رشاد الحرامي في سوق الكانتو .. كيف لم أعرف فتحي عبد الوهاب؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مع الصورة الرائعة والإيقاع الخالي من المط المعتاد في مسلسلات رمضان اختار المخرج حسين المنباوي الفنان فتحي عبد الوهاب ليلعب دور رشاد الحرامي في مسلسل سوق الكانتو، تلك الشخصية التي كتبها السيناريست هاني سرحان ضم أحدث المسلسل الذي يناقش فترة تاريخية هامة من تاريخ مصر بدأت مع المساد العظام في نهاية العشرينيات.
رشاد الحرامي هو مجرد صبي – شرير – لأحد تجار الأقمشة، بخيل لدرجة لم السبارس واخفاء تحويشة العمر “تحت البلاطة” حرفيا وهي مشاهد تقديمية للشخصية في الحلقة الأولى لعبها فتحي عبد الوهاب بطريقته الخاصة، تلك النظر الميتة الخالية من أي تعبير، الكتفان المضمومان للأمام لينحني الجسد في خنوع ووضاعة مدهشة، طريقة المشي المرتجلة التي تشبه مشية الغراب.
رشاد الحرامي الذي يتحول أمام والده الذي يلعب دوره الفنان القدير حمدي هيكل إلى ابن بار وتتحول تلك النظرة الميتة إلى نظرة ضاحكة عابثة ساخرة من كراهية الأم الاستثنائية للأب والابن في آن واحد.
يتحول فتحي في لحظات إلى شيطان ولكن حتى هذا الشيطان له شخصيتين، الأولى الذي يوسوس لمعلمه عوض الذي يلعب دوره الموهوب ضياء عبد الخالق، فيقنعه مثلا بحريق المخزن لاتهام طه الذي يلعب دوره الفنان أمير كرارة، والثانية في حالة حبه العجيبة ومحاولة اغواء المرأة التي يحبها بقطعة قماش مسروقة والتي تلعب دورها الفنانة مها نصار.
في الوسوسة يقترب وينحني من أذن المعلم بصوت يشبه الفحيح، في الثانية يتمسكن ويعرض هديته ليفوز بلمسة تهرع بعدها المرأة مرعوبة بينما يمني نفسه بالقادم.
ابليس يوسوس لأدم وحواء على صورة حية، وابليس أيضا يمني نفسه بالجنة.
ثم يطل علينا جانب جديد في الشخصية حين نكتشف حرص رشاد على التعلم ومعرفة القراءة والكتابة، ليؤدي فتحي عبد الوهاب واحد من أروع مشاهدة وهو يحاول كتابة اسم “فاطنة” لينحني على منضدة البار بكامل جسد ويده اليمنى الممسكة بالقلم ببينما ترتفع يده اليسرى معلنة وجوده متشبثة بالأحلام التي يضمرها داخل نفسه ليسود هذا السوق يوما ما.
شخصية الشيطان الوضيع المتآمر البار بوالده العاشق الحالم البخيل، شخصية تستحق المتابعة
مسلسل سوق الكانتو مسلسل متميز يستحق المشاهدة، ودعني أعترف أيها القاريء أنني في بعض المشاهد لم أعرف فتحي عبد الوهاب فعلا.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال