دموع محمد ممدوح !

منذ بداية مشاهدتي لحلقات مسلسل لا تطفئ الشمس، الذي شارك بشخصية أحمد فيه، بكيت وأنا أشاهد دموع محمد ممدوح ، ولم يفشل أبدًا بعد ذلك في أن يُطلق لدموعي العنان في كل مرة أشاهد له مشهدًا يبكي هو به.

محمد ممدوح البارع في أدوار تحول الشخصيات وتطورها، القدير في تقمص أدواره، العظيم في عزف سيمفونية درامية في كل شخصية يقوم بأدائها.

محمد ممدوح، الذي انتقل من الأدوار الثانوية والثانية للبطولة في بضع سنوات، فقد بدأ العمل بلقطات في مسلسل لحظات حرجة عام 2007، ثم أعلن عن نفسه في مسلسل طريقي في دور سيد شقيق دليلة، في شخصية المرفه اللاهي الفاسد المغتصب لصديقة أخته، الذي بدد ثروة أهله ثم صار مدمنًا للخمر، وورط أخته في العديد من المشاكل، ليخلق حالة مختلفة في الدراما المصرية لها خصوصية تعلن عن نفسها، واستطاع إقناعنا بأدواره بسهولة بدون مبالغة أو أداء خارج سياق الشخصية التي يقوم بأدائها، فهو ينتقل بسلاسة بين المشاهد، ليجعلك تكرهه وتحبه وتتعاطف معه وتبغضه وتشفق عليه وتستاء منه، ووصل لمستوى عالمي من الاحترافية في الأداء بتعبيرات وجهه عن الحزن والسعادة والصدمة والارتباك والغضب والخوف والحب والكراهية في نفس المشهد، ويستطيع أن يبدو خائفًا في لقطة ومخيفًا في أخري دون أن يتكلم أو يبذل مجهودًا، بنظراته فقط !!! مما جعله من أفضل ممثلي جيله، ونجح في تقديم واختيار أدوارًا مختلفة في كل عام ببراعة تنقص كثيرين يفوقونه وسامة، ففي رأيي أن الوسامة تساعد الممثلين على القبول في البدايات، ولكن تبقى الموهبة في النهاية، فالوسامة تتحول مع الزمن من نعمة إلى نقمة عند الممثل محدود الموهبة، وإذا تذكرهم المشاهدين يتذكرون فقط “شكلهم الحلو” بينما كلمة ممثل عظيم لا تُقال غير للموهوب سواءً كان وسيمًا أم لا.

اقرأ أيضًا 
الأسماء v.s. الموضوعات

في رمضان هذا العام شارك محمد ممدوح بدورين مختلفين في مسلسلين هما لعبة نيوتن وخلي بالك من زيزي، وبرغم أن الشخصيتين متناقضتين تمامًا، إلا أنه استطاع أن يجعلني لا أطيقه في دور حازم بشخصيته الذكورية المتسلطة، وأن أشعر بأنه ألطف ما يكون في دور مراد بشخصيته الرومانسية الرقيقة، ودائما ما يجعلني أتساءل بعد مشاهدة كل حلقة : كيف لمراد وحازم أن يكونا في الحقيقة هما نفس الشخص ؟؟!!

إقرأ أيضا

بماذا يشعر الباحث في الجرائد القديمة عند أي مناسبة؟

إلى العظيم محمد ممدوح : إنت في حتة تانية !