رشا تكسر التابوه وتتبنى مصطفى:” شعرت نحوه بالأمومة”..ورجل دين:”فعلت الصواب”

تزوجت رشا مكي المصرية المقيمة في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية وهي في أوائل العشرينيات من عمرها ثم سافرت خارج البلاد ودرست في مجال تنشئة الأطفال “child development” وبعدها أدركت أن حظها في إنجاب الأطفال صعب للغاية، بسبب الانتباذ البطاني الرحمي وهو مرض يجعل أنسجة تتكون خارج الرحم في أماكن مثل قناة فالوب والمبيضين.

وبعد زواجها الأول الذي دام لسنوات تعرفت رشا على زوجها الثاني محمد العراقي  وكان الأخير لديه ابنتين من زيجة سابقة وهو الذي شجعها على احتضان مصطفى لتفهمه رغبتها ثم قررا معاًا معًا اختيار طفلهما المكفول.

هجوم على موقع فيسبوك تعرضت له رشا مكي بين تحريم التبني ووصم الأطفال الأيتام بعد أن كشفت عن قصة مصطفى، مؤكدة أن هناك الكثير من الأسباب تؤدي إلى عدم تقبل المجتمع فكرة التبني وهو سؤال مجتمعي دائم بين التبني والكفالة وبين التحليل والتحريم، بالإضافة إلى تساؤل المجتمع عن نسب الطفل أو من أين جاء والحديث عن أن الطفل ولد بطرق غير شرعية وهو ما يثير الجدل دائمًا غير أن الكثير من الأشخاص يخافون من نظرة المجتمع لهم.

وتقول رشالـ “الميزان”:من الأفضل استبدال مصطلح مجهول النسب بكريم النسب فهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى النتيجة نفسها وهي أن الطفل على سبيل المثال تعرض للخطف أو نتيجة للاغتصاب أو لعلاقة غير شرعية وحتى إذا كانت ولادة الطفل من خلال ممارسة جنسية غير شرعية فهو ليس له ذنب في ذلك ليتعرض لوصمة ظالمة طوال حياته نتيجة لذنب اقترفه غيره.

تضيف: قمت بتبني مصطفىى من دار أيتام “face” بمنطقة المعادي وأصبح  هو كل حياتي وعلى الرغم من أنني كنت أريد تبني بنت وليس ولد لكن عندما رأيت مصطفى للمرة الأولى شعرت بإحساس الأمومة تجاهه وكأنني عثرت أخيرًا على ابني وعند خروجي من الدار كان الحزن يملأني على باقي الأطفال بالدار وتمنيت لو أن لهم آباء وأمهات يحبوهم ومن هنا قررت تأسيس مبادرة بعنوان «يلا كفالة.

رشا لـ”الميزان” أخبروا الطفل بحقيقة الكفالة 

وتابعت:من واقع خبرتي في العمل المجتمعي الخاص بتربية الأطفال وباجماع من الأطباء النفسيين يجب إخبار الطفل بحقيقة التبني منذ صغره فإخبار الأهل ابنهم بالتبني حقيقة الكفالة كلما كان في سن مبكرة فهذا يعتبر إيجابي جدًا وهذا ما فعلته مع مصطفى وهو يعرف أنه ابني بالتبني وهذا يعطي شعور بالطمأنينة بعكس الشعور الذي يجعلك في حيرة من الأمر وكأنك تفعل شيء خاطئ وتحاول أن تخفيه في حين أن التبني ليس خطأ أو عيب فالتبني بمفهوم الكفالة حلال ووثقت أوراق اسمه بشكل قانوني وفيما يخص الميراث مستقبلًا فهو لن يرث ولكن سأخصص له هبة من خلال الوصية.

ملف موسيقى الثمانينات والتسعينات .. ألبوم مشوار وبداية انقلاب محمد منير على مشروعه الغنائي.

الشيخ أحمد الصباغ :فعلت الصواب 

وتواصل الميزان مع الشيخ أحمد الصباغ الداعية الإسلامي  الذي وصف مسألة تكفل السيدة رشا مكي للطفل مصطفى بأنها جائزة استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما وهي فعلت الصواب وطالما هي تصين الأمانة وتقوم تنشئته على التربية والأخلاق فلا حرج عليها ونقول لها جزاك الله خيرًا لكن بشرط أن لا يكتب بأسمها أو يرث أموالها.

زوجي يدعمني 

وأردفت:لم أنجب أطفالًا لأسباب طبية ولذلك قررت تبني مصطفى أما زوجي محمد العراقي الذي يملك أطفال من قبل زواجنا دعمني جدًا في اتخاذ هذه الخطوة ويتعامل مع مصطفى بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع أطفاله ولا فرق بينه وبينهم  ويمارس هواياته بشكل طبيعي وكأنه ابنه تمامًا.

شعرت بالأمومة عندما رأيته 

إقرأ أيضا

مثلث برمودا والسبب وراء ألغازه المخيفة

وتابعت مؤسسة مبادرة يلا كفالة أن أهلها وزوجها وأصدقائها جميعهم يدعمون هذه الخطوة وكانت ردود أفعالهم داعمة وايجابية لأنهم يعلمون كيف كنت اتمنى أن يكون لي طفل الموضوع كله متعلق بإحساس الأمومة رغم أنني أردت تبني طفلة وليس طفل لكن هذا هو الإحساس الذي شعرت به عندما رأي مصطفى أول مرة.

أعلمه أن هناك حقوق للغير

وبخصوص تنشئة ابنها مصطفى ترى أنه من الأفضل أن يتعلم ما هو الحق والصدق والأمانة وأن يعرف أن هناك حقوق للغير وأن يكون رقيق القلب وهو كذلك فعلًا فنحن نملك ثلاث قطط وفي مرة كنا في مصر هنا وعند العودة اكتشفنا هروب قطة منهم حتى  انفجر في البكاء وعندما سألته عن سبب بكائه قال لي:امال انتي هتحسي بايه لو هربت أو مشيت وسبتك هنا بدأت أشعر بأنه حنين وذكي ومتفهم لمعنى الحب والترابط بينه وبين الآخرين. 

واختتمت: مبادرة يلا كفالة فمازال العمل على إجراءاتها جاري الأن بهدف إنشاء منظمة غير ربحية ولا نعلم متى ستنتهي الإجراءات الخاصة بها لكن الهدف الأساسي هو مجتمع يتقبل الأطفال المكفولين ويحبهم ويكون فخور بيهم وعلى الجانب الأخر يشعر المتكفلين بأن يلا كفالة تكون سبب من الأسباب أن يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم وهم مجتمع كامل وأخيرا أن يشعر أبنائنا المكفولين بالانتماء وأن كل دار أيتام في العالم لا يكون فيها هؤلاء الأطفال.