سالم ابو لافي”وحش الصحراء”..الذي قال كلمته في سيناء

عرض مسلسل الأختيار الكثير من الحقائق والأوضاع التي تحدث على أرض سيناء الطاهرة، وهذه المواقف تعددت فمنها ما رسم معاني البطولة والفداء من أجل هذا الوطن ومنها ما رسم معنى الخسة والندالة، إلا أن ابن سيناء الشيخ سالم ابو لافي عليه رحمة الله أراد أن يسطر لنا وللأجيال القادمة من بعده أنه مهما كان الأمر فإن بدو سيناء هم جزء لا يتجزأ من الشعب المصري، وأن هذه الأرض الطاهرة ليست عقيمة على أن تنجب الأبطال، فكان من قبل الشيخ سالم الهرش الذي رفض أن يبيع الأرض للصهاينة.

نشأة سالم ابو لافي

في وسط صحراء سيناء الشاسعة، وبالتحديد في صحراء النقب غربي بئر السبع، نشأ ابن الترابين وهي القبيلة العربية البدوية المشهورة بمواقفها الحسنة، حيث ينتشر أفرادها في صحراء النقب وشبه جزيرة سيناء وجنوب الأردن وجنوب الخليل والقاهرة والسويس والشرقية والجيزة والاسماعيلية داخل مصر، هذه القبيلة تتألف إدارياً من عشرين عشيرة رئيسية، ويصل تعداد القبيلة لـ 500 ألف نسمة.

وعشيرة الشيخ سالم هي عائلة اللافي، هذه العائلة التي اشتهرت بعصبيتها للكرامة ووقوفها بجانب الحق دائما، نشأ ذلك الرجل البطل والذي شهدت حياته العديد من التحولات والتي كان ملخصها سيناء وأبنائهم ليسوا بأقل من أحد، وأن سيناء أرض العزة والكرامة حتى انتهت هذه التحولات ببطولته وتخليد أسمه ضمن المدافعين عن أرضهم سيناء الحبيبة.

بداية ظهورسالم ابو لافي

عند الحدود المصرية -الإسرائيلية قتل 4 من أبناء قبيلة الترابين والريشات برصاص الشرطة المصرية، مما أثار حفيظة القبيلة وقتها لأن هؤلاء الأبناء كانوا يرعون الغنم فاشتبهت بهم الشرطة المصرية مما تسبب في قتلهم، وبعد أن أثيرت حفيظة القبائل تصاعدت الإحتجاجات المنددة بالقتل، وكان من بين المحتجين الشيخ سالم أبو لافي والذي تم حبسه على خلفية هذه الاحتجاجات، في عام 2008.

هروب سالم من الترحيلات

في عام 2010 هرب سالم أبولافي من عربية الترحيلات، واتجه إلى الصحراء ليعيش فيها وحده معتمدا على ما لديه من مصادر رزق، إلا أنه في ذلك التوقيت كان يقوم بدوره ككبير من كبار عائلة اللافي وهو الصلح بين الأهل والجيران، مما ترك له أثر طيب عند أهله من قبيلة الترابين.

إقرأ أيضًا…اجعلوا صورتي على الجنيه السيناوي .. البدوي الذي أحبط أوهام الانفصال

وحش سيناء

بعد أن قامت تظاهرات 25 يوليو على الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، كان لسيناء حظ في الأعمال التخريبية، وكانت هناك بوادر الإرهاب المتطرف في هذا المنطقة، فكانت هناك مجموعة تكفيرية قد أختطفت العميد حسن كامل وبرفقته 51 جندي من قوات الأمن المركزي بسيناء، فما كان من سالم إلا أنه إنحاز لبلده وحكومته وهو من توسط وحرر أبطال الأمن المركزي وأوصلهم إلى بر الأمان ومنذ ذلك الوقت وأطلق عليه وحش سيناء.

ما بعد 30 يونيو

بعد ثورة 30 يونيو لعام 2014، ظهر ما كان يبطنه بعض الجماعات التي تقلدت المناصب في الدولة وخرجت عن صمتها لتقتل وتفجر بين العديد من أبناء الوطن، ليس هذا وحسب بل تطمع في الإستيلاء على أراضي الدولة، إلا أن الجيش قال كلمته وعقيدته في أرض مصر الطاهرة، وهي أنها لا شريك للمصريين في أرضهم، وأعلن الجيش تطهير سيناء من براثن الإرهاب والتطرف، فما كان من قبائل سيناء إلى أن تعلن موقفها الداعم والمساند لجيشهم ووطنهم، فخرج سالم بولافي وعواقل وكبار القبائل مؤيدين انضمامهم للجيش ومحاربتهم للارهاب والوقوف صفا بصف بجانب الجيش المصري، وهذا الامر هو الذي أغضب التكفيريين.

بطولات تسطر

سطر سالم بولافي العديد من البطولات التي يفتخر بها الرجال، وهي مساندة الجيش، حيث حاصر العديد من الاوكار الارهابية وأسر الكثير منهم، حتى أ، أنصار بيت المقدس وداعش كانوا يخافون من سيرة وحش الصحراء، فلقد ربى الرعب في قلوبهم، وكان القائد أحمد المنسي يعتمد عليه في الكثير من عملياته التي أجريت على أرض سيناء، كما كان يعد عنصر قوي للحرب على الإرهاب في سيناء.

وفاة سالم ابو لافي

في 10 مايو لعام 2017، كانت هناك معارك ضارية بين القوات المسلحة المصرية والتي ضحت بالكثير من أجل تراب الوطن وبين هؤلاء الأنذا الذين يحاولون النيل من تراب مصر، وبالتحديد في محيط قرية البرث معقل قبيلة الترابين، وفي هذا اليوم بالتحديد تخفي الارهاب في زي للجيش المصري ودخلوا على القبيلة التي رحبت بهم البداية على انهم جنود الجيش وحماة الوطن، إلا أنهم وكعادتهم يعيشون على الخيانة وقتل، قتلوا أبناء القبيلة حتى أرسلوا رسالة إستغاثة للشيخ سالم بولافي والذي لم يتوانى في الحضور إلى أرض المعركة بسيارته، وكانت الأرض ملغومة بالكامل بالمتفجرات والتي أطاحت به صريع هو و12 رجل من أبناء قبيلته.