همتك نعدل الكفة
477   مشاهدة  

حصاد عام 2022 الموسيقي : الفوضى تحكم سوق الغناء

حصاد عام 2022 الموسيقي
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



لا يمكن وضع عنوان عريض لحصاد عام 2022 على مستوى الموسيقى والغناء سوى أننا في حالة استمرار الفوضى الفنية التي تجتاح سوق الغناء منذ أعوام، منصات كثيرة لعرض الموسيقي دون رقيب، تلك المنصات المفترض أن تؤدي دورها في اكتشاف المواهب الحقيقية ذات الفرص المعدومة في سوق الغناء، لكن على العكس تمامًا أصبحت تصنع من معدومي الموهبة نجومًا.

هناك حالة من الهوس غير المبرر بالمشاهدات والأكثر استماعًا حتى أصبحت القياس الذي يحدد نجاح العمل دون النظر إلى قيمته الفنية ولنا في كليب “شيماء” عبرة، جمهور مسالم لا يملك حق القبول أو الرفض، يأكل ما يقدم له من تريندات وأغنيات سيئة في مستواها الفني في صمت، شلة من السوبر ماركت الفني تحاول قدر الإمكان تسويق بضاعتها الراكدة الركيكة وبيعها لأول مشتر، نجوم كبار حضورهم في المشهد بطعم الغياب بسبب حالة من الرعونة والكسل وقلة الشغب بالصناعة، فقط اللهث وراء خطف التريند “أنتش واجري” بأغنيات لا تعيش أكثر من ليلة واحدة، دون بذل أي مجهود في تجديد مشاريعهم الغنائية أو طرح أفكار غير تقليدية تحرك ركود السوق، وبالطبع تلك الحالة أصابت الجميع بلا استثناء حتى وأن حاول بعضهم السير عكس هذا التيار أو ترك الساحة بأكملها.

سوق منعتش انتاجيًا ولكن!

على الرغم من حالة الانتعاش الإنتاجي الذي شهده العام؛ إلا أنه انتعاش وهمي، لم تعلق أغاني كثيرة في ذاكرة الجمهور، تنجح أغنية سرعان ما تأتي أخرى تزيحها إلى بحور النسيان، لكن الشاهد هو عودة المقسوم التسعيني السريع بقوة هذا العام في أغلب أغاني النجوم وفي ظل عدم إنتاج ألبومات كاملة أصبحت كل الأغاني تشبه أغاني الـ Hits  التسعينية في شكلها لكن أضعف منها كثيرًا.

احتل أغلب الأغنيات المنفردة جيل الألفية الجديدة متمثلًا في “رامي صبري، رامي جمال، هيثم شاكر، أحمد جمال، محمود العسيلي، مصطفى حجاج، أحمد بتشان” لكن يظل الأسم الأنشط في هذا الجيل هو المطرب “أحمد سعد” الذي استطاع أن يضرب بقوة واحتلت أغنياته ترندات مواقع التواصل الإجتماعي لفترات طويلة، والحقيقة نشاطه الفني محى الصورة الذهنية التي كان يعمل على تكريسها في السنين الماضية من اللامبالاة والتحول من مطرب يمتلك أقوى صوت في جيله بل وأقوى صوت على الساحة حاليًا إلي فقرة مضحكة تتغذى عليها الميمز والكوميكس، لكن الشاهد أنه أكثر المطربين الذي ضربت لهم أغاني هذا العام مثل “وسع وسع، عليكي عيون، صدقيني لو بأيدي”.

YouTube player

ولو تركنا جيل الألفية لنذهب إلى جيل الثمانينات والتسعينات، نشاط ملحوظ لمدحت صالح على مستوى الأغاني المنفردة أو في مضمار التمثيل،استمرار تجريب عمرو دياب في الأغاني الإيقاعية وأن خرج منها بأغنية واحدة”أنت هتدلع” عاد بها إلى أغاني الفلامنكو من جديد مع تجربة مختلفة في ميجا ميكس والذي ضم ثلاث أغنيات لكن يظل نشاط عمرو الأبرز في حفلاته الكثيرة جدًا، على نفس الشاكلة أصدرت سميرة سعيد عدة أغنيات منفردة تنوعت أشكالها الموسيقي وأن جاءت كلها تحت بند الاستسهال لكن تظل “كرباج” هي أكثر أغنياتها نجاحًا هذا العام، مع عودة باهتة جدًا للمطربة شيرين عبد الوهاب في أغاني كانت تقصف بها جبهة شخص ما دون الخوض في المشاكل الشخصية التي تصدرها للجمهور.

YouTube player

 صدور أغاني من ألبوم على الحجار الجديد لم تلق أي نجاحًا يذكر في ظل اعتماده على أسماء ضعيفة جدًا فنيًا، مع نشاط للمطرب الشعبي حكيم في محاولة منه للخروج من فلك أغاني المهرجانات، والمفاجأة هي عودة مطرب موسيقى الجيل فارس بعدة أغنيات لكنها لم تحقق مردودًا قويًا، مع حضور للأسماء العربية بأغاني مصرية مثل حسين الجاسمي “يارب تكون بخير، دلع واتدلع” والتي يحاول فيها البحث عن نجاح يوازي “بالبنط العريض” مع مفاجأة جمهوره بأغنية صدرت باللغة التركية، مع حضور باهت لكلًا من وائل جسار وراغب علامة ولطيفة التونسية.

من السمات المهمة هو صدور بعض الألبومات الكاملة للنجوم، منها ألبوم “بجامل ناس” للمطرب فضل شاكر رغم قلة عدد أغانيه إلا أنه كان جيد المستوى وأعلن عن عودة قوية بعد سلسلة من التجارب الضعيفة منذ رجوعه من الإعتزال، ألبوم “عشقانجي” للمطرب تامر حسني الذي جامل فيه بعض الأسماء على حساب جودة العمل، وصدور متأخر لألبوم عمرو مصطفى “سيبوه” الذي لم يكتمل صدوره.

من الأحداث البارزة هو المصالحة التي عقدها نصر محروس مع بهاء سلطان وعلى أثرها أفرج عن ألبومه “سيجارة” الحبيس منذ سنوات بشكل متتالي، ورغم أن بهاء أصدر العديد من الأغنيات مع شركة روتانا إلا أنه لازال يطارد إرثه الفني مع نصر محروس بعد الضعف الذي شابه أغنياته الجديدة، ولجأ محروس إلي حيلة إنتاجية بأن أفرج عن باقي الألبوم أواخر العام بعد صدور أغاني بهاء الجديدة.

المشهد الموازي لسوق البوب.

على جانب أخر من مشهد البوب المصري، يتصدر مغني الراب ويجز المشهد بعد نشاطه الملحوظ والمكثف هذا العام بحفلات ناجحة جماهيريًا سواء في الداخل أو الخارج ومحاولة تجديد في مشروعه الغنائي بأغاني تجمع بين البوب التقليدي والراب أشهرها بالطبع “البخت-أميرة” ثم نجاحه في الغناء بين شوطي نهائي كأس العالم في قطر .

YouTube player

على الجانب الآخر من هذا المشهد الموازي نجد تقلص كبير لأغاني المهرجانات حتى قاربت على إعلان نهايتها تمامًا، لم تتعد تتصدر ترندات مواقع التواصل الإجتماعي بعد إعلان أكثر من اسم اعتزاله الغناء أو في ظل مطاردة نقابة المهن الموسيقية لهم بعد سلسلة من القرارات سواء من النقيب السابق هاني شاكر أو النقيب الحالي مصطفى كامل، لكن الشاهد أنهم لم يعدوا بنفس الصخب الجماهيري قاصرين ظهورهم فقط على الأفراح أو في الفنادق والملاهي الليلية.

إقرأ أيضا
زينهم

ضوء في آخر النفق.

يبقى الألبوم الأهم في هذا العام هو ألبوم “روما” لفرقة كايروكي، ألبوم جيد ومتنوع على مستوى الأفكار الشعرية والتناول الموسيقي حافظت به الفرقة على هويتها الفنية كأحد أهم أضلاع الغناء المستقل في مصر، لكن تظل التجربة الأجرأ هذا العام من المطرب حمزة نمرة الذي أطلق ألبوم “حمزة Lounge” أعاد فيه توزيع بعض أغنياته الشهيرة بشكل كلاسيكي متستعينًا بالآلات التخت الشرقي فقط موسيقى لا يصاحبها غناء، يعكس هذا الألبوم إخلاصه وشغفه بالموسيقى وأنه دائم البحث عن مغامرة يثري بها تجربته الشخصية.

YouTube player

في النهاية نتمنى أن تختلف الأوضاع في العام القادم وأن تأتي ثورة فنية غنائية تطيح بكل تلك الفوضى وتعيد ترتيب أوراق السوق الغنائي من جديد.

أغنية لذاذة :حكيم والعودة إلى المشروع الاصلي.

الكاتب

  • حصاد عام 2022 الموسيقي محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان