همتك نعدل الكفة
2٬138   مشاهدة  

لماذا أحب المصريون “خلي بالك من زوزو” وهاجمه المثقفون؟

خلي بالك من زوزو


خلي بالك من زوزو، زوزو النوزو كوانوزو، العام 1972 العالم العربي بين ناقضين في منتهى الخطورة، وضع سياسي معقد تتعامل معه الحكومات ببرود شديد، بينما تغلي الشوارع والشعوب، في مصر تحديدا كان الأمر شديد التعقيد، بين رغبة الشارع في سرعة الدخول إلى المعركة لتحرير الأرض المحتلة، وبين رغبة القيادة السياسية في قيادة المعركة بشكل يضمن الانتصار، بين حماس الجمهور وغضبهم المتصاعد في الشارع وبين أجواء سياسية متوترة جاءت زوزو بنت نعيمة ألماظية في خلي بالك من زوزو.

خلي بالك من زوزو

البداية حينما حاول صلاح جاهين تجاوز الأزمة النفسية التي أصابته بعد هزيمة يونيو، ليقرر الكتابة للسينما، ليتفق هو وحسن الإمام على فيلم يدور في شارع محمد على حول زوزو، ابنه الراقصة التي تدرس في الجامعة، وبعيدا عن كواليس الفيلم، ينطلق الفيلم ليحقق نجاح لم يسبقه أو يلحق به أي فيلم مصري.

قديما كانت السينما تعرض فيلم واحد فقط، وكان الفيلم يعرض في سينما واحدة أو اثنان بالكثير، ليظل خلي بالك من زوزو في السينما لما يقرب من ثلاثة سنوات، يعرض وبنجاح متواصل، الفيلم تحول لمرادف موضوع لكلمة البهجة، ليس الفيلم فقط، بل أغانيه أيضا، فأغنية يا واد يا تقيل تعد واحدة من أشهر الأغاني في تاريخ السينما المصرية، بل منها اكتسب حسين فهمي لقبه الذي عاش ويعيش معه إلى الأن.

خلي بالك من زوزو

في تلك الفترة كانت الفترة الأقسى في حياة سعاد حسني وصلاح جاهين، حيث الهجوم المتواصل عليهما، بحجة أنهما يحاولان إلهاء الشعب عن حاله الحرب، وكأن الحياة كلها يجب أن تتوقف، لأي حدث ما، خرجت الأفواه تنهش حرفيا صلاح جاهين وسعاد حسني والسبب خلي بالك من زوزو.

خلي بالك من زوزو ..............................................................

لدرجة أن احمد فؤاد نجم كتب في قصيدة الفوازير قصيدة صغيرة لهجاء صلاح جاهين، وليس هنا هجاء على المستوى الفني، ولكنه هجاء شخصي مباشر، وكان نجم يحاول الانتقام من جاهين، الانتقام لان جاهين هو أحد مروجي حلم القومية العربية والناصرية والأمة التي لا تقهر وكل أحلام الستينات التي انسحقت بفعل الهزيمة

هذا الانتقام دفع الحركة الطلابية في مصر وقتها، وكانت أهم حركة سياسية في تاريخ مصر، لمهاجمة سعاد حسني والمناداة بسقوطها في العديد من الندوات واللقاءات وحتى النقاشات الجامعية، والغريب أن بعض تلك الأصوات نادت بسقوط سعاد حسني لأنها جعلت من بنت الرقاصة نموذج يحتذى به، الأمر الذي تنبأ صلاح جاهين نفسه داخل الفيلم من خلال شخصية محيي إسماعيل.

YouTube player

ولكن لنطرح تساؤل مهم، زوزو جاءت في واحدة من أكثر فترات التاريخ المصري كآبة وسوداوية، جاءت ببهجة كنا نحتاجها بالفعل، جاءت بأمل نريده، وتذكرنا أن الحياة مازالت مستمرة برغم الهزيمة، ولكن هل لو طرح فيلم خلي بالك من زوزو في وقت مختلف، مثلا جاءت بعد الانتصار، أو في الانفتاح، هل كانت ستحقق نفس النجاح؟

اعتقادي الشخصي أن نجاح زوزو مرهون بالوقت الذي طرح فيه الفيلم، حينما كان الناس بحاجة ماسة لشيء من البهجة جاءت زوزو، والدليل ربما، هو فشل فيلم أميرة حبي أنا، حتى أنك لا تتذكر منه غير أغنيته وانتهينا على هذا، وفي رأيي أيضا أن زوزو لو جاءت في وقت مختلف لما كانت تعرضت لكل هذا الهجوم أبدا.

إقرأ أيضا
غزة

خلي بالك من زوزو ..............................................................

فيلم خلي بالك من زوزو هو فيلم فني جيد المستوى، ربما لا يناقش قضية فلسفية عميقة أو هم وطني، ولكن من قال إن تلك هي مهمة السينما، السينما مهمتها المتعة فحسن فإذا شاهدت زوزو واستمتعت فإن الفيلم بهذا قد أدى رسالته على أكمل وجه، والدليل أن بهجت زوزو عاشت وستعيش للأبد.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
1
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان