رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
292   مشاهدة  

روبير الفارس: معرفة الناس بتراث الأقباط ضحلة وهناك فرق بين التنوير والتضليل

روبير الفارس
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



دور المثقف ريادي في عملية بناء المجتمعات، حتى إذا ما هبت الريح تكون تلك المجتمعات متماسكة بالحد الذي لا نرى فيه حملات المقاطعة والتكفير ورفض كلًا من الآخر، المثقف الفاعل ليس ذلك الذي لا يعرف عن شريك المجتمع سوى الفتات ويصفها وكأنها حقيقية ، والمثقف الفاعل أيضًا هو من يتكأ عليه المجتمع فهو بمثابة الركن الأساسي الذي يلتقي الطرفان، وتذوب  الفوارق والتفاوت الفكري والثقافي والاجتماعي عنده.

لكن حينما تعيش المجتمعات مرحلة من مراحل الأحادية حتى في التفكير والثقافة، يبرز بعض بقايا دعاة الفكر  أو أشباه المثقفين ليصفوا كل من يخالفهم بكل الاتهامات، حتى لو وصل الأمر ـ وعادة ما يصل ـ إلى اتهام الآخر بالعمالة والخيانة والعداء للوطن .

وعادة ما نرى لغة هؤلاء مشوبة بالكلمات العنصرية المنفرة التي تكون سبب  البلاء والكوارث الأساسية التي يعيشها الوطن، كما حدث مؤخرًا في مواقف عديدة لعل أبرزها الفتوى العنصرية التي نشرتها صحيفة المصري اليوم، ورُغم أنها كلمات عنصرية إلا أن أشباها المثقفين ذوي الفكر الأحادي لا يرون في هذا مشكلة من الأساس.

لكن ما الذي حدث لكي نُصبح ريش في مهب الرياح ، كل واقعة تمر علينا نخون ونفتت أنفسنا ، لماذا لا نتقبل الآخر، ولماذا لا يعرف ثقافة كل منّا الآخر ما السبب وراء ذلك.

سعدت بحديثي مع الروائي والصحافي ” روبير الفارس” لنقرب الأفكار مع المتلقي حول تلك الأسئلة المطروحة لماذا لا يتقبل كل منّا الآخر ، ولماذا لا يعرف كلّا منّا الآخر .

الجهل بالآخر يصل للمثقفين أنفسهم 

حينما نتحدث عن أسبوع ملئ حيث قتل كاهن في الأسكندرية ومنع طفلة من الأكل في كشري التحرير ثم  فتوى المصري اليوم  واستخدام كلمة كافر وإرهابي، والكاتب سوري في جريدة ليبرالية هذا كله في سياقه مقلق للغاية ، كما أرى أن هناك حالة جهل بالآخر تصل للمثقفين والكتاب، المثقفون الذين يشكلون حالة الوعي والثقافة حتى لا تحدث مثل تلك الأمور هم أنفسهم جاهلون بالآخر.

فعلى سيبل المثال لا الحصر  كاتب كبير كصبحي موسي حينما أراد أن  يدافع عن المرأة  المسيحية كتب معلومات خاطئة عن الصوم المسيحي فقال على  صفحته “الفارق بين الصيام المسيحي والصيام الإسلامي هو فارق بين البيئة التي نزلت فيها كلًا الديانتين، الإسلام نزل في بيئة صحراوية قليلة الماء والطعام، واعتاد أهلها خاصةً أبناء البادية على التوفير فيهما، ومن ثم فالانقطاع عن الماء والطعام نهارًا هو نوع من التدريب الجسمي والنفسي على احتمال عدم توافرهما.

وأضاف ” موسى” أما المسيحية فقد نزلت وانتشرت في بلدان زراعية، تكاد تقدس كل ما فيه روح، وتعتبره جزءً أصيلا من ثروتها، ومن ثم جاء صيامها كنوع من الحفاظ على هذه الكائنات، فليس هناك مغنم من توفير الماء والطعام المتوافرين بالضرورة، لكن هناك مغنم في توفير الكائنات التي بذل الإنسان جهدًا كبيرًا في تربيتها، وليس من المستحب أن يُفرط في الخلاص منها، ومن ثم كان الصوم الإسلامي ثلاثين يومًا فقط، وطيلة النهار فقط، أما الصوم المسيحي فهو طويل، حيث الصوم الكبير والصوم الصغير، ومعه يتم الامتناع عن تناول كل ما فيه روح، والاكتفاء بما هو نباتي.

واختتم حديثه قائلًا” أقول هذا تحية للسيدة التي منع عنها صاحب المطعم نزول الطعام قبل موعد الإفطار.. وأقول للمسيحيين وللمثقفين التنويريين حاربوا هذا النوع من البشر بالحديث عن المسيحية وما بها من أسرار ولطائف.. المسيحية ليست عيبا ولا أمرا يدعو للتواري عنه، المسيحية دين جميل بها الكثير من الكنوز المخبوءة، وللمسيحيين المصريين (الأقباط) أ فضال كثيرة ومهمة على العالم، لابد أن يعرفها الجميع،   الناس أعداء ما تجهل .. فعرفوهم بثقافتكم وأفضالها وجمالها.

الأعمال الأدبية جهل بالمسيحية والمسيحين 
يوضح ” روبير الفارس”الجهل الشديد الذي يقع فيه المثقفين، حينما رصد أخطاء وقع فيها بعض الروائين الكبار في كتاباتهم رغمإن المعلومات عن الأقباط سهلة والوصول إليها متاح معلقًا:  “رجاء اقرأوا عن الأقباط قبل أن تكتبوا عنهم”.

وقال روبير الفارس في تصريحاته للميزان  “الساحة الأدبية تشهد بكثرة صدور روايات تتناول حياة الأقباط وهذا في حد ذاته عظيم لكن وقوع الكتاب في الأخطاء المعرفية بحياة الأقباط أمر غير صحيح ويترتب عليه مشكلات لن تظهر إلا في مثل مواقف كموقف منع الطفلة الطعام في كشري التحرير.

إقرأ أيضا
الدكتور سعيد سليمان

وذكر ” الفارس” عدة أمثلة على الأخطاء المعرفية حول الأقباط في الروايات منها في رواية “بيت القبطية” لـ”أشرف العشماوي” الرواية تدور حول الست هدى حبيب وهي متزوجة من مسلم وتهرب من بلدها إلى بلد أخرى وهناك الكنيسة تزوجها ببساطة وطبعا الرواية زمنها حديث، وبالتالي هذه خطوة غير منطقية لأنه في حال رغب مسيحي أو مسيحية في الزواج عليه أن يستخرج شهادة من الكنيسة “خلو من الموانع” أهمها عدم زواجه أو زواجها، وهذا حدث مهم أغفله الكاتب، لتطور الأحداث ليكتشف الزوج أن هدى حبيب متزوجة وزوجها السابق يتهمها بالزنا.

ويضيف: “لاحظت في الرواية أن الكنيسة اسمها كنيسة النور وأنا أعرف مسجد النور في العباسية،  لكن كنيسة النور هذه جديدة وغريبة خاصة أن الكنائس الأرثوذكسية تسمي بأسماء قديسين والكنائس الإنجيلية تسمي بأسماء الأماكن”.

وأشار” الفارس” إلى دور التعليم فقال أغلب أعضاء تنظيم القاعدة خريجي طب وأعضاء داعش من هندسة ، لن تجدي فلاح ارهابي، وأتساءل ماذا فعلت المناهج التعليمية بنا، تلك المناهج زودت  المتطرفين وهي كارثة بكل المقاييس
فمثلا  لو شخص لايقرأ صحف لن يجد فتوي الكافر الخاصة  المصري اليوم ، كما أصبحت وسائل التنوير وسائل تضليل
وهي مصيبة أخرى، كما أن الكنيسة مقصرة في شرح الكثير من أمور العقيدة حتى في عظات الأعياد المذاعة منذ البابا شنودة وقد غلب التأملات دون تقديم معرفة حقيقية للمجتمع عن المسيحية وعقائدها.

الكاتب

  • روبير الفارس مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان