رئيسة التحرير
رشا الشامي
همتك نعدل الكفة
151   مشاهدة  

رانيا العوني: لا مستقبل للسودان دون دولة جديدة، ومصر لاعب محوري في المعادلة

رانيا عون
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



مع استمرار الحرب الدامية في السودان وتعثر كل محاولات الحل السياسي، تبرز أصوات جديدة تطالب بإعادة بناء الدولة من الجذور، لا عبر إصلاح النظام القائم وإنما بتأسيس كيان سياسي واجتماعي جديد، هذه الدعوات تعكس حالة من الإحباط العميق من الدولة المركزية التي فشلت – في نظر الكثيرين – في إدارة التنوع الإثني والديني، وعجزت عن مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تراكمت لعقود.

تقول الناشطة والحقوقية السودانية “رانيا العوني” إن:”الدوافع الأساسية وراء إعلان الدولة الجديدة تتمثل في الرغبة في إعادة بناء النظام السياسي والاجتماعي، حيث يرى الكثيرون أن الدولة المركزية الحالية فشلت في إدارة التنوع الإثني والديني والتعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية. هذا الإعلان يعكس محاولة لإيجاد حلول بديلة لبناء دولة أكثر استقرارًا وعدالة”.

رانيا عون
رانيا العوني

من حيث الشكل الدستوري والسياسي، يطرح المشروع الجديد تصورات متعددة، في مقدمتها الانتقال إلى “نظام اتحادي” يقسم البلاد إلى أقاليم ذات حكم ذاتي، على أن تبقى القضايا السيادية مثل الدفاع والخارجية بيد حكومة اتحادية. وفيما يتعلق بنظام الحكم، يمكن أن تتبنى الدولة نموذجًا “برلمانيًا” على غرار الهند أو “رئاسيًا” مثل الولايات المتحدة، شرط أن يتم اختيار القيادة عبر انتخابات حرة ونزيهة، كما يشدد الطرح على ضرورة وضع سياسات تضمن التمثيل العادل لكل الأقاليم والإثنيات في مؤسسات الحكم، وصون حقوق الأقليات.

السلام يمثل التحدي الأكبر أمام أي مشروع لدولة جديدة

وترى “العوني” أن “الحوار الوطني الشامل والشفاف”هو الطريق الوحيد لتجاوز الخلافات وبناء توافق وطني، إلى جانب إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس العدالة والمساواة والتنمية المتوازنة بين الأقاليم، لكن هذا التحول لن يكون بمنأى عن انعكاساته الإقليمية، فبحسب “العوني”، فإن مصر تنظر إلى استقرار السودان باعتباره جزءًا من أمنها القومي وترفض أي سيناريو للتفكك، بينما “إثيوبيا” تترقب الوضع لارتباطه المباشر بملف المياه والحدود. أما “تشاد”فتخشى انتقال الفوضى إليها بفعل التداخل الإثني، في حين أن “جنوب السودان” يخشى عودة ارتدادات الصراع على استقراره الداخلي.

في المقابل، تشير الحقوقية السودانية إلى وجود اتصالات مع أطراف إقليمية ودولية لدعم مشروع الدولة الجديدة، سواء في صورة مساعدات اقتصادية أو دعم سياسي. وتلفت إلى أن مصر تحديدًا يمكن أن تضطلع بدور محوري في دعم الاستقرار بحكم علاقاتها التاريخية مع السودان.

ماذا عن موارد السودان 

أما على صعيد الموارد، فإن الدولة الجديدة – بحسب العوني – مطالبة بوضع “سياسات رشيدة لإدارة الثروات الطبيعية”؛ فالذهب يجب أن يُستغل بطريقة عادلة ومستدامة لصالح الخدمات والتنمية، والزراعة ينبغي أن تعود لتكون العمود الفقري للاقتصاد، كما أن الثروة الحيوانية يمكن أن تصبح مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي إذا أُديرت بسياسات متوازنة.

ولا يمكن إغفال قضية النزوح واللاجئين التي أفرزتها الحرب، وترى العوني أن الحل يكمن في توفير الحماية والخدمات الأساسية للنازحين، مع إعادة تأهيل المناطق المتضررة، مؤكدة على الدور الحيوي للمنظمات الدولية في هذا الملف.

وفي ختام رؤيتها، تقول رانيا العوني: “الرهان الحقيقي أمام السودانيين هو إما المصالحة الوطنية الشاملة التي تعيد بناء الثقة بين المكونات المختلفة، أو الحسم السياسي في مواجهة الجهات التي تعرقل الاستقرار، لكن لا بد أن يكون الحسم محسوبًا ومدروسًا حتى لا يزيد الأزمة تعقيدًا”.

بهذا الطرح، تبدو فكرة الدولة الجديدة محاولة لإعادة رسم مستقبل السودان بعيدًا عن أزماته المتراكمة، لكنها في الوقت نفسه محفوفة بالتحديات الداخلية والخارجية، وتحتاج قبل كل شيء إلى توافق وطني واسع يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.

اقرأ أيضًا : السوادن بين الحرب والمشاريع السياسية .. ” الميزان” يحاور قيادي حزبي بارز

إقرأ أيضا
رانيا عون

الكاتب

  • رانيا عون مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • رانيا عون رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان