رشيد أيلال.. الرجل الذي هزم البخاري

“يستحيل ونحن في عصر التكنولوجيا أن يتقبل العقل خرافات صحيح البخاري”، بهذه الكلمات دافع الكاتب والصحفي المغربي رشيد أيلال عن كتابة الصادر منذ أسابيع قليلة ” صحيح البخاري نهاية أسطورة” الكتاب الذي أثار ضجة كبيرة في المغرب وامتدت موجاتها للعالم العربي.

الغريب أن المملكة المغربية تحديدا دون الدول العربية البخاري ليس له تلك القداسة التي تحيط به في العالم الإسلامي والسبب أن المذهب المالكي هو المذهب الغالب والمسيطر على المغرب، بينما لم تعرف المغرب صحيح البخاري إلا ما موجات المد الوهابي وفق ما قاله الكاتب والباحث والصحفي رشيد أيلال.

الربط بين وصول فقه البخاري وصحيحه إلى المغرب وبين موجات الوهابية، إضافة لعنوان الكتاب نفسه، أثار ضجة وموجات كراهية ضد الكتاب وصاحبة حيث قام ” مصطفى بنحمزة” وهو شيخ مغربي ورئيس المجلس العلمي بوجدة بشن هجوم ضاري على الكتاب وصاحبة واتهم صاحبه بالجهل المطبق بأصول العلم الشرعي.

ولو يتوقف هجوم بنحمزة عند هذا الحد بل تجاوزه بقوله إن رشيد أيلال بكتابه هذه يريد إسقاط السنة بإسقاطه لصحيح البخاري وكأن صحيح البخاري هو السنة وليس غيره! إضافة لأنه أطلق جائزة مالية قدرة 10 ملايين لمن يقدم بحث مميز عن صحيح البخاري، بالتأكيد بحث يدعم وجهة نظر بنحمزة في الصحيح ويمجده.

رد بنحمزة هذا فتح باب إطلاق النيران على رشيد أيلال حيث ظهر بعدها الشيخ عبدالله المكناسي الذي أفتى بحرمانيه نشر وتوزيع وتداول كتاب أيلال صحيح البخاري نهاية أسطورة، بل وطلب من ملك المغرب جلد صاحب الكتاب وتعزيره، والتحريض على تكفيره واتهامه بالفسق والضلال والفجور، فقد لأن الرجل جمع أدله تفيد أن البخاري ليس كتابا مقدسا.

الواضح من الأمر أن هناك أناس يقدسون البخاري وصحيحه قدسية عمياء ومطلقة، وتلك القداسة مستمرة وتزيد للأسف بشكل مبالغ فيه متناسين أن البخاري ما هو إلا شخص جامع للسنة والحديث وليس بنبي حتى يحاط بتلك القداسة الوهمية هو وكتابه، تلك القداسة التي أورثت تطرفا في التفكير والتصرف غير مفهوم لدى الكثيرين.

البخاري يعد أحد أهم مناهل التطرف حيث يستقي منه شيوخ الوهابية كل الأحاديث والأسانيد التي يرون أنها تتوافق مع أفكارهم بل يقومون بفهم وتفسير الحديث أو السنة كما يريدون، دون النظر بالأصل إلى أن الحديث قد يكون ضعيف أو غير مسند، فقط طالما انه جاء في صحيح البخاري فهو صحيح وله قداسه القرآن وهو أمر مرفوض تماما، كما انه يتنافى مع مبدأ إعمال العقل في الفقه الإسلامي، ويعطى قدسية لاجتهاد من المفترض أن لا قداسة فيه من الأساس.

موجات وراء موجات طالت رشيد أيلال بعد كتابة عن صحيح البخاري ولكن أيلال لم يتوقف أو يخاف حتى حينما دعاه حد دعاة السلفية في المغرب حماد القباج للمناظرة في إحدى الإذاعات المغربية وافق على المناظرة قبل أن يتدخل المجلس العلمي الأعلى بالمغرب الذي طالب في سابقة هي الأولى من نوعها بتأجيل المناظرة حتي يتم انتداب احد أعضاءه لمناظرة أيلال، وقبل رشيد التأجيل بالفعل، ولكن الأغرب أن المجالس العلمية في المدن المغربية في تضارب حول مصير المناظرة تلك فرئيس المجلس العلمي بمراكش محمد عزالدين المعيار الإدريسي قال أن مجلسه ضد تلك المناظرة في الأساس لأنها ببساطة تحتاج أن يكون الطرف المقابل لأيلال فيها على علم كافي ودراية كافية بكتاب أيلال وبصحيح البخاري وان يكون مناظر أيلال مؤهل ومختص.

إقرأ أيضا

بُنيَ الدين الموازي على أربع

كل الردود التي واجهها رشيد أيلال حول كتابة “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة” أثبتت بما لا يدع مجال للشك أنه انتصر في تلك المعركة، فكتابه في الأسواق ولم يصدر ضده أي حكم، بل لم يرد أحد عليه الحجة بالحجة فقط اكتفوا بالعواء المعتاد حول تكفيره واتهامه بالفسق والمجون وإهدار دمه دون أن يحاول أحدهم أن يرد عليه الحجة بالحجة، الوحيد الذي حاول ذلك هو يوسف سمرين وهو فقيه شاب مغربي أصدر كتاب بعنوان ” بيع الوهم.. تهافت طرح رشيد أيلال عن صحيح البخاري” ورغم ذلك أصبح رشيد أيلال هو حقا الرجل الذي هزم البخاري في المغرب.

أيلال لم يتوقف أمام هذا الطوفان من التكفير والهجوم عليه، بل إنه يستعد هذه الأيام لطرح كتاب جديد حول الجنس في الإسلام وكيف أن الإسلام لم يحرم البغاء بل حرم الزنا وأنه أجاز أنواع من الزواج قرر العلماء بعد ذلك أنها محرمه، وان هناك طمس لحقيقة موقف الإسلام من الجنس، في تحدي جديد لمشايخ الوهابية في المغرب بعدما انتصر عليهم في معركة البخاري.