همتك نعدل الكفة
166   مشاهدة  

درس السوبر المصري .. خطوتان ضروريتان للخلف!

الأهلي والزمالك
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يلعب فريقي الأهلي وبيراميدز  مباراة السوبر المصري في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما نعرف – وتعرفون-  أن دخول فريق بيراميدز على الخط كطرف للمباراة مع الأهلي جاء بعد إشكالية كبيرة بين فريق الزمالك واتحاد الكرة المصري، وذلك قبل أن يرفض الزمالك اللعب إلا بعد توقيع العقوبة على اللاعب محمود عبد المنعم “كهربا”، وانتهت الأمور إلى أن الزمالك رفض الذهاب إلى أبو ظبي وحلّ محله فريق بيراميدز ليفقد السوبر لذّته في لقاء قمة يحتاج الناس لمشاهدته بشكل أكبر ما يحتاج كل فريق نتيجته .. وهكذا دارت الأمور حتى وصلنا لتلك النقطة.

 

وعندما تنظر بمشهد رأسي على حال الكرة المصرية، وبالأحرى على إدارات الأندية واتحاد الكرة والإعلام الرياضي برمّته –إلا من رحم ربي- وهم شديدي النُدرة، بل يمكن أن تعدّهم على أصابع اليد الواحدة، يجب أن تولي وجهك شطر الجمهور مباشرةً، ذلك لأن حال الإدارات والإعلام لا يمكن وصفه إلا بأنك “تنده في مالطه” .. لذلك فإن العنصر الوحيد في تلك المنظومة الرياضية الذي يملك أذنين يمكنك أن تخاطبهما هو الجماهير .. والذي هو في الحقيقة قد فقد جزءًا كبيرًا من عقلانيته في الحكم على الأمور .. ومن الممكن أن تقول لي كيف لكلمتي “عقلانية، وجمهور” أن يجتمعا سويًا في عبارة واحدة، وأستطيع الجزم لك بأن الجمهور المصري لكرة القدم كان ميزانًا حساسًا قادرًا على وزن أي شخصية رياضية سواء أكان لها علاقة بالمستطيل الأخضر أو العكس، كان الجمهور كذلك ولا يزال يملك ناصيته بنسبة كبيرة.

 

وعلى هذا يمكننا أن نناشد الجمهور، وبالتحديد جماهير القطبين، أن هذا التحفّز لا يفضى إلا لمزيد من التحفّز .. وتلك القانونية التي أصبحت لهجة الجمهور ضد بعضه وكأنهم فريقين من المحامين أو القضاة، تلك اللهجة التي تمثل خطرًا كبيرًا على الغاية الأساسية من مشاهدة اللعبة وهي المتعة ولا شئ سوى المتعة والارتباط الوجداني بالأندية التي هي مكوّن رئيسي من مكونات الطفولة، والشباب، والمستقبل .. حتى وإن كان الجمهور المصري مرتبطًا بالكرة كما لو كانت كالماء والهواء، لكن كان دائمًا يضع خط رَجعة لنفسه، خطًا يفصل بين العصبية والتعصب، الحافز والتحفّز، التحضر والهمجية .. ولا أخبرك بضرورة رسم الصورة الكارتونية بأن “إيدي في إيد اخويا ابن امي وابويا” ويحيا النسر مع الفارس، وكل هذه الأحلام التي هي ضد قانون كرة القدم من أساسه، لكني أخبرك بضرورة العودة خطوتين إلى الخلف يا صديقي لأننا – وبعيدًا عن الحق والمستحق- قد دخلنا في المحظور .. وزلت أقدامنا في فخ صناعة التعصب وأصبحنا شركاء من كنّا نسخر منهم بالأمس، وتحزّبنا بلا صوت لعقل .. وأصبحنا نتعامل مع الأندية وكأنها الأوطان تُهدد! .. لا أقول لك بألا تلقي بالًا لتلك اللعبة مثلًا كالعبارة السخيفة “هو الأهلي والزمالك بيدفعولك كام يعني عشان تشجعهم؟” .. لكني أخبرك بضرورة التراجع عن تلك الشخصية الجديدة التي تتقمصها كرجل فقد الذوق واللياقة والحق في سبيل خدمة النادي ! علينا أن نتراجع جميعًا خطوتين ضرورتين للخلف كي نعيد النظر فيما يحدث .. لأننا –وبكل الأحول – نعيش كرة مصرية ليست بخير !

 

إقرأ أيضا
المستوطنين في الضفة الغربية

الكاتب

  • السوبر المصري محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان