15٬640   مشاهدة  

تفاصيل أيام ما قبل إعدام ريا وسكينة “شتموا الصحافة وماتوا على جنابة”

إعدام ريا وسكينة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



رُفِعَت الأعلام السوداء في 21 و 22 ديسمبر 1921 م لتكون علامة إعدام ريا وسكينة وحسب الله وعبدالرازق وعبدالعال وعرابي، تلك العصابة التي دخلت التاريخ بعد دفن كافة أعضاءها.

توفيق مفرج ينفرد بالزيارة

تغطية الصحف لحادث ريا وسكينة
تغطية الصحف لحادث ريا وسكينة

سجل توفيق مفرج خريج جامعة كولومبيا اسمه في التاريخ كأحد مترجمي وشارحي رباعيات الخيام، لكن أول خبطة صحفية أعطت له شهرة واسعة في مطلع عشرينيات القرن الماضي، إذ كان محررًا لمجلة المقتطف وانفرد بزيارة ريا وسكينة قبل إعدامهما بـ 21 يوم.

اقرأ أيضًا
غباشي الإسكندراني .. الوجه الذكوري لعصابة ريا وسكينة “ضحاياه من عائلات عساكر حرب اليمن”

حكى توفيق مفرج أنه رأى ريا جالسة بهدوء وسكون وقد حوطت ركبتيها بذراعيها ولا تحرس رأسها، بينما سكينة كانت تُظْهِر احتقارًا للحياة.

صور أفراد عصابة ريا وسكينة
صور أفراد عصابة ريا وسكينة

لم يخفي توفيق مفرج خوفه منهما فقال «شعرت بنفسي تتراجع إلى الوراء منذعرة من ذلك المنظر المخيف وقد طارت أفكاري على أجنحة التصورات في فضاء تلك الغرفة المظلمة التي تظلل ريا وسكينة».

ريا
ريا

سأل توفيق مفرج ريا عن قلبها وعواطفها عندما خنقت فردوس فقالت “زهرة شباب العالم بيموتوا في الحرب عشان الطمع، يبقى فين الكبيرة لما أخنق واحدة حياتها مالهاش لازمة ؟”، فسألها عن ضميرها فقالت «ضميري بكى بعد أول جريمة وخفت لكن خطر لي إن مافيش إعدام للستات، قلت لما اتعرفت هيحكموا عليا بالسجن 30 سنة ودلوقتي سني 25 فهتحبس 30 سنة وهطلع قوية برضه».

سكينة
سكينة

سكينة كانت أضعف من ريا في كلامها مع توفيق مفرج والذي قال «ريا بكت، أما سكينة فاستغرقت في الضحك وتمتمت بكلام عرفت أنه شتائم مؤلمة جارحة فتركتها وخرجت بنفس مُرَّة إلى خارج السجن».

اللحظات الأخيرة قبل إعدام ريا وسكينة

ريا
ريا

حضر إعدام ريا وسكينة وبقية أفراد العصابة، محمد حداية باشا محافظ الإسكندرية، وحكمدار البوليس جرانت بك، ومورلي بك محافظ السجون، والمسيو جواني رئيس البوليس السري، والدكتور نجار طبيب الشرطة المصرية، والعقيد عبدالفتاح صالح مأمور السجن، ومجموعة من الضباط والدكتور عبدالله عزت، ومندو الصحف اليومية.

كانت ريا ترتدي ملابس الإعدام الحمراء وعلى رأسها طاقية بيضاء، ووزنها 50 كيلو ونصف لحظة صعودها للطبلية، وسارت تجاه غرفة الإعدام وكانت ممتقعة اللون، خائرة القوى، وكانت آخر طلب لها أن ترى ابنتها بديعة، فقال لها المأمور أن ابنتها زارتها قبل يومين، فاستنكرت رده وقالت: «يعني مشوفش بنتي ؟»، ثم قالت: «أودعتك يا بديعة يا بنتي بيد الله»، ونطقت الشهادتين وظلت معلقة لمدة 30 دقيقة.

سكينة
سكينة

وبعد الثامنة صباحًا كانت سكينة تسير باتجاه غرفة الإعدام ووزنها 53 كيلو ولما سمعت حيثيات الحكم بأنها قتلت 17 امرأة قالت: «هو أنا قتلتهم بإيدي ؟ أيوة قتلتهم واستغفلت بوليس اللبان، والشنق ميهمينيش .. أنا جدعة».

ولما ربطها الجلاد في يدها من خلف ظهرها قالت: هو «أنا رايحة أهرب ؟ ولا أمنع الشق بيدي ؟! حاسب كدة .. أنا صحيح ولية بس جدعة والموت حق»، تم إعدامها بعد أن نقت الشهادتين.

إقرأ أيضا
إدمان التبغ
حسب الله
حسب الله

وفي التاسعة صباحًا كان إعدام حسب الله سعيد والذي قال قبل إعدامه: «بتقولوا إني قتلت 17 ! .. الحقيقة هم 15 بس ولو عاوزين أعدهم واحدة واحدة وأسميهم .. ولو كنت عشت سنة واحدة كمان لكنت قطعت فرط كل العواهر وحرمتهم يمشوا في الشوارع .. دول بيستغفلوا رجالتهم ويبيعوا أعراضهم بربع ريال .. تشنقونا عشان شوية عواهر»، ولم يعبأ حسب الله بأحد وقال لشانقه: «شوف شغلك كويس .. شد واربط زي ما انت عاوز .. أهو كله موت».

محمد عبدالعال
محمد عبدالعال

في اليوم التالي 22 ديسمبر 1921 تم تنفيذ حكم الإعدام في عبدالرازق يوسف الذي كان يزن 81 كيلو وقاوم سحبه لغرفة الإعدام وكان يصرخ مظلوم، ثم نطق بالشهادتين، أما محمد عبدالعال الذي كان يزن 74 كيلو جرام قال للمأمور: «صلي على النبي .. أنا قتلت سبعة مش 17 واحدة»، ولما اقتيد إلى حجرة الإعدام قال لشانقه: كتف وشد حيلك، وكان آخر من تم إعدامهم هو عرابي حسان الذي نطق بالشهادتين وتم إعدامه.

بديعة مع جدتها
بديعة مع جدتها
شهادة وفاة بديعة
شهادة وفاة بديعة

بحسب تقرير الطب الشرعي فإن عبدالعال وعرابي وعبدالرازق كانا قد ماتا وعلى قضيب كل واحد منهم مَنْيِ غير معروف سببه هل كان من استمناء أو غيره، بعد الإعدام كانت الناس تحتشد أمام السجن، وأغلبهن نساء وكن يهتفن بعد أن يزغرطن: يا أم بابين .. وديتي السكارى فين ؟ .. عاش اللي شنق ريا .. عاش اللي شنق سكينة، أما أقارب عبدالرازق وعرابي وعبدالعال كن يصرخن ويولولن ويلطمن خدودهن.

المراجع

الكاتب

  • إعدام ريا وسكينة وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
23
أحزنني
10
أعجبني
18
أغضبني
3
هاهاها
6
واااو
5


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان