1٬318 مشاهدة
حكاوى الغناوي .. سر وجود نسختين لأغنية “أنا حلمك” لـ هشام عباس
في منتصف التسعينات كان المنتج طارق الكاشف يستعد لاختيار أغاني ألبوم هشام عباس الجديد، ابتكر الكاشف أسلوبًا جديدًا في تسويق الألبوم؛ إذ اعتمد على إثارة فضول المستمع ولم يختر أغنية لتكون عنوانًا للألبوم مثلما هو شائع، بل أصدره من دون عنوان في سابقة لا تتكرر كثيرًا.
حمل الألبوم اسم هشام عباس وكُتب على غلافه ( هشام عباس 1995)، ولكي يميزه الجمهور قرر أن يطلق هو عدة أسماء عليه منها ( ساعة لقلبك)؛ لأنها الأول في الترتيب، ( أحلى مافيكي ) بصفتها أول أغنية صُورت من الألبوم، وأحيانا ( جوابك ) مثلما حدث في إصدارات لاحقة منه لكن في النهاية.
يمكنا القول إن هذا الألبوم يُعرف لدى الغالبية العظمى من الجمهور بألبوم (أنا حلمك)؛ الأغنية الأشهر والباقية في ذاكرة المستمع منذ صدور الألبوم حتى الآن.
للأغنية قصة طريفة.. حيث قرر المنتج علاء الكاشف صنع مفاجأة في الألبوم بإصدار أغنية ( أنا حلمك ) برؤيتين مختلفتين، وأسند توزيعها لحميد الشاعري وأشرف محروس دون أن يخبر أحدًا بأن الآخر يقوم بتوزيعها في نفس الوقت.
انتهى حميد من نسخته سريعًا، لكن أشرف تأخر على الرغم من أن هشام عباس وضع صوته على نسخته، إلا أنه لم يكن انتهى من تسجيلها بالكامل وقرر تأجيل ميكساج الأغنية حتى ينتهى من تسجيل خط الوتريات لما بعد رجوعه من الخارج وظلت فى الاستوديو النسخه الديمو ( نسخة تجريببة ) من رؤية أشرف في انتظار عودته؛ كي يسجل بقيه (الصولوهات) بآلات لايف.
في نفس الوقت كان الكاشف يسابق الوقت لإصدار الألبوم، وقرر أن يبقي على نسخة أشرف كما هي؛ اختصارًا للوقت وأن تصدر كما هي النسخة الديمو والتي لم تكن كاملة، وصدر الألبوم بالفعل على الوجه الأول رؤية أشرف محروس وعلى الوجه الثاني رؤية حميد الشاعري.
بعدها بفترة أعاد الكاشف إصدار نسخة جديدة من الألبوم، وأضاف نسخ كاريوكي ( موسيقى فقط ) لبعض الأغنيات وأفرج عن نسخة ثالثة من العمل برؤية أشرف محروس وهذا يؤكد أن أشرف لم يكن بالفعل انتهى من توزيعه الكامل للأغنية، بل من الممكن أن نقول إن النسخة الثالثة هي “Guide” الغنا والتي استعان به هشام أثناء التسجيل حيث لم يكن بها سوى خط الكي بورد والباص جيتار فقط مع صولو الكولة.
تظل رؤية حميد الشاعري هي الأشهر والأكثر استماعًا لأسباب عدة أهمهم شهرة حميد بالطبع، بالإضافة إلى اكتمال تسجيل نسخته التي جاءت أخف وألطف على أذن المستمع بلزمة البيانو الرشيقة مع صولو الكمنجة الحالمة، والتي ترد عليها كولة العظيم إبراهيم فتحي واعتمد حميد على كوردات جيتار كرتم رئيسي للأغنية عزفه بنفسه في الأغنية واعتمد حميد على السكتات في قفلة الجمل اللحنية.
أما نسخة أشرف فظُلمت بسبب عدم اكتمال تسجيلها، كان من الممكن أن نرى نسخة أكثر من رائعة لو تم تسجيل تراك الوتريات لايف حيث أن الأغنيه كانت دسمة موسيقيًا لم تهدأ الموسيقى فيها واعتمد أشرف على إيقاع الملفوف بطول الأغنية مدعوم بخط باص جيتار قوي جدًا مع جمل وتريات تتبادل الأدوار مع صولو الكولة الذي تألق في أكثر أجزاء اللحن شجنًا ( أنا إمبارح أنا بكرا أنا أيامك الجاية).
بالطبع هي ليست محاولة لتغليب كفة رؤية على أخرى، لكن يبقى في رأيي أن لحن الأغنية الشجي الذي وضعه الفنان أحمد الحجار مع كلمات على السويفي هما السبب الرئيسي لبقاء الأغنية حية في ذاكرة المستمع حتى الآن.
إقرأ أيضاً
ألبوم هشام عباس “عامل ضجة” واللعب في المساحات الآمنة
الكاتب
ما هو انطباعك؟
