” وصاغ لنا على لسانها كلمات تعبر عن الصراع الذي تعيشه مع الدنيا والحظ الذي يعاندها، عبر عادل بشكل جيد لم يستخدم إفيهات كثيرة أو مبتذلة أو بالغ في لوم وعتاب الدنيا بل عبر بأقل الإمكانيات على أمل أن يصيب الحظ في النهاية.
لحن مدين على مقام البياتي بجمل شعبية المذاق، موال البداية يحيلك تلقائيًا إلى أغنية “اّه لو لعبت يا زهر” وأنا هنا لا اقصد السرقة بل الجو العام نفسه، مع بعض عُرب “حجاز وصبا” تظهر على طفيف في بعض المواضع، بناء اللحن والأفكار المتنوعة فيه اعطت ثراء كبير للتتر ، توزيع أماديو صب اللحن في قالب المهرجانات بشكل أكثر تنسيقًا من أغاني المهرجانات، استخدام الآلات شعبية “الأكورديون والناي” كخلفية للغناء مع صولو كيبورد جيد لم يختار له أصوات مزعجة.
أداء أصالة يثبت أننا أمام مطربة كبيرة جدًا قادرة على أداء أي شكل غنائي بسهولة وسلاسة وأن مازالت لم تتخلص من حالة الافتتان بصوتها من حيث الطبقة والركض في كل اتجاه.
تتر النهاية (أنا لا اتخان ولا اتهان)
كلمات محمد سامي دارت في فلك عاطفي جدًا حول بطلة المسلسل وعلاقتها بزوجها الخائن، الكلمات تحدثت من منطق قوة يحمل بعض العزة والكرامة خصوصًا في السينيو أو اللزمة “أنا لا اتخان ولا اتهان” في المجمل الكلمات تقليدية لم تأتي بجديد على مستوى الطرح و لا تحمل طابع الدراما التليفزيونية بل أقرب إلى أغنية عاطفية في ألبوم لمطربة.
لحن هيثم نبيل على مقام الكرد مكون من فكرتين مستهلكين تمامًا، رغم القوة التي قد نلمحها في بعض الكلمات إلا أن جمل اللحن تحمل طابع اسي وحزن مبالغ فيه جدًا وكأن البطلة مغلوبة على أمرها لا تقاوم وكأنها رد فعل وليس فعل، توزيع خالد نبيل صب اللحن في قالب من الـ Slow Rock بدأت بمقدمة رخيمة من البيانو والوتريات مع كمان مصاحب للغناء اعطى لمحات من الشجن على الموسيقى، جملة الفاصل الموسيقي هي نفس جملة المقدمة مع التركيز على جملة “أنا لا اتخان ولا اتهان” حيث تم اعادتها حوالي 8 مرات داخل الأغنية، أداء ضعيف جدًا من بسمة بوسيل مع خامة صوت لا تحمل بصمة مميزة.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال