جوائز بيلبورد عربية السنوية.. الكل رابح… الكل نجم
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بعد مرور عام على انطلاق منصة بيلبورد عربية، وعلى غرار المنصة الأم أقيم حفل توزيع جوائز بيلبورد عربية السنوية في نسخته الأولى على مسرح الملك فهد الثقافي في الرياض، حيث تم تكريم العديد من الفنانين الذين سيطروا على قوائم بيلبورد طوال العالم بالإضافة إلى العديد من الجوائز الفخرية التي منحت لبعض الفنانين مثل أيقونة العام، الإنجاز مدى الحياة وجائزة التأثير الثقافي.
منحت المنصة جوائزها الرسمية استنادًا على القوائم التي كانت تعدها اسبوعيًا طوال العام،حيث بدأت بقوائم “هوت 100 فنان” و”هوت 100 أغنية”، ثم أطلقت بعد ذلك العديد من القوائم المنفصلة على حسب التقسيم الجغرافي للمنطقة العربية حيث ظهرت قوائم الأغنيات المصرية، الخليجية، الشامية والمغاربية، وأيضًا على حسب القوالب الموسيقية مثل “البوب، الراب، الديو، المستقل،الشيلات الخليجية والمهرجانات المصرية.
معايير واعتراضات
منذ إطلاق قوائم بيلبورد عربية أواخر عام 2023؛ وهي تلاقي الكثير من الاعتراضات حول معايير اختيارها للأغنيات الأكثر استماعًا وعلى أي أساس يظهر بعض المطربين في القوائم، على سبيل المثال في أول قائمة أطلقتها المنصة للأغنيات الأكثر استماعًا، لم تظهر أي أغنية للمطرب محمد منير واحتل المركز 97 في قائمة هوت 100 فنان لأكثر الفنانين استماعًا، بينما ظهر عمرو دياب متأخرًا بعض الشئ حيث احتلت أغنية “تملي معاك” المركز 22 رغم صدورها عام 2000 وفي المجمل احتل المركز الرابع كأكثر الفنانين استماعًا، وحلت مطربة بحجم وقيمة “فيروز” في المركز 26 خلف مؤدي الراب “ويجز” مباشرة، وظهرت أغنية “أهي ليلة” للمطرب المعتزل “أركان فؤاد” في المركز 36 كأكثر الأغنيات استماعًا رغم صدورها أواخر ثمانينات القرن الماضي.
هذا الترتيب رأه البعض غير منطقيًا وأثار جدلًا حول مصداقية قوائم المنصة، التي حسمت الجدل بأن الترتيب يأتي بناء على ما يسمعه الجمهور كل اسبوع مستندين على بيانات تجمعها شركة متخصصة من الوسائط المختلفة التي تتطلب اشتراكات بما فيها الأغنيات المدفوعة إعلانيًا بالإضافة إلى مواقع بث الفيديوهات والموسيقى حول العالم مثل سبوتيفاي، أنغامي، يوتيوب، في أكثر من 200 منطقة حول العالم، مع التأكيد على أن القوائم العربية لا تخضع لبعض المعايير مثل حجم المبيعات أو مرات البث عبر الراديو مثلما تفعل المنصة الأم في قوائمها الخاصة بالموسيقى الأجنبية أو غير العربية.
المنصة قسمت البيانات إلى نوعين كل نوع بنقاط مختلفة حيث الاستماعات المدفوعة والمربوطة باشتراكات تساوي نقطة كاملة لكل مرة استماع، و الاستماعات المجانية أو المدعومة إعلانيًا تساوي ثلثين نقطة كنوع من تحقيق العدالة والأغنية صاحبة أعلى نقاط كل اسبوع تتصدر قائمة هوت 100 والفنان صاحب أعلى نقاط كل اسبوع يتصدر قائمة 100 فنان.
سمعة طيبة ولكن
بمرور الوقت حازت القوائم على سمعة طيبة كونها تتحرى الدقة والموضوعية في ترتيب الأغنيات ولا تلتفت إلى شهرة الفنان أو تاريخه الفني أو تنحاز لمنطقة جغرافية على حساب الأخرى، بل ترصد ما يستمع إليه الجمهور كل اسبوع، وأكدت على فكرة أن القمة في الأصل مسطحة تساع الكل، دون إغفال أن المنصة لا تلتفت إلى جودة الأعمال الفنية في المطلق لأن معيارها الوحيد هو نسب الاستماع والمشاهدة.
ظهر ذلك بوضوح عندما تغير ترتيب المطربين بعد صدور بعض الألبومات المهمة مثل ألبوم “مكانك” للمطرب عمرو دياب حيث كان حديث الساعة وقتها بين الجمهور وصعد إلى صدارة الترتيب ومعه بعض أغنيات الألبوم التي احتلت مراكز متقدمة في القوائم، نفس الحال بعد صدور ألبوم “تيجي نسيب” للمطربة أنغام، مما يعني أن القوائم تحدث نفسها اسبوعيًا ويدخل معها أي إصدار غنائي جديد أو حتى أغنية قديمة كونها “ترند” على مواقع التواصل الاجتماعي مثلما حدث مؤخرًا مع اغنية “وغلاوتك” للهضبة عمرو دياب وأن المنصة لا تعتد بسنة الإنتاج حيث احتلت أغنيات قديمة للمطربة شيرين عبد الوهاب مثل “صبري قليل، كلام عينيه، الوتر الحساس” مراكز متقدمة طوال العام كونها تستخدم بكثرة على مواقع تطبيقات الفيديوهات مثل التيك توك والانستجرام ولا تتعامل إلا مع الإصدارات الرسمية فقط للفنانين ولا تلتفت إلى الأغنيات التي يتم تسريبها مثلما حدث مع شيرين عبد الوهاب في أغنياتها الأخيرة.
الكل رابح… الكل نجم
لو ذهبنا إلى الحدث الأهم وهو جوائز الحفل سنجد أن أغلبها كان منطقيًا لرصدها أهم الأحداث الفنية التي حدثت طيلة العام، بداية من شيرين عبد الوهاب التي نالت جائزتان؛ فنانة العام و أفضل فنانة عن فئة الأغنية المصرية، كونها أكثر من احتلت المركز الأول في القوائم برغم عدم احتساب أغنيات ألبومها الجديد الذي لم ينشر بشكل قانوني لخلافها مع شركة روتانا لكن رصيدها الضخم من الأغنيات الناجحة جعلها مطلوبة وبقوة لدى المستمع وبرغم أن منافستها الأبرز على لقب صوت مصر “أنغام” أصدرت ألبومًا جديدًا في النصف الأخير من العام.
أما الهضبة عمرو دياب فنال جائزتان ايضًا ، فنان العام وأفضل فنان عن فئة الأغنية المصرية، رغم موسمه الضعيف نسبيًا وغيابه عن المنافسة لكنه لازال محتفظًا بشعبيته الكاسحة في أرجاء الوطن العربي وعودة أغنياته من جديد على بعض المنصات بعد عقده الجديد مع شركة سوني والتي كانت سببًا في صعوده إلى القمة في القوائم.
وفازت أغنية “هيجيلي موجوع” للمطرب تامر عاشور بجائزة أفضل أغنية والتي حققت نجاحًا ضخمًا هذا العام، وحصد المطرب الملثم “توو ليت” جائزة المطرب الأكثر صعودًا في القوائم لأنه لم يظهر في أي قائمة قبل صدور ألبومه الأول “كوكتيل غنائي” والذي أثار الجدل كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي ومكنه من الدخول إلى القوائم لأول مرة.
بقية الجوائز كانت على نفس النهج فأفضل مطرب شامي كانت من نصيب السوري “الشامي” ونالت “نانسي عجرم” نفس الجائزة عن فئة المطربا، وفاز فريق “كايروكي” بجائزة أفضل فريق غنائي بعد ألبومه المبهر جدًا “روكسي”.
رغم غياب بعض النجوم عن الحفل مثل عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب إلا أنه شهد العديد من الأسماء التي أحيت الحفل مثل ” أحمد سعد، تامر عاشور، الشامي، إليانا، إليسا، ديستاكت، فوزية، فضيل، لطيفة، مروان موسى، عفروتو، مؤيد النفيعي، فلبراتشي ختاك، ملكة، محمد بن غرمان، هادي بن جابر، غريب آل مخلص، فرقة ميامي، عايض، أميمة طالب، جنرال أوكا، لين الحايك، وداد، همس فكري، توو ليت، فهد بن فصلا، غادة شيري، إل غراندي طوطو”
أما الجدل الوحيد في الحفل كان في جزئية التكريمات التي جاملت إليسا بعض الشيء بمنحها لقب “ايقونة العام” دون أسباب منطقية، على العكس مثلًا من المطرب الكبير عبد المجيد عبد الله الذي تم تكريمه على مشواره الطويل الناجح في الأغنية الخليجية.
ختامًا
أفصحت الجوائز المصرية تحديدًا عن تراجع أسهم بعض المطربين مثل “تامر حسني، رامي صبري، محمد حماقي، بهاء سلطان” والتي لم تحقق نجاحات لافتة طوال العام كذلك أحمد سعد الذي لم يكن موسمه ناجحًا قياسًا على المواسم السابقة، كذلك الحال بالنسبة لمشهد الهيب هوب المصري الذي شهد تراجعًا كبيرًا في ظل تفوق المشهد المغاربي.
هل تحسم قوائم بيلبورد عربية لقب صوت مصر؟
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال