ذكريات عن موهبة محمود عبد العزيز
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد
قد تكون تلك المرة الأولى التي أكتب فيها عن محمود عبد العزيز ولا أعرف سبب محددًا، ولكني أرى أن محمود موهبته لا تقل عن أحمد زكي وزكي رستم ومحمود المليجي، بل قد أستطيع أن أقول أن لمحمود عبد العزيز مكانه ثابتة وسط أهم النجوم العالم في فن التمثيل، وسيظل علامة مضيئة فى تاريخنا الفني، فنان من نوع خاص قادر على التلون والتمثيل، كان بداخله طاقة فنية أكبر من التي خرجت لنا على الشاشة، فقد كان يحتاج إلي مئات الأعمال والفرص لنستمع بتلك الموهبة العظيمة.
قد تكون بدايتي مع محمود عبد العزيز تلفزيونيًا من خلال مسلسل بشاير مع مديحة كامل عن سيناريو حوار وحيد حامد، مع أنه كان مسلسل بسيط ولكنه مميزا للغاية، ثم شاهدت له العديد من الأفلام من خلال محلات الفيديو وكلها كانت تعتبر أفلاما تجارية من الدرجة الأولى التي انتهت واختفت مع الوقت ولم يعد أحد يتذكرها حاليًا، وإن كانت تحتوي على قدر فني مقبول.
اقرأ أيضًا
الساحر محمود عبدالعزيز يحكي قصة محاولة الهجرة التي انتهت على الرصيف
أتذكر جيدًا يوم عرض فيلم الكيت كات تلفزيونيًا كيف اجتمعت الأسرة حول الفيلم لمشاهدة محمود عبد العزيز وكان ذلك الفيلم حديث المجتمع فور عرضه، فقد كان أداء محمود عبدالعزيز استثنائيا، وكما شاهدت مسلسل رأفت الهجان في أحد إعادته من عشر سنوات تقريبا، شاهدت بعد أن شاهدت العديد من الأعمال المقلدة له، كان محمود متقمص الشخصية ومسيطر على خطواته بشكل مبدع، فقد يكون المسلسل ضعيفًا مقارنة بنوعية تلك المسلسلات ولكن أداء محمود عبد العزيز كان تاريخيا ، كان صادقا ، كما أن شاهدت له بعد وفاته مسلسل جبل الحلال وكان يبدع في أداء شخصية أبو هيبة.
إننا أمام ممثل حقيقي رفض أن يكون بديلا لحسين فهمي فى أدوار الجان ورفض أن يكون بديلا لعادل إمام فى الادوار الكوميدية، وقرر أن يكون نجما خاصا، وكذلك رفض سيطرة المخرج رأفت الميهي عليه، ونتذكر خلافاته معه التي وصلت إلى الصحافة، مع أنهما قدما سويا تحفًا فنيًا خالدة مثل سيداتي آنساتي، وسمك لبن تمر هندي؛ الحقيقة أن انسحاب محمود عبدالعزيز أضعف مشروع رأفت الميهي، فلم يجد رأفت الميهي ممثل بموهبة محمود عبد العزيز يستطيع أن يعبر عن أعماله بشكل مبسط للجمهور، وقد يكون سر الخلاف بينهم يرجع إلى طبيعة محمود المتمردة فنيًا، فدائما ما يهرب إلى الدور الجديد والمدارس الفنية المتنوعة .
الحقيقة قد أحبتت محمود عبدالعزيز فقد كان رائعا في دوره الأخير سينمائيا في فيلم إبراهيم الأبيض، كما كان دائما رائعًا في أغلب أدواره، لم أجد دورًا لم يكن مبدعا به، بالإضافة إلى أن حياته كانت هادئا وكان قليل التصريحات الفنية، لا أجد أحد شاهد محمود عبد العزيز ولم يفتتن به.
الكاتب
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد