سر الاهتمام بكرة القدم.. وكيف ساهمت في تغيير أحداث عالمية؟

العالم لا يتوقف عن الدوران، وكذلك الأحداث الكارثية، فكل دقيقة تحدث كارثة أو مصيبة في مكان ما من العالم، حيث تندلع الحروب، تنتشر الأوبئة، تحدث الكوارث الطبيعية، ينهار اقتصاد البلدان، ورغم كل ذلك يبقى الشغل الشاغل لعقولنا هو ما سيحدث في مباراة كرة القدم والفريق الذي نشجعه!، وسوف تصدمك معلومة أن هناك أكثر من ثلاثة ونص مليار متابع لكرة القدم حول العالم، مما يعني أن نصف سكان العالم تقريبًا تشغلهم كرة القدم، وهناك متحف خاص لكرة القدم في بريطانيا بمدينة مانشستر، وهو من أهم المعالم في المدينة، فما هو السر وراء تلك اللعبة؟.

الأسباب وراء عشق كرة القدم

في متناول الجميع

لعب كرة القدم لا يتطلب مستلزمات خاصة مكلفة مثل باقي الألعاب الرياضية، بل كل ما يحتاجه الأمر هو كرة ويتشارك 22 فرد في اللعب بها، مما يجعلها سهلة ومتاحة لكافة الطبقات، فالأطفال في الحارات الشعبية يقومون بتنظيم دوري بينهم وبين بعضهم، ويشتركون جميعًا في دفع إيجار الملعب الذي يكون عادة مبلغًا بسيطًا للغاية، ويتواجد في كل المناطق الشعبية والفقيرة، وحتى في حالة عدم توافره فلن يعكر صفوهم شيء، كل ما عليهم فعله هو رسم مخطط للمرمى في الشارع، وسيتمكنون من اللعب بحرية، كما أنها من أسهل الألعاب المتاحة، ولا تحتاج لتدريبات خاصة وكثيفة لتتعلمها، فالموضوع بديهي كل ما عليك فعله هو التسديد على المرمى، ويبقى الأمر على موهبتك، لذا من أجمل ما في كرة القدم أنه يمكن لكل طفل بالعالم أن يلعبها، بل ويطمح بأن يصل للعالمية من خلالها.

تحقق الشعور بالانتماء

الإنسان بطبيعته يشعر برغبة ملحة وأساسية في أن يكون منتميًا لشيء ما، حيث يعد الانتماء ركنًا أساسيًا من أركان الاستقرار النفسي للشخص، وكرة القدم تشبع هذه الرغبة تمامًا، فلا يوجد ذيء أجمل من أن تكون مُنخرطًا في متابعة وتشجيع ناديك ضمن مجموعة المشجعين الأخرى، وتعيشوا مشاعر الفرح والحزن والإثارة سويًا، ذلك الشعور بالانتماء يجعل المرء يفرح بإنجازات فريقه وكأنه هو من حققها، ويحزن للإخفاقات والخسائر وكأنه من تسبب بها.

لعبة المنافسة والإثارة والمتعة

طبيعتنا البشرية تدفعنا للمنافسة دائمًا، ولا يوجد شيء أفضل من كرة القدم لإشباع تلك الرغبة، هل تتخيل كم المنافسات التي تعطينا إياها كرة القدم؟، منافسات على الألقاب، منافسات على فوز المباريات نفسها، المنافسات العالمية، المنافسات المحلية، ويظل الشخص كوال وقت المباراة في حالة إثارة مستمرة، ولا تنتهي الإثارة بسماع 2فارة النهاية، ولكن الممتع في الأمر أن الإثارة مستمرة طوال الموسم، وعلى مدار العام في البطولات المختلفة، مما يحقق متعة عظيمة بسبب ازدياد الأدرينالين في جسدك.

أحداث عالمية غيرتها كرة القدم

اتفقنا على كون لعبة كرة القدم هي لعبة ذات أهمية عالية في مختلف أنحاء العالم، وقد شهد التاريخ تغييرًا في بعض المجريات والأحداث الهامة بسبب كرة القدم، حتى الحروب الكبرى لم تسلم من تدخلات كرة القدم:

كرة القدم أوقفت الحرب العالمية الأولى لمدة ليلة

إقرأ أيضا

جنون السوشيال ميديا.. متابعات بالملايين لـ “كلاب” وأموال جعلتهم من أغنياء العالم

في ليلة عيد الميلاد عام 1914م، حيث كانت الحرب العالمية الأولى تدمر العالم، وكانت جميع الجبهات تستعد لخضم معارك جديدة وتسقط مئات الضحايا وتدمير المدن، كان هناك مجموعة من الجنود الألمان يجلسون في مناوبة ليلية وبالقرب منهم جنود إنجليز في مناوبتهم أيضًا، وقرر الجنود الألمان أن يمضوا ليلة العيد بشكل جيد، فشكلوا فريق كرة قدم، وكلبوا من الجنود الإنجليز أن ينضموا لهم، وبالفعل بدأوا في لهب مباراة كرة قدم هي الأغرب في التاريخ، وقد تم تخليد هذه المباراة التي جمعت بين فريقين لا يربطهما سوى التخريب والتدمير والقتلى، ولكنهم اجتمعوا سويًا في عشق كرة القدم.

كرة القدم أوقفت الحرب الأهلية في ساحل العاج

في أناء تصفيات كأس العالم 2006م، والتي كانت تُقام عام 2005م، كان ينتظر منتخب ساحل العاج مباراة تاريخية ومصيرية أمام منتخب السودان، وبالفعل تمت المواجهة وفاز الإيفواريين على السودان، وتأهلوا إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخهم، وامتدت احتفالاتهم عدة ليالي وفي الخلفية تدور الحرب الأهلية، فقرر النجم العالمي “دروجبا”  أن يستغل الفرصة، وألقى خطابًا ملحميًا طالب فيه بوقف الحرب الأهلية التي تدور منذ ثلاثة سنوات، وبالفعل كان لخطابه أثر عظيم، وجلس المتنازعون على طاولة المفاوضات، ووقعوا اتفاقية وقف إطلاق نار، وساهم في ذلك فرحتهم الكبرى بتأهلهم لكأس العالم، الذي ترك في نفوسهم أثر كالسحر.